Dec 14, 2018 3:33 PM
خاص

عبد القادر: قطار الحل اليمني انطلق بعيدا من تسويات المنطقة

المركزية- صحيح أن الجولة الخامسة من المشاورات بين الأطراف اليمنية لم تتوصل الى إطار سياسي عام لحل الازمة- كما هو متوقع- إلا أن على عكس المشاورات السابقة، تمكنت المحادثات التي تحظى بتوافق دولي غير مسبوق حتى من الاطراف المتخاصمة، من إحداث اختراق سياسي مهم بحيث بات يمكن القول للمرة الاولى منذ أربع سنوات، أن بوادر انفراج تلوح في الافق، إذ أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس في ختام محادثات السويد "توصل الأطراف إلى اتفاق حول مدينة الحديدة، ومينائها الاستراتيجي".

ومع التفاهم على الملفات الاكثر تعقيدا، من خلال اقرار اتفاق الحُديدة ومينائها وتبادل الاسرى فضلا عن تفاهم تعز، باتت الطريق معبدة لجولة المفاوضات التي ستعقد الشهر المقبل، والتي يفترض أن تعالج بقية الملفات العالقة لعل أهمها الإطار السياسي، ومطار صنعاء، وفتح الممرات الإنسانية لمختلف المحافظات".

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "الحرب أنهكت جميع الاطراف، وتكاد تقضي على شعب بكامله، فالمجتمع الدولي تأخر كثيرا ليبادر الى التحرك جديا على خط الازمة، وتحركه لم يثمر نتائج مهمة إلا بعد أن توصل المتحاربون الى قناعة بأنه لا يمكن تحقيق حل سياسي من خلال المعارك العسكرية". 

وأضاف أن "الحل لن يكون على حساب أي من الاطراف المتقاتلة على قاعدة لا غالب ولا مغلوب والرابح الاكبر سيكون الشعب اليمني"، مشيرا الى أن الموقع الجغرافي الاستراتيجي الذي تتمتع به اليمن يدفع فضلا عن المتحاربين، أرباب التجارة العالمية الى الضعط باتجاه وقف الحرب، لما تشكله اليمن من حلقة مهمة على طرق مواصلات التجارة الدولية".

ولفت الى أن "ميناءي الحديدة ورأس عيسى شكلا المنفذ الوحيد للحوثيين على البحر، وبالتالي متنفسا استراتيجيا للدويلة التي سعوا الى بنائها، إلا أن الحصار العسكري الذي فرضته الحكومة حال دون ذلك، فتم الاتفاق على أن يصبح الميناء تحت رعاية الامم المتحدة، وبالتالي خسر الحوثيون مكسبا استراتيجا، وحققت دول الخليج وتحديدا السعودية مكسبا مهما يحفط أمنها القومي، فإيران كانت تمد الحوثيين بالصواريخ عبر الميناء لقصف المملكة".

وإذ اعتبر أن "الاتفاق جيد جدا ويمكن أن يبني قاعدة الثقة بين المتحاربين"، أشار الى أن "العبرة تبقى في التنفيذ، فالتسوية يمكن أن تنهار عند أول مطب، أو تضارب مصالح بين الاطراف المتحاربة. من هنا تبقى التسوية الكبرى  بعيدة المنال، على رغم أن قطار الحل وضع على السكة".

وعن انسحاب الحل اليمني على باقي ملفات المنطقة، استبعد أن "يكون هناك اتفاق ضمني أميركي-إيراني على حل الازمة، فنتائج الحرب هي التي دفعت بهم الى التسوية، وفي ظل الوضع القائم ليس هناك مباحثات حتى سرية بين واشنطن وطهران، وحتى لو حصل ذلك فالسعودية والامارات ستكونان بالمرصاد لأي اتفاق، وبالتالي يمكن الكلام عن خصوصية للملف اليمني تفصله عن ملفات العراق وسوريا ولبنان".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o