Dec 19, 2018 7:54 AM
مقالات

الحزب سهّل التشكيل مقابل دعوة سوريا للقمة؟

يسود الانقسام السياسي حول دعوة سوريا لحضور القمة الاقتصادية العربية المقرر عقدها ببيروت في كانون الثاني المقبل، وتمارس الأحزاب الموالية للنظام السوري، بما فيها "حزب الله"، ضغوطاً على المرجعيات السياسية لإقناعها بدعوة نظام الأسد للقمة، في وقت تحذّر فيه قوى محسوبة على فريق "14 آذار" من تداعيات الدعوة من دون الأخذ برأي جامعة الدول العربية؛ من بينها أنها تجعل لبنان ملحقاً بإيران، وخارجاً عن الشرعية العربية والدولية.
 وقلّل مستشار رئيس الحكومة المكلّف نديم المنلا من خطورة انعكاسات عدم دعوة سوريا إلى هذه القمّة، وأوضح لـ"الشرق الأوسط" "ان لبنان بلد مُضيف للقمة ورئيس دورتها الحالية، وبالتالي ليس هو من يقرر من ستتم دعوته للحضور"، مؤكداً "ان هذا القرار تتخذه جامعة الدول العربية، وبالتالي هذا الموضوع عربي وليس لبنانياً. ولبنان يلتزم بقرارات الجامعة العربية ولا يخرج عنها".
وفي حين تردد أن "حزب الله" يرهن قراره بتسهيل ولادة الحكومة العتيدة، بتوجيه الدعوة للنظام السوري لحضور القمة الاقتصادية، مما يضفي على هذا النظام شرعية عربية، نفى نديم المنلا وجود هذا الشرط، وقال "حزب الله" لديه موقف سياسي بهذا الشأن، وهو عبّر عن رغبته في دعوة النظام السوري للمشاركة في القمة، لكنه لم يضعها شرطاً مقابل تأليف الحكومة"، مشيراً إلى "ان الدولة اللبنانية تسلّمت من الجامعة العربية قائمة بأسماء الدول العربية التي ستوجه إليها الدعوات للمشاركة، وحتى الآن لم تطلب الجامعة دعوة النظام السوري، لذلك، لبنان ملتزم بقرارات الجامعة ولا يمكنه الخروج عن الإجماع العربي".
وفي مقاربة مختلفة لهذا الواقع، تمنى عضو كتلة  "التحرير والتنمية" النائب ياسين جابر، لو أن لبنان "تجنّب استضافة هذه القمّة، لأنه بغنى عن المشكلات". وقال لـ"الشرق الأوسط" "نحن نحاول أن ننأى بأنفسنا عن الخلافات العربية، ولا ننأى بأنفسنا عن العلاقات الجيدة مع جميع الدول العربية"، آملاً في "تجاوز هذه الحساسية، وأن تسوّى الأمور بحكمة، لأن الواقع الجغرافي للبنان والتصاقه بسوريا يفرض نفسه"، عادّاً ان لبنان "له مصلحة استراتيجية بأن تكون علاقاته جيدة مع سوريا، بصفتها دولة جارة وشقيقة، وله مصلحة كبرى في أفضل العلاقات مع دول الخليج العربي، حيث إن هناك آلاف اللبنانيين الذين يعملون في هذه الدول، التي تبقى الداعم الأساسي للبنان في كل الأزمات".

"الشرق الاوسط"

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o