Nov 11, 2020 3:23 PM
رياضة

رئـيس اتحـاد الفروسية اللـواء المتقاعد سهيل خـوري:
اللعبة تسير على السكة الصحيحة ولن تعود الى الوراء

يعترف رئيس اتحاد الفروسية اللواء المتقاعد سهيل خوري، الذي انتخب لولاية ثالثة على راس اللجنة الإدارية للاتحاد، ان رياضة الفروسية تواجه منذ شهر اذار من العام 2019 اوضاعا صعبة غير مسبوقة في تاريخها نتيجة وباء "كوفيد-19" الذي عطل حركتها على نطاق واسع ما ادى الى شل نشاطها على الصعيد المحلي في شكل كامل.

ويرفض خوري الاستسلام امام التحديات التي تواجه لعبته، ويصر، رغم ادراكه صعوبة المهمة، على المضي قدما في البحث عن حلول ومخارج تعيد الزخم الى اللعبة التي كانت تشهد دورات ومسابقات وبطولات شبه اسبوعية.

"الامن العام" التقت خوري وكان حوارا شاملا حول حاضر ومستقبل اللعبة.

* لماذا اللواء المتقاعد سهيل خوري رئيسا لاتحاد الفروسية منذ 16 عاما؟

- كنت امارس رياضة ركوب الخيل طوال فترة خدمتي في الجيش اللبناني، وعندما الغيت هذه الرياضة في الجيش في عهد العماد ابراهيم طنوس لم اتوقف عن مزاولتها. وفي بداية عهد الرئيس اميل لحود، كان للعبة الفروسية اتحادين، وكنت اشغل في احداهما مركز نائب الرئيس الى جانب الرئيس فوزي غندور. وبعد فشل مساعي توحيد الاتحادين لجأ المعنيون الى الرئيس لحود للمساعدة فطلب مني بحكم الصداقة التي تجمعنا تولي مهام الرئاسة. فتسلمت المسؤولية واستمريت من دون اي مصلحة خاصة. 

* هل لا يزال لديك شغف هذه المسؤولية؟

- بصراحة تعبت ليس انطلاقا من عدم رغبتي بالعمل او تحمل المسؤولية، بل بهدف افساح المجال امام اخرين لتحمل المسؤولية. ولكن مستعد للمساعدة من اي موقع كنت فيه ولدي حرص شديد على العلاقات الخارجية التي هي اساس في العمل الرياضي ولا يمكن بناؤها بين يوم واخر.

* كانت المؤشرات تدل على حصول معركة انتخابية في اتحاد الفروسية، ماذا حصل؟

- لم اكن انتظر معركة، لكن للاسف كان لدى البعض رغبة بفرضها في وجهنا باستخدام السياسة من الباب العريض في الوقت الذي كنا نكتفي بالتعاطي مع النوادي من منطلق رياضي بحت. حتى انهم اعتقدوا ان بضغوطهم السياسية قادرون على فرض ارائهم ومواقفهم قبل ان يكتشفوا ولو متاخرين ان ضغوطهم لم تات بنتيجة وباءت بالفشل. 

* على اي اساس تم اختيار اعضاء اللائحة؟

- على اساس الاختصاص باللعبة وليس لملئ مركز شاغر او لارضاء طرف ما. وبالتالي فالاعضاء هم اما رئيس نادي، او خيال، او من عائلة لا تزال تمارس رياضة الفروسية. مع التاكيد على ان احدا لم يفرض اسم بل التركيبة جاءت بالتوافق والانسجام بين جميع مكوناتها.

* هل حصلت تدخلات سياسية في انتخابات الاتحاد؟

- على الصعيد الشخصي لم يحصل اي تدخل لا سلبي ولا ايجابي. ترشحت لولاية جديدة بدعم من النوادي وليس من اي طرف اخر. ونادي مون لا سال كان راس حربة في المواجهة ولم يفلحوا في استمالته الى جانبهم لارتباطه العميق في الواقع الرياضي خارج سياق السياسة.

* الم يكن ممكنا تشكيل لائحة توافقية تضم كل الاطراف؟

- اللجنة الادارية تتالف من 9 اعضاء، لذا من الصعب ارضاء الجميع وضم ممثلين عن 15 ناديا. كما ان استخدام الفريق الاخر لاساليب فجة وغير مسبوقة بدلا من الطرق الرياضية المعتادة قطع الطريق على اي محاولة للتوصل الى تفاهم.

* البعض يغمز من قناة امكانية عدم بقاء اللجنة الادارية لمدة 4 سنوات، ما هو ردك؟

- كلام غير مسؤول، لقد تشكلت اللجنة الادارية ضمن توافق وتفاهم تام بين جميع مكوناتها. والمراهنة على عدم اكمال ولايتها رهان خاسر لان الجميع حريص على اللعبة وليس على مصالح خاصة ضيقة. وانصح الذين يراهنون على عدم اكمال اللجنة الإدارية لولايتها ان "يخيطو بغير ها المسلة".

