Dec 10, 2018 1:38 PM
متفرقات

الذكرى الـ70 للإعلان العالميّ لحقوق الإنسان

المركزية- تصادف اليوم الذكرى السنوية الـ70 لاعتماد وثيقة استثنائية هي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وينصّ الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، المعترف به دوليًّا، على المبادئ الأساسيّة والقيم العالميّة المشتركة التي انبعثت، منذ 70 عامًا، من رغبة في منع وقوع أعمال "هزّت ضمير البشريّة". واستنادًا إلى المبدأ القائل بأنّ "جميع البشر يولدون أحرارًا في الحقوق والكرامة"، حدّد الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان خصائص حقوق الإنسان الأكثر أهميّة، وهي أنّها أساسيّة وغير قابلة للتجزئة وعالميّة وغير قابلة للتصرّف.

وهَدَف الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان إلى تلبية احتياجات البشر وتطلّعاتهم، وتحقيق الكرامة المتأصّلة في كلّ الناس، وإعمال حقوقهم غير القابلة للتصرّف التي يتمتّعون بها جميعًا من دون أيّ استثناء. كما شكّل الإعلان أساس الحريّة والتنمية والعدالة والسلام.

لقد أصبح الإعلانُ العالميّ لحقوق الإنسان، الذي صمّمته وصاغته مجموعة من أشخاص تتمتّع بخلفيّات قانونيّة وثقافيّة مختلفة، وثيقةً طموحة مهّدت الطريق أمام سلسلة كاملة من الصكوك الدوليّة الخاصة بحقوق الإنسان منذ العام 1948. وشكّل لبنان جزءًا من هذا الإنجاز التاريخيّ، لا بصفته أحد الموقّعين الأوائل على الوثيقة فحسب، بل من خلال مساهمته في عمليّة الصياغة أيضًا. فقد أعلن سفير لبنان شارل حبيب مالك قائلاً: "يجدر بحقوق الإنسان أن تحدّد طبيعة البشر وجوهرهم. ولا يجدر بها أبدًا أن تكون عرضيّة. ومن المؤكّد تمامًا أنه عليها أن تبقى ثابتة لا تتغيّر بحسب الزمان والمكان"، وذلك في مستهلّ تقديمه مشروع القرار الخاص بالنص المقترح إلى الجمعيّة العامة في العام 1948.

ومنذ ذلك الحين، كرّست ديباجة الدستور اللبنانيّ الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان، ما جعل مبادئه إلزاميّة بحسب الدستور وتتفوّق على التشريعات الوطنيّة. وقد صادق اليوم لبنان وجميع الدول الأعضاء في الأمم المتّحدة على معاهدة واحدة دوليّة أقلّه من المعاهدات الدوليّة الأساسيّة التسع لحقوق الإنسان، كما صادق 80 في المائة من الدول الأعضاء على أربع منها أقلّه، فعبّرت بشكل عمليّ وملموس عن عالميّة الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان وحقوق الإنسان الدوليّة.

وفي هذه المناسبة، أشارت المنسّقة الخاصة للأمم المتّحدة بالنيابة في لبنان بيرنيل داهلر كاردل قائلة: "لقد اتّخذ لبنان خطوات مهمة لتعزيز احترام حقوق الإنسان بحسب ما ينصّ عليه الإعلان العالميّ. ولكن، لا بدّ من بذل المزيد من الجهود على مستوى التشريع والإنفاذ كي نضمن أن يحتفظ لبنان بموقعه القياديّ على مستوى جدول أعمال حقوق الإنسان، ولأنّه لا يمكن تحقيق كلّ من السلام والأمن والتنمية على المدى الطويل إلا إذا ما اقترن ذلك بخطوات ثابتة تعزّز احترام حقوق الإنسان ".

أمّا الممثّلة الإقليميّة لمكتب الأمم المتّحدة لحقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا رويدا الحجفقد ذكرت من جهتها أنّه "يحقّ لنا جميعًا، بغضّ النظر عن عرقنا أو جنسنا أو ديننا أو جنسيّتنا أو ممتلكاتنا أو أصلنا، بإعمال كل حقّ من الحقوق المنصوص عليها في الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان. ونقطة الانطلاق لإعمال هذه الحقوق كلّها هي فهم جوهرها تمامًا. ومن الضروري أن نواصل العمل من أجل تنفيذ كامل حقوق الإنسان بطريقة تحسّن حياة الرجال والنساء والأطفال في كل مكان".

وقد شكّل الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان نقطة تحوّل أساسيّة في تاريخ البشريّة. ولكنّ العديد من انتهاكات الحقوق المدنيّة والسياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة والثقافيّة لا تزال تُرتَكَب حول العالم. وأصبح الالتزام بالقيم التي يكرسها الإعلان العالميّ لحقوق الإنسان أكثر ضرورةً من أي وقت مضى.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o