Feb 01, 2019 4:38 PM
تحليل سياسي

الحكومة تجمع عناصر الدعم للانطلاق غدا...وعون: تجديد الثقــــة بالوطن
باريس للنأي بالنفس وواشنطن تحذر "الحزب" من تحويل أموال "الصحة" لصالحه
"الاشتراكي" ممتعض... واصلاحات "سيدر" مشروع خلافــي في البيان الوزاري؟

المركزية- في اليوم الاول على ابصارها النور، جمعت حكومة "الى العمل" كل عناصر الدعم "المبدئي" لانطلاقة اولى غدا، يفترض ان تكون واعدة تبدد مشهد "المعارك" السياسية القاسية التي سبقت ولادتها طوال نحو تسعة اشهر. ذلك ان التطورات والمواقف التي تسارعت اليوم مرحبة بالمولود الجديد، بدت مثابة "كاسحة ألغام" امام الانطلاقة الحكومية، بدليل المناخ السياسي والشعبي الحاضن داخليا من جهة والدعم العربي والعالمي للحكومة من جهة ثانية، خاصة في ظل توجه لوضع بيان وزاري مقتضب يبتعد عن القوالب الإنشائية الجاهزة ويلامس العناوين والقضايا الأساسية، يكون قابلا للتحقيق، بما يفسح المجال أمام ثقة نيابية يفترض أن تنالها الحكومة سريعا للانطلاق نحو مواجهة التحديات.

تجديد للثقة: فقد أرخى "الانجاز" السياسي بظلاله الايجابية على الساحة المحلية اليوم. واعتبر رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ان تشكيل الحكومة الجديدة هو تجديد الثقة بالوطن بعد اختلالها اخيرا وانعكاس هذا الاختلال تخفيضا لتصنيف لبنان في الاسواق الدولية، لافتا الى ان التأليف "انعكس بالامس انتعاشا في أسواق سندات لبنان السيادية الدولارية، إلى أعلى مرتبة منذ تموز 2018، وسنواصل العمل على اعادة الثقة بلبنان بكل ما تتطلبه هذه العملية من جدية، لان ما مررنا به خلال ازمة التشكيل قد يكون اعطانا درسا مهما بعدم جواز العبث بقضايا من هذا النوع". وتناول الرئيس عون خلال استقباله في قصر بعبدا، وفد الهيئة الادارية الجديدة لجمعية متخرجي المقاصد الاسلامية، الانجازات التي تحققت حتى الان، بدءا بالاستقرار الامني بعد محاربة الارهابيين وطردهم من  الاراضي اللبنانية، مرورا بانخفاض عمليات السطو على المصارف وخطف المواطنين، وانعدام  الانفجارات بعد تمكن الجيش والقوى الامنية من تفكيك الخلايا الارهابية النائمة،  وصولا الى تلك التي تحققت في تلزيم عمليات استكشاف النفط واعادة تنظيم المؤسسات العسكرية والامنية والقضائية بالاضافة الى السلك الديبلوماسي، وصولا الى انجاز قانون الانتخابات التي جرت الانتخابات الاخيرة  بموجبه.

استكمال ما تحقق:  وقال "ان ما سنعمل عليه بدءا من اليوم سيكون استكمالا لما تحقق وذلك على صعد احياء الوضعين الاقتصادي والمالي، معالجة ازمة النزوح وتداعياتها، بالاضافة الى مكافحة الفساد الذي يشكل مرض العصر"، لافتا الى ان هذا الامر بدأ بالفعل من خلال احالة عدد من الحالات الى القضاء، وسنبدأ به  بالمؤسسات قبل الاشخاص"، مشددا على عزمه وسعيه الدائمين للمحافظة على الشباب اللبناني في ارضه.

ماكرون للنأي: وكانت للتشكيل أصداء ايجابية دوليا ايضا. فقد حيّا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تشكيل حكومة لبنان الجديدة اليوم في بيروت"، مشدداً على "ان فرنسا وقفت في خلال الأشهر الأخيرة إلى جانب الشعب اللبناني ومسؤوليه من أجل توفير شروط هذا التشكيل، في سياق روحية الشراكة والصداقة التي تجمع ما بين بلدينا. ووفق بيان صادر عن قصر الاليزيه، اعرب رئيس الجمهورية الفرنسية لرئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وللوزراء في الحكومة عن تمنياته بالنجاح الكامل في عملهم المستقبلي في خدمة الشعب اللبناني إلى جانب الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري والقوى الحية كافة التي تشكل المجتمع اللبناني في كامل تنوعه. وجدد الرئيس إيمانويل ماكرون تأكيده على تمسكه بسيادة لبنان واستقراره وأمنه"، مشدداً على أهمية سياسة النأي بالنفس ومكافحة الإرهاب". مذكّراً برغبة فرنسا في مواكبة لبنان على طريق الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، لا سيما بفضل تنفيذ برنامج الاستثمارات المتعلق بمؤتمر "سيدر" الذي انعقد في باريس في شهر نيسان 2018".

