Oct 14, 2019 3:40 PM
خاص

باكســـتان والامارات وروسـيا على خط التهدئة بيــن الرياض وطهـــران
ربط النزاع ضرورة سياسية واقتصادية..الطرفان راغبان وبحثٌ في خريطة الطريق

المركزية- تتكثف الوساطات الدولية على خط الرياض – طهران، وتتعدد الاطراف الناشطة عليه، محاولة وضع حد للتوتر بين القطبين الاقليميين، الذي يؤثر سلبا على الاوضاع التجارية والنفطية من جهة، والسياسية الاستراتيجية "التسووية" من جهة ثانية، في المنطقة والعالم ككل. آخر الساعين للتهدئة، باكستان. فقد أعلن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان أمس من طهران أنه يقوم بمبادرة خاصة لنزع فتيل التوتر بين إيران والسعودية، وأكد أن الحوار كفيل بحل الأزمة بين البلدين. وفي مؤتمر صحافي في العاصمة الإيرانية مع الرئيس الإيراني حسن روحاني، قال خان، الذي سيحط غدا الثلثاء في السعودية "لا نريد حربا بين السعودية وإيران ونؤمن بأن الخلاف بينهما يمكن حله عبر الحوار"، نافيا أن تكون مبادرته الخاصة وساطة بين البلدين. وأضاف أن التحرك الذي يقوم به هو مبادرة خاصة لتسهيل العلاقات بين الرياض وطهران وليس للوساطة، موضحا أن السبب الرئيس لزيارته لإيران هو العمل على الحد من التوتر في المنطقة التي قال إنها ليست بحاجة إلى صراع جديد أو أزمة جديدة فيها. من جهته، رحّب الرئيس الإيراني بأي جهود لرئيس الوزراء الباكستاني لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مضيفا أن بلاده سترد على أي مقترح للحوار بإيجابية. وقال روحاني إنه بحث مع خان ملفات المنطقة وأكد على ضرورة استقرارها، مضيفا أن مفتاح حل المشاكل هو إنهاء حرب اليمن، ووقف العمليات القتالية في هذا البلد فورا، وتقديم المساعدات لليمنيين"، مضيفا "الحل لإنهاء الصراع في المنطقة هو الحوار بين دولها ووقف الحرب في اليمن، مشددا على أن أي دولة تعتقد أنها قادرة على استهداف المنطقة دون رد فهي مخطئة".

في الموازاة، كشف موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، عن وجود الشخصية الإماراتية المهمة، طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي وشقيق ولي العهد الأصغر في طهران منذ 48 ساعة. واشار الموقع الى ان طحنون موجود هناك في مهمة سرية تهدف إلى نزع فتيل الأزمة الخليجية. ومهمة طحنون السرية، هي أعلى اجتماع بين الجانبين منذ اندلاع الأزمة. وتأتي المهمة السرية وسط أنباء عن محاولات إجراء محادثات بين السعودية وإيران من أطراف عدة، دائما وفق الموقع... ووسط هذه الاجواء، حط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الرياض اليوم، في زيارة الى الخليج ستشمل الامارات ايضا التي ينتقل اليها غدا. والجدير ذكره هنا، هو ان شبكة علاقات موسكو الاقليمية التي تتيح لها التواصل مع كل من المملكة والجمهورية الاسلامية، تسمح للكرملين ايضا بلعب دور في التقريب بين السعوديين والايرانيين، وهذا الملف سيكون بلا شك حاضرا في المحادثات التي يجريها بوتين في المملكة.

لكن هل ستؤتي كل هذه المساعي ثمارها قريبا، ونشهد انفراجا في العلاقات السعودية – الايرانية؟ مصادر دبلوماسية تقول لـ"المركزية" ان التوجّه "الايجابي" هو الغالب، لكن الاتصالات قد تستغرق بعض الوقت. ففي رأيها، نزع فتيل التوتر يشكّل حاجة "دولية" ليس فقط اقتصاديا انما سياسيا ايضا حيث تتكثف المساعي لايجاد تسويات لنزاعات المنطقة، مستحيل ان تبصر النور وتصمد، اذا ما استمر الخلاف الايراني – السعودي، خاصة وان لكل من هما حلفاء في الميادين العربية الملتهبة، من اليمن الى سوريا فالعراق وصولا الى الاراضي الفلسطينية المحتلة.

واذ تشير الى ان ايران والسعودية باتتا ايضا راغبتين بربط النزاع كون المواجهة مكلفة لكليهما على اكثر من صعيد، تلفت الى ان ما يتم التركيز عليه حاليا هو خريطة طريق التهدئة المنشودة. فاليمن يشكل اولوية للمملكة، واذا تمكنت من تعطيل صاعق "الحوثيين" فيه، فإن سبحة التفاهمات بين الطرفين، بعد ذلك ستصبح أسهل، والا فإنها سبقى معقدة، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o