* ماذا تغير منذ 16 عاما؟

- على الصعيد الاداري توحدت العائلة التي كانت منقسمة وساد التفاهم والتعاون وانتظم العمل في الاتحاد. اما على الصعيد الفني فقد عادت الفروسية الى الساحة العالمية من خلال المشاركة في الكثير من الدورات العربية والاقليمية والدولية وصولا الى الولايات المتحدة الاميركية، ومحليا بات لدينا نشاط اسبوعي مكثف واستعنا ضمن امكاناتنا بمدربين وخبراء وناصبي مسالك ما ادى الى ارتفاع المستوى وبروز مواهب شابة يوليها الاتحاد العناية اللازمة. 

* رياضة الفروسية كلفتها عالية، كيف تتعاطون مع هذا الواقع؟

- الاتحاد الدولي يساعدنا بارسال خبراء ومدربين واختصاصيين ويتحمل الكلف المادية، اما التكاليف الباقية فتتحملها النوادي واهالي الفرسان. لذا من واجبنا احترام هؤلاء الاشخاص والوقوف الى جانبها وليس ضدها. ولكن بعد انفجار المرفا في 4 اب الماضي حصلنا على مساعدة بقيمة 10 الاف فرنك سويسري ستوزع على النوادي والفرسان كما طلبت مساعدة اضافية من الاتحاد الدولي الذي وعدنا باقرارها في القريب العاجل. اما المصاريف الادرية فيتم تسديدها من مردود المباريات والاشتراكات، علما ان القرار الوحيد الذي اتخذه الاتحاد هذا العام كان تخفيض التكاليف على النوادي والفرسان الى النصف وبالليرة اللبنانية. 

* هل مداخيل الاتحاد تكفي لسد كافة المصاريف؟

- مصاريفنا جزئية من دون احتساب مساعدات النوادي وتكاليف الدورات. نعمل على ان تكون مداخيلنا اكبر، حاليا مكتفين ومقتنعين وامورنا الادارية جيدة.

* كم يبلغ معدل اعمار الفرسان؟ وهل هناك خوف على المستقبل؟

- ليس هناك من عمر محدد، البعض يبدا من عمر 5 او 8 سنوات من دون تحديد سقف. حاليا معدل اعمار الفرسان في لبنان وسطي ونحن مطمئنون للمستقبل لان اللعبة تسير على السكة الصحيحة ولا احد قادر على اعادتها الى الخلف. على امل عودة الظروف والاوضاع الاقتصادية والمالية والصحية واحوال المنطقة الى سابق عهدها حتى يعود النشاط في الفروسية الى طبيعته.

* ما هي الصعوبات التي تواجه اتحاد الفروسية؟

- في غالبتها مالية مثل اي اتحاد اخر. رياضة الفروسية كلفتها عالية والسير بها الى الامام يتطلب مصاريف كبيرة والظروف الراهنة لا تساعد على تنفيذ المشاريع بدليل ان العام الحالي لم يشهد اي نشاط.  

* ما مدى تاثر رياضة الفروسية بالازمتين المالية والاقتصادية؟ وهل تاثير كوفيد-19 كان اقوى؟

- كنا قادرين على التاقلم مع الازمتين المالية والاقتصادية رغم قساوتهما، لكن اضرار "كوفيد-19" كانت اقوى فقد شل النشاط في شكل كامل خصوصا ان الاولوية لدى الاتحاد هي حماية الفرسان، لذا تشددنا منذ اليوم الاول للحجر بمنع قيام اي نشاط حفاظا على سلامة الفرسان والمدربين وكل العاملين في اللعبة قبل ان نسمح باطلاق التمارين الفردية ضمن اجراءات الوقاية والسلامة العامة.

* ما هي الخطة التي وضعها الاتحاد لمواجهة هذه الازمات؟

- لقد التزمنا بتعليمات الاتحادين الدولي والاسيوي للفروسية وبالقرارات الحكومية، خصوصا ان تطورات "كوفيد-19" كانت متسارعة وحالت دون تطبيق اي خطة.

* ما هي ابرز المشاركات الخارجية للفرسان اللبنانيين؟

- لدينا كريم فارس الذي تاهل مرتين بجهوده الى بطولة العالم بالفروسية، إضافة الى مشاركات ببطولات دورية في هولندا، فرنسا، المانيا والولايات المتحدة الأميركية، وفي دول عربية مثل الامارات العربية المتحدة، قطر، سوريا، الاردن، مصر وغيرها. واخر مشاركة للفروسية اللبنانية كانت دورة البحر المتوسط. ونحن نحاول ونصر دائما على المشاركات الخارجية ضمن امكاناتنا المتوافرة.

* من يتحمل تكلفة المشاركة في دوري نفقاته عالية؟

- الاتحاد يتحمل كامل نفقات الدورات التي يشارك فيها. ولا نرضى الا نادرا جدا ان يشارك الفارس باسمه منفردا.

