Jan 03, 2019 7:48 AM
مقالات

الحزب يُحرّك الشارع لهزّ صورة العهد؟!

تنتظر بيروت وبعض المناطق غداً تحركات نقابية وشعبية جديدة احتجاجاً على تردي الأوضاع الاقتصادية وفشل السياسيين في تشكيل حكومة تعتمد خطوات متسارعة تحول دون الانهيار.

وكانت الاحتجاجات في الشارع قد بدأت في 23 كانون الأول الماضي، وعكست مشهداً كسر نمطية التحركات المعتادة في الشارع. فالدعوة إلى المظاهرة جاءت مجهولة الانتماء السياسي والاجتماعي، ولم يبادر أي طرف إلى تبنيها.

الكاتب والناشط السياسي لقمان سليم يعتبر "ان تفسير "التيار الوطني الحر" وفريق رئيس الجمهورية لما حصل الأحد الماضي على أنه مظاهرة مذهبية للضغط على العهد ورئيس الجمهورية فيه الكثير من الصحة، وتوجيه النقد القاسي إلى "حزب الله" خلال التظاهر في الشهر الماضي، لا يتجاوز الأضرار الجانبية، أما الهدف فهو تظهير حالة تململ تتصاعد في وجه العهد في إطار الضغوط التي يمارسها الحزب في مسألة تشكيل الحكومة". ويرى رئيس "حركة التغيير" إيلي محفوض، "ان المظاهرات في لبنان لم تحدِث تغييراً باستثناء مظاهرة "14 آذار" عام 2005، التي أدت إلى خروج الجيش السوري من لبنان عقب جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ولعل عدم مشاركة جمهور الأحزاب الرئيسية يجعل هذه التجمعات الصغيرة أعجز من أن تحمل مطلباً وتصل إلى تحقيقه من خلال الشارع. فالوضع الاقتصادي المتردي لم يحفّز الناس على النزول إلى الشارع وجرّ قيادات أحزابهم خلفهم كما حدث في "14 آذار".

ويوافق محفوض على "ان هذه المظاهرات ليست بريئة بالكامل، وكأن يداً خفية تحركها لإظهار مدى تقهقر عهد الرئيس عون، و"التيار الوطني الحر" يتهم هذا الحراك بأنه مأجور ويهزّ صورة العهد.

وعرقلة تشكيل الحكومة تصبّ في الهدف ذاته، مع أن جزءاً كبيراً من العرقلة إقليمي. لكن الظاهر أن "حزب الله" يريد حكومة تتوافق مع مصلحته في المرحلة المقبلة. وكل التحركات الشعبية لها علاقة بالحزب من قريب أو بعيد، ذلك أن عبارة المجتمع المدني فضفاضة. وغالباً ما تستثني من احتجاجاتها "حزب الله" و"حركة أمل".

"الشرق الاوسط"

 

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o