Mar 21, 2024 5:01 PM
خاص

إستعراضات إستفزازية في بيروت مرجح تكرارها ... المواجهة بتكتل سياسي وطني لا جبهات ومشاريع بديلة

جوانا فرحات

المركزية – باستثناء السابع من أيار 2008، عندما نفذ حزب الله وحلفاؤه اجتياحاً عسكرياً للعاصمة، لم تشهد بيروت ظهورا مسلحا مستفزا كالذي شهدته خلال تشييع عناصر الجماعة الثلاثة الذين قتلوا في الجنوب، وهذا ما يؤشر إلى وضع غير سليم يعيشه البلد، ولا شيء يبررالإستعراض المسلح في العاصمة، حتى إذا كانت هناك أعمال عسكرية على الحدود.

ترددات مشهد الظهور المسلح المستفز في شوارع بيروت الأسبوع الفائت على خلفية تشييع ثلاثة من عناصر الجماعة الإسلامية في طريق الجديدة ومشاركة ممثلين عن أذرع إيران في المنطقة لا تزال تتفاعل، لا سيما بعدما أثار عدد من السفراء المعتمدين المسألة على خلفية غياب الموقف الرسمي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ووزراء كل من الدفاع والداخلية والخارجية. وإذا كان موقف الأخير في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب واضحا من خلال تعليقاته المتكررة والتي مفادها "نحن مستعدون للحرب إذا أرادتها إسرائيل"، إلا أن اللافت صمت كل من وزيري الدفاع والداخلية. من هنا كان السؤال الذي طرحه السفراء:هل بات لبنان منصة إيران في المنطقة؟

إنتهاء تشييع "الجماعة الإسلامية"-"قوات الفجر"، مقاتليها وخروج عشرات المسلحين المقنعين الذين مشوا بأسلحتهم في مواكب أقرب إلى استعراضات القوة، وهم يهتفون بشعارات مؤيدة للجهاد والقتال ضد إسرائيل تضامنا مع أهالي غزة، لم يبدد مخاوف أبناء العاصمة الذين عبروا عن خشيتهم من العودة إلى زمن الفوضى والظهور المسلح عشية ذكرى الحرب في 13 نيسان 1975. وما يبرر خوفهم أن لا شيء سيوقف استعراضات القوة المرجح أن تتكرر، مما يؤكد عجز الدولة وتقلص دورها إزاء المسائل الأمنية الكبرى.

وحدهم نواب بيروت وقفوا داخل البرلمان وعبروا عن مواقفهم الرافضة لكل هذه المظاهر المسلحة والإستعراضات الإستفزازية إلا أن استعراض القوة وصل إلى داخل البرلمان حيث كانت المواجهة بين نواب بيروت من جهة ونائب الأمين العام للجماعة الإسلامية الذي سخر من إرادة أهل بيروت، "من خلال شتم وتخوين ممثليهم في البرلمان، لا لشيء إلا لأنهم يرفضون استباحة بيروت وإغراقها بفوضى السلاح غير الشرعي" بحسب ما كتب النائب وضاح الصادق على موقع إكس.

وردا على اتهام نائب الجماعة الإسلامية نواب بيروت بـ"الغفلة" قال: "نواب "الغفلة" هؤلاء، يا نائب الأمين العام، نالوا أصواتا اكثر مما نالته "الجماعة" في لبنان، فهل أصبح أهل بيروت هم عملاء للسفارات؟ ...وختم الصادق، "الحملة التخوينية التي تعرضت لها مع زملائي ممثلي العاصمة، وتحديدا النائبين ابراهيم منيمنة وفؤاد مخزومي، مرفوضة بالكامل وواجب على دار الفتوى اليوم ضبط المنابر والخطابات التي تتخطى كل الحدود الدينية والأخلاقية".

بالتوازي حاولت "الجماعة" طمأنة أهالي بيروت وبرر المتكلمون بإسمها "أن الظهور المسلّح ليس إلّا حالة تفاعل من قبل رفاق الشهداء مع الحدث، والرسالة موجهة إلى العدو الإسرائيلي، وليس إلى اللبنانيين".

إذا تحت سقف المقاومة يخوّنون كل من يخالفهم الرأي ويستبيحون دماءه، لكن ثمة واقع لا يمكن تجاوزه أو التغاضي عنه مفاده أن "الجماعة الإسلامية" اختارت العمل المسلّح تحت مظلّة حزب الله، والهدف من دورها في الجنوب يقوم على تبني مشروع المقاومة، وإيصال رسالة مفادها أن الحزب ليس وحده في مواجهة إسرائيل، بل السنَّة منخرطون معه.

النائب السابق الدكتور مصطفى علوش يستغرب السؤال الذي طرحه سفراء عن تحول لبنان إلى منصة إيران في المنطقة ويقول لـ"المركزية" "لا داعٍ لطرح هذا السؤال لأن الجواب واضح. نعم لبنان تحول إلى منصة إيران في المنطقة ونحن في موقع عسكري إيراني".

وعن إمكانية مواجهة هذا الواقع العسكري والأمني المستجد سواء على مستوى لبنان أو العاصمة بيروت يعتبر علوش أن أشكال المواجهة اليوم تختلف تماما عما كانت عليه خلال الحرب الأهلية ويقول"إذا أردنا المواجهة المسلحة علينا أن نؤمّن المدى الإستراتيجي والمدى الحالي هو إيران بالنسبة إلى الحزب والممانعة أما مدى القوى المعارضة الإستراتيجي فمعدوم لأن لا أحد وأكرر لا أحد مستعد للمساعدة والأكيد أن المدى المتمثل بإسرائيل غير وارد إطلاقا".

ثمة من يقول بأن بيروت لن تعود إلى الوراء ولا إلى زمن الفوضى المسلحة، لأن الفوضى لا تكون بقرار مجموعة معينة، بل تتخذها دول كبرى إذا أرادت تعميم الفوضى في كلّ لبنان. وتعوّل هذه المجموعة على دور الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية الشرعية وعلى قدرتها القدرة لقطع الطريق على أية محاولة للعبث بالأمن وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء.

لكن ثمة حلول تتفوق على كل ما هو إفتراضي أو واقع سوداوي ويتمثل ذلك بحسب علوش في "إنشاء تكتل سياسي وطني بدل أن تكون هناك جبهات وكتل متعددة على أن يكون أشبه بفريق 14 آذار وليس توأما له .ومن شأن هذا التكتل إذا وجد أن يواجه في البداية من خلال النزول إلى الشارع وتنظيم تظاهرة تشبه إلى حد ما تظاهرة المليون في العام 2005 ".

لكن الولادة قد تكون قيصرية وقد تجهض الفكرة قبل ولادتها "لأن ثمة مشاريع بديلة وقد وصلت إلى مراحل متقدمة وتنتظر لحظة ما لإعلانها. لكن أقولها بوضوح أنني لا أستطيع أن أعيش إلا في لبنان البطريرك الياس الحويك لا في كانتون مسيحي أو سني أو شيعي من هنا يبقى الخيار بالإجتماع حول مشروع تكتل سياسي وطني يلتقي عليه اللبنانيون ويستعيدون الثقة التي فقدوها بزعمائهم" يختم علوش.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o