Jan 15, 2019 3:29 PM
خاص

مواجهة أميركا النفوذ الايراني نحو الاشتداد في المرحلة المقبلة:
مؤتمرٌ لوضع الآليات وعزمٌ على محاربة الاذرع ودفعٌ نحو حلف عربي

المركزية- لا يزال تقليم اظافر ايران في الشرق الاوسط، يحتل الاولوية القصوى للولايات المتحدة في المنطقة. فبعد ان هلّل محور المقاومة لاعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب قرار سحب القوات الاميركية من سوريا، واعتبر أركانه هذا الخروج "دليلا واضحا الى "هزيمة" واشنطن وعجزها عن فرض توجهاتها وخياراتها في الشرق الاوسط"، بيّن مسار الامور منذ موقف البيت الابيض نهاية العام الماضي وحتى اليوم، ان الانسحاب لن يحصل في القريب العاجل، اوّلا، وانه يأتي في سياق الخطوات الضرورية لإخراج ايران من سوريا، والمنسَّقة على ما يبدو بين الولايات المتحدة الاميركية وروسيا، ثانيا.

واذا كان البعض أساء فهم الخطوة الاميركية المرتقبة، فإن الجولة التي أطلقها وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو وشملت دولا عربية وخليجية، أتت لتزيل اي التباسات حيال "سياسات" واشنطن في المرحلة المقبلة. فالمواقف التي وجّهها من العواصم التي زارها وأبرزها القاهرة والرياض، كانت واضحة ومباشرة وصريحة لجهة تأكيد مضي واشنطن قدما في محاربة النفوذ الايراني في الشرق الاوسط، لا بل عكست ان هذه المواجهة ستتخذ بعدا أكبر وأكثر تشددا، وفق ما تقول مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ"المركزية".

فبومبيو أعلن "نقول للشركاء في الشرق الأوسط، لن نغادر المنطقة"، مضيفا "يجب أن يعلم الشعب الإيراني أن تدخل النظام في شؤون الدول الأخرى غير مقبول"، مشيرا الى ان "إعلان الانسحاب من سوريا لا يتناقض مع استراتيجيتنا تجاه إيران". ولفت الى "اننا سنعمل على اخراج الميليشيات الايرانية من سوريا وواشنطن ستعمل بالدبلوماسية على طرد آخر جندي ايراني من سوريا". كما حمل بشدة على "حزب الله" مؤكدا "اننا لن نقبل بالوضع الحالي الذي يمر به لبنان بسبب حزب الله ولن نقبل بسياسات حزب، ولحزب الله وجود كبير في لبنان لكننا لن نقبل بذلك كأمر واقع". واضاف "نعمل على تقليل تهديد ترسانة حزب الله الصاروخية على إسرائيل".

وفي وقت كرّر وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ​ديفيد هيل من بيروت امس، الموقف نفسه، بعبارات ونبرة أشدّ، بما يعكس عزم الولايات المتحدة على محاربة ايران مباشرة وأذرعها المنتشرة في المنطقة أيضا، تقول المصادر ان واشنطن تبدو في صدد وضع آليات تنفيذية لهذه المواجهة. فالى العقوبات الاقتصادية، ستدفع في اتجاه اقامة تحالف عسكري عربي على شكل "الناتو"، للوقوف في وجه ايران. وقد تحدّث بومبيو عن ذلك أكثر من مرة في الايام الماضية حيث أمل  في تأسيس تحالف يجمع دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والأردن، داعيا دول الشرق الاوسط الى تجاوز "الخصومات القديمة" لمواجهة ايران. واذ لا تستبعد ان تتحرك واشنطن على خط رأب الصدع بين دول الخليج وقطر في المرحلة المقبلة، تشير المصادر الى ان تنظيم الولايات المتحدة قمة دولية تركز على الشرق الأوسط، وتحديدا على الملف الإيراني الشهر المقبل في بولندا، سيشكل مناسبة للتباحث مع الشركاء الدوليين والاقليميين في آليات محاربة الارهاب.

وقد أفاد بومبيو ان القمة الدولية ستعقد يومي 13 و14 شباط في بولندا "للتركيز على الاستقرار في الشرق الأوسط والسلام والحرية والأمن في هذه المنطقة وهذا يشمل عنصرا مهما وهو ضمان ألا يكون لإيران تأثير  مزعزع للاستقرار".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o