May 14, 2018 2:04 PM
خاص

"جلجلة" البيان الوزاري بين شروط "المجموعة الدولية" ومواقف "حزب الله"!
خطاب القسم والصيغة الحالية "مخرج" مقبول..وحكومة التكنوقراط الأنسب ؟

المركزية- في معرض تهنئتها لبنان على اجرائه "الانتخابات النيابية في جو هادئ وسلمي"، لم يفت مجموعة الدعم الدولية من أجل لبنان التذكير بجملة خطوات على لبنان اتخاذها لعدم تضييع الانجازات التي حققتها مؤتمرات الدعم الثلاثة التي عقدت لمساندته في الاشهر الماضية من روما الى باريس فبروكسل. فشجّعت على "التشكيل السريع لحكومة جديدة يمكنها الحفاظ على الزخم الإيجابي الذي أحدثته المكاسب التشريعية الأخيرة"، معربة عن تطلعها الى العمل "مع الحكومة الجديدة وهي تتابع التزاماتها الدولية، بما في ذلك القرارات 1559 و1701 لبسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة الاراضي الوطنية ولتأكيد حصرية الدولة في الاستخدام الشرعي للقوة"، والى "استئناف الحوار في اتجاه استراتيجية وطنية للدفاع في فترة ما بعد الانتخابات، على النحو الذي حدده رئيس الجمهورية في بيانه الصادر في 12 آذار"، مشيرة الى ان "سيكون ذات أهمية كبيرة من أجل استقرار لبنان، أن تواصل الحكومة الجديدة اتخاذ خطوات ملموسة في تنفيذ سياسة النأي بالنفس وفقا لإعلان بعبدا"... في المقابل، اعتبر نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اليوم ان "الهجمات على المواقع الإسرائيلية في مرتفعات الجولان الأسبوع الماضي أكدت "توازن الردع"، معلنا "أن هدف المرحلة الحالية تحرير كل فلسطين"، ومصوّبا على "الدول العربية الموالية لإسرائيل" التي "كانت دائماً عبئاً على القضية الفلسطينية بنفطها وعروشها وإماراتها"، علما انه كان اكد منذ ايام ان ""قوة لبنان بثلاثية الجيش والشعب والمقاومة التي أصبحت ثابتة وغير قابلة للتغيير".

وسط هذا التناقض الواضح بين ما يريده المجتمع الدولي من لبنان وبين مواقف "الحزب" التي تؤكد "أزليّة" السلاح الذي يحمله، وتخرق بقوّة سياسة النأي بالنفس، عن التدخل في الشؤون العربية وفي أزمات الاقليم وصراعاته، سينطلق مسار تشكيل الحكومة التي يريدها الرئيس عون "حكومة العهد الاولى"، ما يوحي بأن المهمّة لن تكون "سهلة" وفق ما تقول مصادر سياسية مراقبة لـ"المركزية". وفي وقت تشير الى ان الاتصالات انطلقت بين بعبدا وعين التينة والسراي لإنزال المتاريس التي قد ترفع امام قطار التأليف وتفكيك العقد التي قد تعترض طريقه، لناحية كيفية توزيع الحقائب والحصص، توضح ان اهم ما تُركّز عليه هذه المشاورات يبقى البيان الوزاري المنتظر. وبحسب المصادر، فإن البحث عن مخارج لغوية مرضية للجميع داخليا وخارجيا، انطلق، والارجح ان ينبثق البيان من مضمون خطاب القسم، ومن البيان الوزاري المعتمد اليوم والملحق الذي اضيف اليه بعيد عودة الرئيس الحريري عن استقالته لناحية التأكيد على النأي بالنفس والتزام القرارات الدولية، خصوصا وان حزب الله وافق عليهما. واذ تتوقع ان تكون هذه الصيغة مقبولة "دوليا"، تلفت المصادر الى ان المطلوب هذه المرة ليس مجرد التزام شفهي بل فعلي بما يتعهّد به لبنان، مشيرة الى ان ما جناه لبنان في مؤتمرات الدعم سيكون على المحك ان لم يثبت لبنان جدية في التقيد بالنأي وبالاصلاحات على حد سواء. وفي السياق، وفيما "طبيعةُ" الحكومة لم تحسم بعد، ثمة من يريدها حكومة أكثرية "كالقوات اللبنانية" ومن يطالب بأن تكون حكومة وحدة وطنية، تتحدث المصادر عن بحث جدي في إمكانية تشكيل حكومة تكنوقراط غير سياسية، في خطوة تطويرية تشكّل رسالة ايجابية للخارج بأن لبنان جدي في الاصلاح والتغيير. ويقول مشجعو هذا الطرح ان الحكومة هذه ستأتي في مهمة واضحة هي ارساء الاجواء المطلوبة لتنفيذ مقررات المؤتمرات الدولية، كما ان نقطة قوتها تكمن في انها توفر مشقّة الكباش على البيان الوزاري ومضمونه فتكتفي بتأكيد النأي بالنفس والتعهد بتنفيذ الاصلاحات المطلوبة". الا ان المصادر تستبعد اعتماد هذا الخيار، الا اذا..

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o