Mar 26, 2024 5:02 PM
خاص

رميش ترفض أن تكون رهينة منصات الحزب... شبعنا استنكارات والله الحامي!

خاص-المركزية

المركزية- ليست المرة الأولى التي يحاول عناصر من حزب الله وفصائل موالية له التسلل إلى بلدة رميش الحدودية بهدف تثبيت منصات صواريخ الكاتيوشا في أراض زراعية وأحراج الصنوبر وتوجيهها نحو الداخل الإسرائيلي ولن تكون الأخيرة.

المحاولات السابقة فشلت واللاحقة أيضا ستفشل بقرار وإرادة أهالي البلدات الصامدة في الجنوب اللبناني. لكن ما حصل صباح اليوم يؤشر إلى مزيد من التصعيد والخطر على حياة السكان الآمنين في بيوتهم.

ففي وقت كان يستعد أهالي بلدة رميش الجنوبية المسيحية التي تقطنها حوالى 1200 عائلة لإحياء رتبة جناز المسيح في يوم الجمعة العظيمة والإحتفال بيوم القيامة أحد الفصح، وبعدما مشى اطفال رميش ودبل وعين ابل في زياح الشعانين الأحد الفائت وهتفوا مع كهنة الرعايا"هوشعنا في الأعالي" تأكيدا على رفضهم أن يزجوا في حرب لا ناقة لهم فيها وتدمير بيوتهم وأرزاقهم، إذا بأجراس الكنائس تقرع منذرة بخطر ما.

يروي أحد سكان رميش أنه "قرابة التاسعة صباحا تنبه أهالي أحد أحياء بلدة رميش المأهول بالسكان (يقطنه حوالى 1000 نسمة) إلى وجود حركة غريبة لسيارتين مدنيتين مفيمتين ومن دون لوحات تجولان في أحيائه وتحديدا قرب ثانوية رميش الرسمية ومبنى الندوة الثقافية. فاقترب من إحداها أحد الأشخاص وتبين له أن ثمة عناصر تعمل على وضع منصة صواريخ"كورنيت"  في هذه النقطة السكنية فحصل تلاسن مع العناصر وفضل الإنسحاب إلا أنه أبلغهم أنه سيتوجه إلى البلدة لإبلاغ الأهالي".

ويستطرد "شبعنا موتا ودماء ودمارا.فليتركونا بحالنا ونحن قادرون على تأمين الحماية الذاتية ولو بلحمنا الحي".

 مع قرع قرع أجراس كنيسة السيدة تجمع الأهالي في ما فر العناصر الذين كانوا يعملون على تركيب منصة الصواريخ بالسيارات المفيمة قبل وصول الجيش وعناصر قوى الأمن بناء على طلب الأهالي. إلا أنهم انتقلوا إلى نقطة ثانية وتحديدا إلى أحد أحراج الصنوبر قرب منتجع سياحي حيث عملوا على تركيب منصة صواريخ وأطلقوا دفعة منها على مركز مراقبة في ميرون غير آبهين بصرخات الأهالي وحرمة الجيش والعناصر الأمنية.

يدرك أهالي رميش كما أهالي كل بلدة جنوبية قررت أن تبقى خارج آتون الحرب على إسرائيل التي اراد حزب الله أن يخوضها لمناصرة "الغزاويين" أن " الحامي الوحيد هو الله" ويسأل الأهالي إذا كان الهدف من هذه الممارسات التي حصلت وتتكرر من حين إلى آخر هو تهجير أهالي بلدات رميش ودبل وعين ابل فالجواب يأتي مباشرة"باقون في أرضنا وبيوتنا ولو كلفنا الأمر أن نستشهد دفاعا عن وجودنا".

آخر محاولة لتثبيت منصة صواريخ في رميش كانت منذ أسابيع في أحد أحراج البلدة "لكن هذه المرة حاولوا أن يضعوا منصات صواريخهم في حي سكني مأهول وقرب ثانوية رميش الرسمية. وكلنا يعلم مدى الإجرام لدى الإسرائيليين فهم لا يميزون بين ثكنة عسكرية وحي سكني. وهذا ما أثار الرعب في نفوس الأهالي".

حتى اللحظة لا قرار لدى أهالي وأعيان بلدة رميش باتخاذ إجراءات إستثنائية لتفادي تكرار هذه الحادثة. والمرجح أن يُصارإلى زيادة عديد الحرس والمناوبة 24 على 24 لأن الجيش لا يتحرك من تلقاء نفسه وهو لا يملك الأمر بالتصدي ".

وبصرخة ملؤها الغضب والخشية من المصير المجهول يختم أحد المعمرين من أبناء رميش" شبعنا نظريات وكلمات طنانة واستنكارات من قبل المسؤولين والسياسيين ورؤساء الأحزاب. كلامهم لا يفيد. المطلوب أن تتحرك أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية لأن المنطقة باتت مكشوفة وحياتنا على كف عفريت ".

العميد المتقاعد جورج نادر اعتبر أن ما حصل اليوم في رميش يدل على "حال الإفلاس السياسي والعسكري الذي وصل إليه حزب الله في الحرب التي قرر أن يقحم فيها لبنان وشعبه رغما عن إرادتهم .أكثر من ذلك يحاول الحزب أن يبرهن أن كل اللبنانيين وتحديدا كل أهالي الجنوب معه ويؤيدونه في هذه الحرب لكنه يكتشف يوميا ازدياد حال التمرد والغضب الشعبي حتى داخل بيئته وإن كانت الغالبية لا تجروء على التعبير عن ذلك".

ما حصل اليوم يضيف نادر، يثبت أن الحزب أمام منعطفات خطيرة فهو من جهة يريد أن يظهر للرأي العام المحلي والدولي أن إسرائيل تقصف القرى المسيحية لكن رفض أهالي هذه القرى إقحامهم في هذه الحرب يضعه أمام منزلقات لا سيما بعد الخسائر البشرية والمادية التي تكبدها حتى الآن عدا عن تدمير 3000 وحدة سكنية بشكل كلي وتضرر 10 آلاف منزل وتهجير 100 ألف من أبناء القرى الجنوبية".

ويختم نادر بتوجيه تحية لجرأة وشجاعة أهالي رميش " لأنهم يثبتون يوميا أنهم أبناء أرض ارتوت بدماء شهداء ولن يتخلوا عنها. وكما وقفوا اليوم في وجه عناصر من الحزب كانوا ينوون تركيب منصة صواريخ في حي سكني مأهول، يجب أن يتصدى كل الشعب اللبناني ويقول كلمته لا للحرب وبالتالي أن يكون قرار الحرب والسلم في يد الدولة والجيش اللبناني ".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o