ايران ترحب: من جانبه، رحّب المتحدث باسم الحكومة الايرانية بهرام قاسمي بتأليف الحكومة اللبنانية الجديدة، معتبراً "ان النجاح الراهن لا يقتصر علی تشكيل الحكومة بل ان هذه الخطوة مؤشر الى ارادة الشعب اللبناني وقادته لرسم مستقبلهم في اطار الاستقلال مترافقا مع الوحدة والتوافق والتناغم، بعيداً من اي املاءات وضغوط خارجية".

تحذير اميركي: في المقابل، بدا لافتا تحذير وزارة الخزانة الاميركية "حزب الله" من تحويل أموال وزارة الصحة اللبنانية لصالحه.

الراعي لتعويض الخسائر: وفي الداخل، توجّه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، في بيان صدر عن المكتب الاعلامي في بكركي، "بالتهنئة الى رئيسي الجمهورية والحكومة، بالتأليف". واعرب الراعي "عن تمنياته بنجاح الحكومة الجديدة في اعمالها، فتتمكن من تعويض الخسائر التي مني بها لبنان طيلة الاشهر التسعة الماضية، ومن شدّ أواصر الوحدة والتعاون في داخلها من أجل إجراء الاصلاحات اللازمة والنهوض الاقتصادي والمالي".

البيان الوزاري؟ وبعيد انجاز مهمته التشكيلية ، سيطر "ارتياح اليوم على دوائر بيت الوسط ". واشارت مصادره الى ان الرئيس سعد الحريري يكثف اجتماعاته واتصالاته مع فريق عمله لانطلاقة منتجة للحكومة وأنه منكب على اجتماعات داخلية قبل جلسة الحكومة الاولى غدا. وفي وقت يفترض ان تنتج جلسة الغد لجنة لتأليف البيان الوزاري، نقل عن مصادر بيت الوسط قولها ان "لن تكون هناك مشكلة في البيان وسوف يتوافق الجميع عليه والمناقشات الاساسية ستتركز على الملف الاقتصادي وكيف ستتماشى الاصلاحات مع مؤتمر سيدر". الا انها اشارت الى ان هذه الاصلاحات قد تثير نقاشا في ظل تمسك الحريري بها ورفض بعضها من قبل فرقاء اخرين". في المقابل، أوضحت ان "موضوع العلاقات مع سوريا مرتبط بقرار الجامعة العربية واي فقرة تطرح يجب ان ترتبط بقرارات الجامعة التي يتمسك بها الحريري".

التقدمي غير راض؟: وسط هذه الاجواء، بدا "التقدمي الاشتراكي" غير راض تماما عما رافق الولادة الحكومية. فقد غرّد رئيسه النائب السابق وليد جنبلاط عبر "تويتر"، قائلاً: "سيستمر الحزب الاشتراكي ولو لوحده كما يبدو في الدفاع عن الملك العام ويرفض هذه الخصخصة المتوحشة. ونعلم جيداً ان الطوق السياسي سيزداد وسنواجهه بكل هدوء آخذين في الاعتبار المعادلة الاقليمية. وإذا كنت بالامس قد استبعدت تشكيل الوزارة فمرده انني لم أعلم بخفايا باريس ٢. هفوة ودرس مرير". وباعنف من موقف جنبلاط غرّد مفوّض الاعلام في "الاشتراكي" رامي الريّس عبر "تويتر" قائلاً: "الخيانة ليست وجهة نظر، شأنها شأن العمالة والاستزلام، أعمال لا يقوم بها سوى الوصوليين والجاحدين وصغار النفوس!"

الآلية الاوروبية شرعية: اقليميا، اعلن اتحاد تجارة الجملة والتجارة الخارجية الألماني "بي.جي.ايه" إن قناة جديدة للتجارة بغير الدولار مع إيران فتحتها فرنسا وألمانيا وبريطانيا لتجنب العقوبات الأميركية، شرعية وترسل إشارة مهمة للاعتماد على أوروبا كشريك تجاري.وقال هولجر بنجامين رئيس الاتحاد: "ما زالت هناك تساؤلات بشأن أداة دعم المبادلات التجارية "إنستكس".

واشنطن تنسحب: دوليا، أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أنها ستنسحب من معاهدة الصواريخ النووية المتوسطة المدى مع روسيا.وقال وزير الخارجية مارك بومبيو، إن بلاده ستعلق التزاماتها بموجب معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى اعتبارا من يوم غد السبت، كما ستقدم إخطارا رسميا لروسيا بالانسحاب من المعاهدة في غضون ستة أشهر، مشيرا الى ان وشنطن مستعدة للانخراط في حوار مع روسيا بشأن السيطرة على وقف سباق التسلح. واتهم بومبيو روسيا بانتهاك معاهدة حظر الصواريخ لسنوات.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o