* كيف تصفون الوضع الرياضي المحلي؟

- متاثر الى حد كبير كباقي القطاعات. ولكن علينا ان لا نكون محبطين والاستمرار في المحاولة للخروج من الازمة وإيجاد الحلول. على الاتحادات العمل ضمن الحد الادنى للحفاظ على نشاط ومستوى لاعبيها ومدربيها واجهزتها الفنية والادارية قد الامكان حتى في حال بدات الاوضاع في التحسن تدريجا يكون الاتحاد مواكبا لهذا التحسن.

* تخشى تدخل السياسة في الرياضة؟

- ليس لدي مشكلة في هذا الموضوع. غالبا ما يكون تدخل السياسة في الرياضة بطلب من الرياضيين وليس من السياسيين، وفي حال كان هناك اصرار على حصوله نتمنى ان يكون خيار الاشخاص مرتكز على الكفاءة والنزاهة والمصلحة العامة وان لا يتحول الاشخاص المختارين سياسيا الى اداة تنفيذية عند الذين اختاروهم.

* هل تعتقد ان انتخابات الاتحادات الرياضية مسيسة؟

- لا اعتقد خصوصا بعد التجربة التي عايشتها في انتخابات اتحاد الفروسية حيث جرى مقاومة التدخل السياسي رغم الضغوط الكبيرة التي مورست. واعتقد ان من رفض هذه الضغوط في الفروسية رفضها في اتحادات اخرى.

* هل يمكن ان نراك مجددا على راس اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية اللبنانية؟

- ابدا، لست مرشحا ولا احبذ معارك في انتخابات اللجنة الاولمبية بل اشجع على التوافق. وفي الدورات الثلاث التي انتخبت فيها رئيسا للجنة الاولمبية لم يحصل اي معركة انتخابية انما كانت الامور تجري بطريقة توافقية وبتفاهم بين جميع الاطراف.

* هل تؤيد بقاء جان همام على راس اللجنة؟

- طبعا، جان همام ابن الرياضة وهو تدرج في جميع المناصب بدءا من لاعب ثم كابتن للمنتخب مرورا بمدرب وطني وصولا الى الادارة وترؤسه لاتحادي كرة السلة والكرة الطائرة وصولا الى رئاسة اللجنة الأولمبية ولا يمكن لاحد ان يزايد عليه في هذا المجال.

* هل تعتقد ان وقت التغيير حان في اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية؟

- لما لا، شرط ان يكون مبنيا على اسس واضحة واهداف معروفة. لا شك ان التغيير في الكثير من المرات يكون مفيدا وضروريا خصوصا من ناحية ضخ دم جديد وافكار جديدة اما في حال كان تحت شعار "قوم لاقعد محلك" فلا معنى له.

* تأسف على الواقع الرياضي؟

- احزن على كل شيء في لبنان، والقطاع الرياضي ليس بمعزل عن باقي القطاعات لا بل التداعيات عليه نتيجة الازمات تفوق غيرها من القطاعات ولكن لا بد ان نبقى متمسكين بالامل لان لا خيار اخر لدينا ونحن شعب لا يستسلم بسهولة.

 

* هل تؤيد عقد مؤتمر رياضي وطني؟

- اذا كان من دون نتائج فعلية فلا طائل منه. يجب العمل على تهيئة الارضية حتى تكون النتائج عملية وملموسة وتعطي الفوائد المرجوة منها وان لا تبقى حبرا على ورق اسوة بالكثير من القرارات التي لم تنفذ.

 

* خائف على الرياضة اللبنانية؟

- كلا، فالقطاع الرياضي يزخر بالطاقات والقدرات والامكانات الادارية والفنية وقادر عند اول فرصة على الخروج من الازمات الكثيرة التي يتخبط بها شرط توفير له ادنى ظروف الاستقرار السياسي، الامني، الاقتصادي، المالي والصحي.

* هل سهيل خوري مرشح لولاية جديدة في المجلس الاولمبي الاسيوي؟

- علاقتي اكثر من مميزة مع رئيس المجلس الشيخ احمد الفهد الصباح، ولكن لا احب ان اكون في المجلس الاولمبي من دون ترشيح من اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية اللبنانية. من المبكر الحديث عن هذا الموضوع راهنا. لا يزال هناك سنتان على انتهاء ولاية المجلس الحالي وكل الامور قابلة للبحث في حينه.

* اي دور يمكن ان تلعبه من موقعك الاسيوي؟

- في كل المواقع الخارجية التي اشغلها، ومن خلال علاقتي مع الشيخ الصباح عملي يتركز على دعم الرياضة اللبنانية واللجنة الأولمبية. ولا اخفي سرا اذا قلت ان اللجنة التنفيذية للجنة الاولمبية اللبنانية الحالية هي موضع احترام وتقدير من المجلس الاولمبي الاسيوي ومن رئيسه الشيخ احمد الفهد الصباح.

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o