Apr 01, 2021 12:09 PM
خاص

الكاظمي في الرياض: نفوذ ايران في العواصم الـ4 يتلاشى؟!

المركزية- ملبّيا دعوة تلقاها الخميس الماضي من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، لزيارة المملكة، وصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، الى الرياض امس الاربعاء. حفاوة سعودية طبعت استقبال المسؤول العراقي. فقد لاقاه في المطار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان،  قبل ان يستقبله في الديوان الملكي حيث كانت جلسة مباحثات ركزت على زيادة التعاون بين البلدين إضافة لآخر التطورات في المنطقة. الاجتماعات الثنائية التي عقدت على مستوى المجلس التنسيقي بين البلدين، تخللها توقيع 5 اتفاقيات، في مجالات مالية وتجارية واقتصادية وثقافية وإعلامية. كما ضم الوفد العراقي محافظين لمحافظات حدودية مع السعودية لبحث زيادة المنافذ الحدودية بين البلدين. فالى منفذ عرعر الذي يعمل على مدار الساعة، سيتم فتح منفذ بري جديد سيكون في مدينة السماوة مركز محافظة المثنى "ثاني أكبر محافظات العراق مساحة"، لتفعيل التجارة البينية لأن الحدود واسعة بين البلدين.

العنوان العريض الظاهر للزيارة اقتصادي، لكن بحسب ما توضح مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، وجود الكاظمي في المملكة له ابعاد وخلفيات سياسية استراتيجية في الباطن. فالتعاون الاقتصادي بين الدولتين، لم يكن ليكون لو لم تقرر الرياض "العودة" من جديد الى العراق، بعد قطيعة طويلة، نتيجة اشتداد النفوذ الايراني في بلاد الرافدين، وولاء الحكم المطلق للجمهورية الاسلامية.

اما اليوم، وبعد سنوات ارتفعت فيها الاصوات المناهضة لطهران و"سطوتها" على القرار والثروات العراقية، في الشارع ولدى جزء لا بأس به من المرجعيات السياسية والروحية، وعقب استعادة الحياة السياسية في البلاد نوعا من التوازن مع تحرّر بعض رموزها من النير الايراني، حيث باتوا يقفون في "الوسط" كي لا نقول "ضد" التبعية لايران، وعلى اثر قيام تحالف مشرقي ثلاثي يضم مصر والاردن والعراق، سيجتمع قادته قريبا (لا تنظر اليه طهران بعين الرضى)... بعد كل هذه التبدلات، ارتأت المملكة مد يد العون مجددا للعراقيين، ففكت العزلة التي فرضتها على حكّامهم، معززة بذلك "النفَس" السيادي الاستقلالي في بغداد.

الجدير ذكره ايضا ان عملية التلاحم الوليدة تجري فيما الرياض تحاول ايضا تعزيز التهدئة في اليمن، وقد طرحت حلا سياسيا للنزاع المندلع فيه منذ سنوات، بين الحكومة والسلطة الشرعية من جهة، وجماعة الحوثي المدعومين ايرانيا بالمال والسلاح، من جهة ثانية. ومع ان هذا الحل الطري العود، لا يزال يتعثر ويواجَه بتصلب حوثي – ايراني، فان المملكة تحاول تأمين التفاف عربي – دولي حوله بما يساعده على الترسخ اكثر وعلى الصمود في وجه الرفض الايراني. وقد أعلنت اكثر من عاصمة عربية وغربية كبرى – وبغداد من ضمنها -  في الايام الماضية، دعمها للتسوية المقترحة.

والحال انه اذا نجحت المملكة في فرض وقف لاطلاق النار في اليمن واطلقت قطار الحل السلمي السياسي فيه، فإنها ستكون سحبت ورقة قوة ثمينة من يد طهران تستخدمها حاليا لابتزاز الرياض ولتهديد امن المملكة وامن الملاحة البحرية في الخليج ككل. واذا أضيف هذا المعطى الى التقارب والتعاون بين الرياض وبغداد، فسيتبين للمراقبين ان السعودية تمكنت من إفقاد غريمتها ايران، السيطرة على عاصمتين من العواصم العربية الاربع التي قال مسؤولون ايرانيون منذ سنوات انهم يتحكمون بها. فهل يُستكمل هذا المسار، ليس سعوديا فقط، بل دوليا ايضا، لتحرير بيروت ودمشق ايضا من "الهيمنة" الايرانية؟ هذا هو التوجّه المرجح في ضوء الحديث المتعاظم عن تسوية كبرى وضعت على النار برعاية اميركية – اوروبية – روسية، لاحلال السلام في الشرق الاوسط وتطويق التمدد الايراني فيه، تختم المصادر.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o