Sep 14, 2018 1:44 PM
أخبار محلية

السنيورة يشرح تفاصيل زيارته الـــفاتيكان:
لا قانون جنسية إلا بمنحها للابناء الفلسطينيين

المركزية- اوضح الرئيس فؤاد السنيورة "ان خلال زيارة وفد مجلس العلاقات العربية والدولية إلى الفاتيكان لمست من البابا فرانسيس الأول، تفهما وإيمانا بقضية القدس، خصوصا ان للفاتيكان قيمة دينية وروحانية واعتباراً في كل انحاء العالم، وسيكون له اثر كبير على حل قضية القدس والدفاع عنها"، مشيراً إلى انه "خرج بتصور خلال زيارته إلى الفاتيكان الثبات على موقفه تجاه القدس، وهو امر جيد، وهذا يجب الا نستكين إليه، بل يجب ان تتم متابعته، كما يجب الا تؤدي بنا الاستكانة إلى موقف معين".

وقال في مقابلة في مقابلة مع "تلفزيون فلسطين" "هذا عالم متغير، وبالتالي انا لا اقول عن الفاتيكان، بل اقول عن 138 دولة، التي وقفت مع فلسطين، نحن يجب ان نسخر مواقفنا، وإمكاناتنا وقدراتنا في خدمة قضايانا، ويجب ان يكون هناك اتصال وعلاقات مستمرة بين الدول، وبالتالي لإطلاعهم وتثبيتهم لمواقفهم تجاه قضايانا المحقة"، لافتاً الى "ان شرح قضية القدس، وما تعنيه من اهمية، ليس فقط بكونها مدينة مقدسة، لكنها ايضا المدينة التي تمثل عاصمة فلسطين، هذا الأمر الذي اردنا ان نوضحه امام البابا فرانسيس في الفاتيكان، وهو ما تم فعلا، لكن الاجتماع الأساسي الذي جرى كان مع امين سر الدولة ورئيس وزراء دولة الفاتيكان ومع وزير خارجيته لبحث هذه الأمور، حيث امتد على قرابة الـ90 دقيقة، جرى خلاله شرح اهمية القدس، والتمسك بالموقف الذي اتّخذه الفاتيكان، والذي يمثل العدالة الحقيقية، والباب الحقيقي لإنهاء مشكلة الصراع العربي-الإسرائيلي، ومعالجة القضايا التي نشأت على مدى هذه الفترة، وايضا معالجة المشكلة التي تسعى إسرائيل دائما كي تتبنى وتخلق كل الظروف التي تؤدي إلى المزيد من الاحتدام، والمزيد من المواجهات داخل المجتمعات العربية في محاولة للتفريق بين هذه الجماعات التي تمثل المجتمع العربي بكل تنوعاته، وهذا من ميزات هذه المجتمعات العربية، لكن هذا التنوع اكان ذلك إسلاميا او مسيحيا، تحاول دائما ان تخلق هذه النزاعات، ونحن على بساطة منا ننصاع إلى هذه الجهود المبذولة بحيث يؤدي ذلك إلى مزيد من التشنّج، وهذا الأمر طبيعي يؤدي إلى ما شاهدناه خلال هذه الفترة الماضية من نشوء بعض المنظمات الإرهابية مثل "داعش" وغيرها،والتي تؤدي إلى المزيد من الاحتدام بين المكوّنات الإسلامية - الإسلامية، وبين الإسلامية - المسيحية، وبالتالي العيش المشترك بين المسيحيين والمسلمين كان ايضا من القضايا التي اثرناها مع حاضرة الفاتيكان بأهمية الحفاظ عليه".

