Apr 19, 2018 3:27 PM
خاص

"إحـياء مفاوضــات جنيف" عنــوان حــراك دولي – أممــي مكثّـف
جولة لـ دي ميستورا واجتماع في ستوكهولم..وموقف روسيا وايران مفصلي

المركزية- في وقت يُجمع المراقبون لمسار التطورات الاقليمية على أن مرحلة التصعيد العسكري في سوريا انتهت، وأن الضربة الغربية الثلاثية ضد مواقع وقواعد نظامية فجر السبت، شكّلت حدا فاصلا بين حقبة مواجهات وأخرى سيكون عنوانها تزخيم الحل السياسي، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" إن مؤشرات كثيرة تدل الى صوابية هذه التحاليل، تجمّعت في الساعات الماضية.

فتحقيق هذا الهدف سوريًّا، أي نقل النزاع من "الارض" الى طاولة المفاوضات في جنيف، قفز الى رأس الأولويات الدولية والاممية، وسيكون محور سلسلة اجتماعات ستعقد في الايام المقبلة:

فالملف سيبحث، وفق ما كشفت "المركزية" أمس، في خلوة اممية ستعقد في ستوكهولم ايام الجمعة والسبت والاحد المقبلة في منزل الامين العام السابق للامم المتحدة داغ همرشولد، يحضرها الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس واعضاء مجلس الامن الخمسة عشر، انطلاقا من التطورات الميدانية ومبادرات المعالجة لا سيما الحراك الفرنسي، لايجاد تسوية سياسية عبر تأمين اجتماع بين المجموعة الضيقة الخمسة زائدا واحدا (اميركا، فرنسا، بريطانيا، المانيا، السعودية والاردن) ومجموعة استانة (روسيا، ايران وتركيا)، مع ان المعلومات تفيد ان روسيا لا تزال حتى الساعة تعارض عقد الاجتماع. 

في الموازاة، يعاود المبعوث الاممي الى سوريا ستيفان دي ميستورا نشاطه الدبلوماسي المكوكي على الساحتين الاقليمية والدولية، حاملا همّ إحياء "جنيف" في حقيبته. وللغاية، يزور اليوم أنقرة حيث يجري مباحثات مع مسؤولين في وزارة الخارجية التركية، سيتناول خلالها بحسب المصادر، سبل حل الأزمة السورية، وكيفية إكساب زخم لمحادثات جنيف التي ترعاها الأمم المتحدة.

وعقب إتمام مباحثاته في أنقرة، سيتوجه دي ميستورا إلى العاصمة الروسية موسكو، حيث من المقرر ان يجتمع الى وزير الخارجية سيرغي لافروف الجمعة المقبل، على ان يكون الملف السوري، هنا أيضا، ثالثهما.

ومن روسيا، سيطير الدبلوماسي الأممي الى ايران، فسيعرض مطوّلا للتطورات السورية. وتقول المصادر ان مباحثاته في الجمهورية الاسلامية تكاد تكون الاصعب والاكثر تعقيدا من بين محادثاته الدولية المرتقبة، ذلك ان طهران تبدو الجهة الاكثر تصلّبا في الموقف، وهي لن ترضى بوضع حد للتصعيد العسكري في سوريا قبل ان تضمن لها حصّة في التسوية المرتقبة للنزاع.

على اي حال، وبعد هذه الجولة الثلاثية، فإن المبعوث الاممي يتوقّع ان يتشاور مع عدد من الوزراء الأوروبيين ومع ممثلين عن الولايات المتحدة خلال مؤتمر "بروكسل" المقرر عقده في 24 و25 من الشهر الجاري لدعم سوريا والدول المضيفة للنازحين السوريين.

واذ تشير الى ان هذه الحركة الدولية كلّها يفترض ان تتظهر نتائجها في الايام القليلة المقبلة، فإما تنبعث إثرها مفاوضات جنيف او لا، تقول المصادر ان روسيا ستلعب دورا اساسيا في تحديد المنحى الذي ستسلكه الازمة في المرحلة المقبلة. فهي اذا تجاوبت مع المساعي الدولية الاميركية والاوروبية والاممية (ربما مقابل مكاسب لها في اوكرانيا والاقليم)، ستضغط على الرئيس بشار الاسد الذي يزورها قريبا، للذهاب الى سويسرا، وعلى ايران أيضا لوقف آلتها العسكرية في سوريا. أما إن بقيت على تشددها، فهذا يعني ان التخبط السياسي والتصعيد الميداني، مرشحان لفصول اضافية في سوريا.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o