Jul 09, 2018 2:12 PM
خاص

جهود رأب الصدع المسيحي مستمرة لكن فرص إنقاذ "تفاهم معراب" ضئيلة
التيار يسعى لاتفاق جديد..والقوات تستغرب تجاهل باسيل خلافه الجوهري مع حزب الله!

المركزية- في حصيلة المواقف التي صدرت في اليومين الماضيين عن ميرنا الشالوحي ومعراب، يمكن استنتاج ان التفاهم الذي وُقّع بين الجانبين منذ عامين تقريبا، وقررت على اساسه "القوات اللبنانية" دعم ترشيح العماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية، سقط في شكل شبه تام، ولم تبق منه الا المصالحة المسيحية – المسيحية التي أرساها، بعد ان أظهر الطرفان حرصا مشتركا على الحفاظ عليها.

وتأكيدا لهذه القراءة، تقول مصادر في التيار الوطني الحر لـ"المركزية" إن كانت لاتفاق معراب ظروفه ومعطياته وقد تبدّلت بقوة اليوم. اضافة الى ان "القوات اللبنانية" في أكثر من محطة لم تلتزم بما تعهّدت به لناحية دعم العهد والوقوف الى جانبه، فعارضت وزراءه وعرقلت عملهم في غير محطة، من دون ان ننسى ترحيبها باستقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض، قبل ان ترفع الصوت في وجه مرسوم التجنيس الذي وقعه رئيس الجمهورية شخصيا. وعليه، بات من الضروري، مع تمسّكنا بالمصالحة، وضع هذا التفاهم ككل على الطاولة، والانطلاق نحو اتفاق "سياسي" جديد مع "القوات اللبنانية"، على ان يحصل ذلك بعد الانتهاء من عملية تأليف الحكومة.

في المقابل، ترفض معراب هذه الاتهامات. وتقول أوساطها لـ"المركزية" إنها ساندت العهد في كل سياساته الكبرى وتوجّهاته الاستراتيجية، لكن هذا شيء، والعمل في الملفات الحياتية اليومية شيء آخر. فمعارضتُنا لمشاريع لم نر فيها ما يخدم الدولة والمواطن، يجب ان يُعدّ خدمة للعهد، لا خطوة ضده. وتتابع "رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أعلن شخصيا انه وحزب الله مختلفان على بند "قيام الدولة" الوارد في تفاهم مار مخايل المبرم بينهما. أليس من المستغرب ان يُبقي على الاتفاق هذا ولا يعيد النظر به رغم التباعد بين طرفيه في مسألة جوهرية بهذا الحجم، فيما يقرر التخلي عن اتفاق معراب لان "القوات" عارضت صفقة البواخر وملفات معيشية محددة"؟! ثمة اذا، ما هو مخفي في موقف باسيل، تضيف اوساط القوات، الذي يبدو قرر الانتفاض على التفاهم بعد أن أخذ منه ما يناسبه، وبعد ان لمس ان حجم القوات اللبنانية الشعبي والسياسي يكبر، وهدفُه تطويقها ومحاصرتها لحسابات سياسية – شخصية...

ورغم التشنج السائد، تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية" إن التواصل بين عرابَي التفاهم، النائب ابراهيم كنعان ووزير الاعلام ملحم الرياشي، لم ينقطع وهو مستمر عبر لقاءات واتصالات بعيدا من الاضواء، لتبريد الساحة ومحاولة ترتيب لقاء بين قيادة الحزبين. وتشير الى ان ثمة مساعي أخرى تبذل في الموازاة لرأب الصدع، من قِبل بكركي، التي تحاول أيضا ترطيب الاجواء لانقاذ الاتفاق المسيحي – المسيحي. ومن غير المستبعد في هذا السياق، أن يتحرك سيّدها ليس فقط على خط التيار- القوات، بل أن يحاول ايضا توسيع اتصالاته فيجمع الاقطاب المسيحيين الاربعة، لتثبيت مناخات التعاون والتنسيق والتهدئة في البيت المسيحي ككل.

وفيما مآل هذه الجهود "التوفيقية" غير واضحة كون المشهد معقدا الى حد كبير، تقلل المصادر من فرص نجاح "إحياء" تفاهم معراب، وتقول ان جل ما يمكن توقعه هو وقف التصعيد بين طرفيه خدمة للمصلحتين المسيحية والوطنية. وفي رأيها، سينعكس التشنج، اذا بقي على حاله، سلبا على عملية تأليف الحكومة العتيدة، خصوصا أن الرئيس الحريري سبق وأظهر تفهما لمطالب معراب، فيما لا يمكن المرور مرور الكرام على الرسالة التي وجهها أمين عام مجلس النواب عدنان ضاهر، بعد تركه منصبه، الى النائب السابق أنطوان زهرا، مشيدا به وبأدائه، اذ قد تشكل ضمنا، من حيث توقيتها والمضمون، دعما غير مباشر من عين التينة لموقف "القوات" في الكباش الناشئ بينها وبين التيار، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o