وشدد على "ضرورة ان نظهر امام العالم بأننا شعب عربي يؤمن بالتنوع ويتقبل الآخر ويتسامح مع الآخر، ويحاول ان يحتضن بعضه البعض، وان نعطي هذه الصورة بأننا مجموعة من الناس، وليس مجموعة من القتلة، كما يحاول ان يصوّرنا البعض من خلال هذه المظاهر غير الصحيحة، والتي وراءها الكثير ممما يسمى المخابرات الدولية، التي تؤدي إلى خلق مثل هذه المنظمات الإرهابية التي تحاول ان تشوّه صورة المسلمين، وان تخوّف العالم بنا، ونحن لا نريد ان نخاف من العالم، لكن لا نريد ان نخيفه"، لافتاً الى "اهمية ان نعطي صورة جديدة مع لقاءاتنا مع العالم، وان نتمتع بالصبر والإرادة حتى نبني ما يسمى خطوة وراء خطوة تؤدي إلى تحقيق هذا التغير، ويجب ان تكون هناك جهود مثابرة من اكثر من طرف ومن اكثر من دولة عربية ومواقف حازمة وصامدة".

اضاف السنيورة "موضوع صفقة القرن، والشائعات التي جرى تداولها والتشويهات التي حاول البعض ان يُثيرها حول مواقف عربية من هنا وهناك. يجب ان يكون هناك موقف عربي صريح، وبالتالي تتفق إرادة الأمة على ان ليس هناك من احد لديه تفويض بأن يتصرف بالقدس او القضية الفلسطينية"، معتبراً "ان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يريد من الفلسطينيين ان يعودوا إلى طاولة المفاوضات على اساس قاعدة الاستسلام الكامل، ونسيان الحقوق والتخلي عن فلسطين، وهو يحاول ان يُذيب وينهي القضية الفلسطينية"، مشدداً على ضرورة "الا نستهين بهذا الامر، ولا نستطيع ان نواجه هذا العالم بالأساليب والأدوات نفسها التي استعملناها، وعلينا التفكير بحل هذه المشكلة، فأميركا تخلت عن كل القواعد والقرارات انصياعا لإسرائيل وإرضاء لقادتها والناخبين الصهاينة، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس عمل فيه شر كبير تجب مواجهته".

واوضح "ان العلاقة بين الأزهر والفاتيكان، ضرورية، كذلك مع الكنائس الأخرى، وسنزور عواصم ومراكز دينية اساسية في العالم إسلامية ومسيحية، للتصدي للعنجهية والجبروت الأميركي، وعلينا إظهار النتائج المترتبة على قرارات ترامب".

وعن زيارته إلى بكركي قبل السفر إلى الفاتيكان، قال الرئيس السنيورة "حرصت ان ازور البطريرك بشارة بطرس الراعي، الذي تربطني به علاقة قوية، وفيها كثير من الود والاحترام، وابلغه ايضا ما نعتزم القيام به، وكان مثمّنا كثيراً لهذه الخطوة، وقلت لهم انني احمل البركة من البطريرك، وبالتالي سأسلمكم إياها وآخذ منكم البركة لأرجعها إليه، وكان اللقاء الأساسي مع امين سر الدولة، وكان هناك موضوعان هما القدس ولبنان، والحفاظ على العيش المشترك، وبالتالي التأكيد على قضية اتفاق الطائف في لبنان، الذي يحاول البعض ان يبتدع وسائل لمحاولة الإلتفاف عليه، وهو عهد قام به اللبنانيون على اساس ان يؤمنوا هذا العيش المشترك للتنوع، الذي هو مصدر ثراء للأمة اللبنانية، و"اتفاق الطائف" يقول أن اللبنانيين سواسية مثل بعض، ولهم الحقوق نفسها، وعليهم نفس الواجبات، وهذا ما حملته إلى الفاتيكان، وعندما عدت اتصلت بالبطريرك وابلغته، وكان مثمّنا، وتعاهدنا ان نلتقي قريباً من اجل بحث نتائج الزيارة وكيفية متابعتها".

وذكّر في ختام حديثه بانه "بادر خلال رئاسة الحكومة إلى اتخاذ خطوات، تعتبر ركيزة اساسية في تطوير العلاقات اللبنانية الفلسطينية، فشعب فلسطين تحمّل ما لا يتحمله اي شعب، ولدينا موقف وطني وقومي وعربي ضد التوطين، ولن يكون هناك قانون جنسية إلا بمنح الأم اللبنانية المتزوجة من فلسطيني الجنسية لأولادها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o