Sep 27, 2019 4:30 PM
تحليل سياسي

عون عن الازمة: اسألوا المعنيين...وباسيل: شركاء يتآمرون على الاقتصاد
حزب الله: الحكومة مقصّرة وضروري عقد جلسة طارئة توقف الهلـــع
لا عقوبات اضافية على مصارف لبنانية...وروحاني: لا نخشى التفاوض

المركزية- يشعر اللبنانيون ان لديهم ما يكفي، وحتى يفيض، من الاسباب والدوافع للعودة الى الشارع واحتجاجاته كلما ضاقت بهم السبل والاحوال. ملامح هذا المشهد ظهرت مساء امس حينما اعلن اصحاب محطات المحروقات والصهاريج اضرابهم المفتوح، فقُطعت بعض الطرق واصطفت ارتال السيارات امام محطات الوقود قبل ان يعودوا عن قرارهم هذا الذي لم تلتزم به اساسا معظم المحطات.

الازمة لا يعرف عنها شيئا رئيس الجمهورية" أنا كنت في نيويورك، اسألوا المعنيين. هناك مسؤول عن النقد هو حاكم مصرف لبنان، وهناك مسؤول عن المال، هو وزير المال. أنا لست على علم بما حصل خلال غيابي عن بيروت." قالها الرئيس عون لدى وصوله الى لبنان صباحاً. اما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل فتحدث عن "فتنة اقتصاد تحضر وعن شركاء في الداخل يتآمرون على البلد واقتصاده"؟  فمن يتحمل اذا المسؤولية، اذا كان اهل السلطة والحكم يتراشقون كرتها في ما بينهم؟

حل للبنزين: غداة الفوضى التي تسبب بها في الشارع اللبناني، اعلان أصحاب المحطات الاضراب المفتوح، علّق هؤلاء خطوتهم اليوم، ، في وقت استقبل رئيس الحكومة سعد الحريري وفدا منهم في السراي، للتداول في الحلول الممكنة لأزمة صرف الدولار، وقد توصلوا الى اتفاق، يقوم على ان "تتسلم المحطات والموزعون، النفط بالليرة اللبنانية، وهم مسؤولون عن تحويل أموالهم إلى الدولار".

محلات الخلوي: في المقابل، أعلن تجمع اصحاب محلات الخلوي عن اغلاق محلاتهم حتى اشعار آخر. وجاء في البيان الصادر عن التجمع: لما يجري من أمور، تخص التداول في العملة الوطنية والاجنبية اي الدولار، وما يجري من امور في البيع والشراء ودفع فرق صرف العملة الوطنية بشكل كبير. يعلن تجمع اصحاب محلات الخلوي عن اغلاق محلاتهم حتى اشعار آخر. وعلى خلفية اغلاق المحلات، نتمنى على جميع الشركات والوكلاء ان ينظروا في مسألة قيمة صرف العملة اذ أصبح التداول والعمل بفرق صرف العملة اللبنانية يضعنا في موقف سيئ، ولا ندري الى اين سيصل حال الليرة في الايام المقبلة. نتمنى من باقي الزملاء الكرام الالتزام بقرار الاقفال وأقله 4 ايام ابتداء من يوم الاثنين الواقع فيه 30 ايلول 2019.وللراغبين بعدم اغلاق محلاتهم، نرجو قطع شراء المنتوجات من بطاقات التشريج والاجهزة الخلوية حتى اشعار آخر".

فتنة اقتصادية: في غضون ذلك، وضع الفريق الرئاسي البلبلة الحاصلة على الصعيد المالي-الاقتصادي، في خانة محاولة استهدافه. فقد رأى وزير الخارجية جبران باسيل ان هناك فتنة جديدة تحضر هي فتنة الاقتصاد، لافتا الى أن هناك مسؤولية على الدولة "لكننا نتعرض لضغط خارجي سواء في اقتصادنا او عملتنا اللبنانية ولاسيما ان هناك شركاء بالداخل يتآمرون على البلد واقتصاده". وقال من كندا "تخيلوا أن هناك لبنانيين يفبركون صورا غير صحيحة ليحرضوا المواطنين على الدولة بدل ان نتضامن جميعا لتخطي هذه المرحلة".  وأضاف "كل ما يحصل راهنا هو محاولات لتفكيكنا من الداخل، ونعم نمر بأيام صعبة لكننا سنُفشل المؤامرات والفتن التي تحاول مس ليرتنا واقتصادنا". وتابع "أسهل شيء فبركة الامور والمشكلة لدينا أن من يعملون على التخريب من الداخل لا يزالون يتبعون لاجندة خارجية ظنا منهم أن هذه الاجندة ستربحهم بالداخل".

عون..اسألوا المعنيين: بدوره، لم يكن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون العائد من نيويورك بعيدا عن هذا الرأي. فردا على سؤال عن ضغوطات خارجية تمارس على لبنان لاسيما في الموضوع الاقتصادي، اشار الى ان هناك بعض الضغوطات وهي ليست جديدة،  لافتاً الى ضرورة التريث قبل اطلاق اي موقف في هذا الخصوص وقبل تبيان الحقيقة، لاسيما في ما يتعلق بأزمة الدولار. وعن موضوع الدولار، اشار الى ان ليس هناك اي خطر على لبنان. وعن كيفية التحرك لحل ازمة النازحين، كشف رئيس الجمهورية أن لبنان سيوسع اطار التحرك. وقال:"لن أدع لبنان يسقط. هناك ثلاثة أمور لا أكشفها وهي : نقاط ضعفي، نقاط قوتي وما انوي فعله". وعن الوضع المالي وما حصل في اثناء غيابه في الامم المتحدة قال: "أنا كنت في نيويورك، اسألوا المعنيين. هناك مسؤول عن النقد وهو حاكم مصرف لبنان، وهناك مسؤول عن المال، هو وزير المال. أنا لست على علم بما حصل خلال غيابي عن بيروت". وتحدث عون عن كمية الشائعات والمواقف التي اطلقت خلال فترة سفره الى نيويورك مترئساً وفد لبنان الى الامم المتحدة، بدءاً من عدد الوفد المرافق وصولاً الى المواقف  من ازمة النازحين السوريين، فقال: "عملونا 165 وانتم شايفين الحقيقة". وتحدث عن أهمية لقاءاته مع رؤساء الدول، وعن اللقاء مع الرئيس الايراني حسن روحاني فقال:"إن الذي حصل، إني وصلت الى القاعة التي عليّ ان انتظر فيها لألقي كلمتي وكان الرئيس روحاني هناك فحييتّه وتحادثنا عن بعض القضايا المشتركة".

