May 25, 2018 6:22 PM
خاص

لا زيارة قريبة لعون الى روسيا.. والسبب "البروتوكول العســكري" المتعثّـر
عقبات تقنية وسياسية تحول دون توقيعه وخشية من تأثيره على الدعم الغربي

المركزية- منذ انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية في تشرين الاول من العام 2016، يُحكى عن زيارة سيقوم بها الى روسيا، الا ان الزيارة لم تحصل حتى اليوم. في 14 نيسان الماضي، وخلال وجود الرئيس عون في المملكة العربية السعودية للمشاركة في القمة العربية، استقبل في مقر اقامته مساعد وزير الخارجية الروسي لشؤون الشرق الاوسط ميخائيل بوغدانوف، الذي شدد على أن دعوة رئيس الجمهورية لزيارة موسكو قائمة ومفتوحة "وان شاء الله سنحدد الموعد المناسب للطرفين بعد تنصيب الرئيس فلاديمير بوتين في 7 ايار المقبل".

غير ان الوقت مرّ، والموعد لم يحدد، فما السبب؟

اوساط سياسية مطّلعة تقول لـ"المركزية" ان زيارة الرئيس عون الى موسكو مستبعدة، لا بل غير واردة، في الوقت الراهن، مشيرة الى ان اي توقيت ولو تقريبيّ، لم يوضع لها، وإن كانت دائماً مطروحة كفكرة.

لماذا؟ المصادر تكشف ان الجانب الروسي يبدو يربط بين الزيارة المنتظرة وتوقيع لبنان - الدولة، بروتوكولا للتعاون العسكري بين بيروت وموسكو. هذه الاتفاقية، نائمة في الأدراج الرسمية منذ العام 2013، ولم يتم الافراج عنها او تحريكها، ذلك أن دون توقيعها عقبات ذات طبيعة عسكرية وسياسية في آن، محلية وخارجية. فالجيش اللبناني يتّكل في القسم الاكبر من تجهيزاته العسكرية على المساعدات الغربية، وأهمّها يأتيه من الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية كفرنسا وألمانيا وايطاليا وبريطانيا. وفي وقت تختلف طبيعة هذه الاسلحة عن تلك "الشرقية" التي يمكن ان ترسلها روسيا، ولا يمكن لاي جيش في العالم ان يتعامل مع ترسانة غير متجانسة "تقنيا"، تشير المصادر الى ان هذه العقبة "اللوجستية" أمام توقيع البروتوكول، ليست يتيمة.

فـ"انفتاح" لبنان وأجهزته الامنية والعسكرية على المساعدات الروسية، قد يتهدد مصير تعاونه مع الدول الغربية. ووفق المصادر، بيروت غير مستعدة للمغامرة بالعلاقة العسكرية التي تربطها بالمجتمع الدولي، لا سيما في هذا التوقيت بالذات، حيث المرحلة الاقليمية دقيقة من جهة، وغداة مؤتمر دعم الجيش وقوى الامن اللبنانيين الذي عقد في روما في آذار الماضي، وتمخّضت عنه مساعدات دولية، بأرقام وازنة، للمؤسستين، من جهة ثانية.

لكل هذه الاعتبارات، تضيف المصادر، يبقى البروتوكول حتى الساعة، مجمدا في دهاليز مجلس النواب، مذكّرة ان هذا الواقع انعكس ايضا على طائرات ميغ 29 وغواصات وصواريخ، كانت روسيا أعلنت منذ سنوات، إبان عهد الرئيس ميشال سليمان، أنها سترسلها الى الجيش اللبناني، فتراجعت عن هذا القرار.

أما في السياسة، فتقول المصادر ان ثمة خشية من ان يؤدي توقيع الاتفاقية بين موسكو وبيروت، الى فتح شهية قوى داخلية على قضايا "ليس الوقت مناسبا لها اليوم" على حد تعبيرها. وبشكل أوضح، تلفت الى ان البعض يتخوّف من ان يشكّل البروتوكول المذكور، مقدّمة لمطالبة "حزب الله" بإبرام آخَر مماثل يتيح لايران مدّ الجيش اللبناني والاجهزة الامنية بالسلاح، ما يعني عمليا، جرّها الى ما لا تحمد عقباه، خصوصا في هذه الفترة حيث التشدد الاميركي حيال طهران وكل من يتعامل معها، في أوجه، ونقلها من شريك اساسي للولايات المتحدة في المنطقة الى شبه منظّمة إرهابية !

على أي حال، وفي عود على بدء، تقول المصادر ان أي جديد لن يطرأ في المدى المنظور على الاتفاقية اللبنانية – الروسية، ولا على زيارة الرئيس عون الى موسكو، ربطا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o