Apr 11, 2019 3:22 PM
خاص

هلال روسي من طرابلس الى البوسفور...لا مكان لإيران فيه

المركزية- منذ أن خرجت التباينات بين روسيا وايران الى العلن، والعلاقة بين الطرفين الى تدهور، خصوصا بعد أن انحاز النظام بشكل فاضح الى الجانب الايراني من خلال الاعلان عن تسليم طهران إدارة ميناء اللاذقية، المتاخم لقاعدة طرطوس الروسية. وجاء كلام المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أنه "ينبغي للجميع، بما في ذلك الإيرانيون والأتراك وغيرهم، أن يرحلوا في نهاية المطاف عن سوريا"، ليؤكد عمق الخلاف، في ظل التقارب الروسي-الاسرائيلي والخناق الاميركي المحكم على الاقتصاد الايراني.

الخبير العسكري العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "هناك سباقاً روسياً- ايرانياً على النفوذ في سوريا، فالتحالف بينهما تكتيكي ولا يرتقي الى المستوى الاستراتيجي، فروسيا تريد السيطرة وحدها على سوريا ومنها تنطلق الى كامل دول المتوسط، في مقابل السيطرة الاميركية على  دول الخليج وبحر العرب"، مضيفا "هذا الهدف يتجلى بوضوح من خلال تعاملها الحذر مع الطموحات التركية في الشمال السوري، والتباينات الخطيرة بينها وبين إيران بعد تسليمها ميناء اللاذقية. إضافة الى ترسيخ التحالف مع اسرائيل ومد الجسور مع الدول العربية المطلة على المتوسط".

وقال إن "روسيا تحاول أن تبني لنفسها قواعد علاقات استراتيجية واضحة وثابتة على شكل "هلال ساحلي" لتثبيت قدمها في الشرق، وبناء نفوذ لا ينافسها أحد عليه، يمتد من طرابس الغرب وصولا الى البوسفور في تركيا"، مشيرا الى أن "ايران ليست جزءا من الجيوبوليتيك الشرق أوسطي، لذلك فإن تواجدها في سوريا يعتبر دخيلا على دائرة النفوذ التي تحاول روسيا بناءها منذ العام 2015".

وعن تموضع النظام بين حليفيه، قال "النظام يحاول الاستفادة من الاثنين، فمن جهة تسيطر روسيا على كامل مسرح العمليات العسكرية، ومن جهة أخرى تتمتع ايران بنفوذ عميق لدى دوائر الحكم المحيطة بالرئيس السوري بشار الاسد"، مشيرا الى أن "في كل مرة تلمس موسكو تزايدا للنفوذ الايراني في محيط الاسد، تسارع الى ارسال مسؤول روسي لاعادة تصويب البوصلة والتأكيد على حضورها"، لافتا الى أن "سياسة تدوير الزوايا بين الحليفين لن تصمد طويلا في ظل الضغوط الاميركية المتزايدة على طهران، والتهديدات الاسرائيلية، من هنا يمكن القول إن الدفة تميل في المدى البعيد لصالح روسيا".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o