مشكلة في السحوبات: وليس بعيدا، أكدت مصادر مصرفية مطلعة لـ"المركزية"، أن "المصارف لا تعاني أي مشكلة في التحاويل والودائع، بينما المشكلة تكمن في السحوبات من الصراف الآلي حيث تهافت البعض على سحب الورقة الخضراء والتحويل من الليرة اللبنانية إلى الدولار الأميركي، ومن ثم بيعه للصيارفة بأسعار تفوق السعر الرسمي، وقد تنبّهت لها جمعية المصارف فوضعت حدوداً لعمليات السحب من الصراف الآلي". وذكرت المصادر أن "بعض المصارف التقط هذه "الظاهرة التجارية" ولاحظ شيئاً يُطبخ في العملة، لأن المبلغ الذي كان يوضع في الصراف الآلي ATM ويكفي ليومين أو ثلاثة، يتبخر خلال نصف ساعة. واقرت بتعرض القطاع المصرفي لهجمة شرسة "الا انه سيتخطاها بالتعاون بين "المركزي" والمصارف، كاشفة أن "الاجتماع مع نائب وزير الخزانة الأميركية مارشال بيلنغسلي اكد ان لا نية لدى وزارة الخزانة الأميركية في فرض عقوبات على أي مصرف لبناني حاليًا، خصوصاً أن القطاع المصرفي يتقيّد بالقوانين والأنظمة المتعلقة بمكافحة تبييض الأموال والإرهاب.

حزب الله لجلسة طوارئ: الى ذلك، دعت مصادر "حزب الله" عبر "المركزية" الحكومة الى "عقد جلسة طارئة للحكومة لوضع حدّ لحالات الهلع الناتجة عن الازمة النقدية والمالية ولاتّخاذ قرارات تبدأ بضخّ الدولار في الاسواق"، متّهمةً الحكومة بـ"التقصير" على رغم الاجتماعات المالية الجانبية التي تُعقد بين المعنيين".

لجنة الكهرباء: في غضون ذلك، وفيما يستكمل مجلس الوزراء جلسات مناقشة موازنة 2020 الاثنين، تابعت اللجنة الوزارية لدرس دفاتر الشروط للكهرباء، اجتماعاتها برئاسة الرئيس سعد الحريري. وقال الوزير وائل ابوفاعور "سنصوّت ضد البواخر وسنطالب بإحالة الموضوع الى دائرة المناقصات."

قيومجيان والاسكان: وسط هذه الاجواء، أوضح وزير الشؤون الاجتماعية ريشار قيومجيان أنّ المؤسسة العامة للاسكان تدعم الفوائد على القروض ولا تعطي قروضًا سكنية للناس، مشيرًا الى انه في العام 2018 رصد 100 مليار للمؤسسة العامة للإسكان وكذلك الأمر في العام 2019. وطمأن في مؤتمر صحافي المصارف والمواطنين الى أن "إذا صرفت الاعتمادات، لدينا هامش للإستمرار بدعم الفوائد على قروض الإسكان". وبعدما أقر المجلس النيابي القانون المعجل المكرر الذي قضى بنقل 35 مليار ليرة الى وزارة الشؤون، تمنى قيومجيان من وسائل الاعلام أن تقول كلمة الحق. وأوضح أن "المواطن الذي يحصل على قرض بمساعدة المؤسسة يعني أنها تدفع عنه الفوائد في النصف الأول من مدة القرض، على أن يردها هو في النصف الثاني، ولا شك أن هناك  مشكلة إسكان في البلد والـ35 مليارا لن يؤزموها إنما المؤسسة جاهزة لتسهيل طلبات من يريد القروض".

روحاني: اقليميا، أكد الرئيس الايراني حسن روحاني أن ايران "لا تخشى التفاوض ولا تتهرب منه بل إن اميركا هي العائق ولا تريد حل القضية". وفي تصريح ادلى به حين وصوله الى مطار “مهرآباد” في طهران ظهرا، قال روحاني، "لقد قالوا صراحة إنهم يمكنهم إزالة الحظر كله، إلا أن هيكلية القضية لم تكن مقبولة، إذ أنه في أجواء الحظر ومع بقاء الحظر والأجواء المسمومة للضغوط القصوى حتى لو كانت في اطار مجموعة “5+1″ لا أحد يمكنه التكهن بما سيحدث وماذا ستكون نتيجة هكذا مفاوضات". وتابع "قلنا لقادة الدول الأوروبية إننا مستعدون للتفاوض في أجواء حرة وعادلة، وحينما كانوا يتساءلون متى نحن مستعدون للتفاوض مع مجموعة “5+1″ اعلنا لهم أننا مستعدون لذلك بعد ساعة من الآن، اذ لو قمتم بتطهير هذه الأجواء المسمومة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o