Sep 20, 2018 2:46 PM
خاص

"المملكة تستعيد دورها في المنطقة بوجه التمدد الايراني"
نادر: مقاربة جديدة للسياسة الخارجية السعودية من بوابة "القرن الافريقي"

المركزية- في اتفاق وصف بالتاريخي وقع الرئيس الإريتري أسياس أفورقي، ورئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي الاحد الماضي "اتفاقية جدة للسلام"، برعاية الملك سلمان بن عبد العزيز، لتطوى بذلك صفحة أطول نزاع في القارة الإفريقية. الاتفاق الذي عقد بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، ترجم على أرض الواقع تحولا لافتا في السياسة الخارجية للمملكة، في ظل النزاع الدائر بينها وبين إيران ذات النفوذ الواسع في القرن الافريقي، والتي تحاول التمدد في البحر الاحمر من البوابة اليمنية. وبذلك تكون المملكة حققت انجازا دبلوماسيا برعاية الامم المتحدة، بعد ثلاث سنوات من العمل لرفع مستوى اهتمامها في القارة الافريقية، في رسالة واضحة الى طهران، بأن حديقتها الخلفية الغربية لم تعد سائبة.

المحلل السياسي سامي نادر أشار عبر "المركزية" الى أن "المملكة تلجأ في سياستها الخارجية الى أسلوب القوة الناعمة، التي تقوم بشكل أساس على الدبلوماسية، في مقاربة جديدة لملفات المنطقة، وما دخولها على ملف أثيوبيا-ارتريا، وارتريا-جيبوتي كوسيط للسلام، سوى ترجمة واضحة لهذه السياسة التي تنتهجها بوجه التمدد الايراني في المنطقة، فالرياض تقدم نفسها على أنها نموذج للحوار في الملفات الحساسة، بعكس طهران التي تنتهج سياسة الاذرع العسكرية والتمدد العسكري"، مضيفا أن "هذه المقارنة في أسلوب الدولتين المتنافستين على المستوى الاقليمي، تخدم المملكة وتعيدها الى دورها الريادي في العالم الاسلامي، بعد أن شهد هذا الدور نوعا من الانكفاء في السنوات الماضية".

واعتبر أن "هناك نوعاً من مواجهة غير مباشرة بين المملكة والدولة الفارسية في البحر الاحمر، الذي تتمدد إليه الاخيرة من بوابة اليمن ونفوذها في القرن الافريقي، مهددة بذلك الامن القومي السعودي"، مضيفا أن "المملكة تملك كل المقومات التي تخولها استعادة دورها والتصدي للتمدد الايراني".

وأضاف أن "السعودية انطلاقا من موقعها الديني والجغرافي والاقتصادي، تعمل على استعادة دورها وبصورة أكثر عصرية وانسجاما مع متطلبات واقع المنطقة، وبموازاة الدبلوماسية، تلجأ الى القوة الصلبة في المناطق التي تفرض ذلك كاليمن حيث الوجود العسكري للحوثيين".

وقال "انطلاقا من هذا التحول أيضا، يمكن أن نقرأ الانفتاح السعودي على موسكو، التي تجهد لمد خطوط تواصل وعلاقات مع "أقطاب المنطقة" في إطار مساعيها للمحافظة على الموقع المتقدم الذي حققته لنفسها في المنطقة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o