Jul 14, 2018 3:54 PM
تحليل سياسي

التأليف:"هبّة ساخنة وأخرى باردة".. والحريري "متفائــــل بولادة الحكومة قريبا جدا"
تفكيك عقدة "القوات" على السكة...والرئيس المكلف في بعبـــدا بعد لقائه رئيس التيار؟
أنصاري في بيروت..باسيل:الحياة السياسية مع سوريا عائدة..وعيون العالم على هلسنكي

المركزية- "هبّة ساخنة وهبّة باردة"، هكذا يمكن توصيف المناخات المتقلبة على ضفة التأليف الحكومي، فتارة ترتفع أسهم الايجابية وطورا تعود الى التراجع. ذلك ان التفاؤل يبدو حتى الساعة غير مبني على معطيات واقعية جدية، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ"المركزية"، بل يكاد يكون تمنيات لا أكثر، أو من باب إشاعة أجواء طبيعية ومريحة فوق الساحة المحلية تُبعد عن لبنان صورة "الدولة المتعثرة" أبدا، والتي تظهر فاقعة عند كل استحقاق، أمام أبنائه والخارج!

لا فرج قريبا؟: فعلى رغم الاتصالات التي أجراها الرئيس المكلف سعد الحريري في بيت الوسط طوال الاسبوع، وجمعته الى معظم الاطراف السياسيين، من الحزب التقدمي الاشتراكي الى القوات اللبنانية، وحركة أمل، وتيار المردة، على ان يستكملها في الساعات المقبلة مع التيار الوطني الحر "ما لم يطرأ طارئ"، ورغم المساعي الحثيثة التي بُذلت وأسهمت في تبريد الاحتقان الذي كان سائدا بين أكثر من فريق محلي، لم يُسجَّل اي تغيير "جذري" في مواقف هؤلاء من الملف الحكومي، يساعد على زعم ان "الفرج" بات قريبا..

المساعي مستمرة: لكن الرئيس المكلف ماض في جهوده لتحقيق خرق، تقول المصادر، وهو لن يستسلم امام التعقيدات التي تعترض طريقه. وفي السياق، تتحدث عن أكثر من مخرج لإشكالية تمثيل القوات اللبنانية التي تبدي مرونة وانفتاحا على النقاش لكن ضمن سقف محدد، هو احترام تمثيلها النيابي، أكان عبر كمّية الوزارات التي ستسند اليها او عبر نوعيتها. وفي وقت يبدو هذا المطب على طريق المعالجة الصحيح، تبدو العقدة الدرزية الاصعب على التفكيك. فالحزب التقدمي الاشتراكي لا يزال يصر على الحصول على الحصة الدرزية كاملة في الحكومة، ورئيسه النائب السابق وليد جنبلاط كرر موقفه هذا من بيت الوسط وفي بعبدا، في الايام القليلة الماضية، ويُبدي حتى الساعة تصلبا حيال اي مخارج او تسويات تُفقده مقعدا درزيا، لأنه في رأيه الأحق شعبيا ونيابيا وميثاقيا، بتمثيل الطائفة وذلك ينسجم على حد تعبير الاشتراكيين، مع القواعد التي أرساها التيار الوطني الحر، نفسه، في الفترة السابقة، فلماذا يرفضها اليوم؟

الحريري في بعبدا: وآخذا في الاعتبار هذه المعطيات كلّها، يعكف الحريري على رسم تركيبة وزارية جديدة، تردد انه قد يحملها فور جهوزها، الى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في لقاء يفترض ان يجمعهما في الساعات المقبلة. الا ان المصادر قالت في المقابل ان زيارة الرئيس المكلف الى "القصر"، متى حصلت، لن تعني بالضرورة ان المسودة الجديدة نضجت، بل قد تكون لمزيد من التشاور والتنسيق مع الرئيس عون في شأنها. وليس بعيدا، اشارت المصادر الى ان الزيارة المرتقبة قد تكون مرتبطة باجتماع يفترض ان يجمع الحريري ورئيس التيار الوزير جبران باسيل قبل حصولها..

..ومتفائل: على أي حال، حافظ الرئيس المكلف على تفاؤله اليوم. فبعد زيارة وفد مصغر من الهيئات الاقتصادية برئاسة رئيسها محمد شقير بيت الوسط، قال شقير: "لقاؤنا مع الرئيس كان ممتعا، وقد ساده تفاؤل كبير للغاية. ونحن سنمضي عطلة نهاية أسبوع ونحن في غاية الراحة، فالرئيس الحريري متفائل بأن ولادة الحكومة ستكون قريبة جدا، وهذا التفاؤل ينعكس علينا جميعا كقطاع خاص ورجال أعمال ومستثمرين. نحن مؤمنون بهذا البلد ومتفائلون به، وكل ما نطلب به كهيئات اقتصادية وقطاع خاص هو أن تتألف حكومة بأسرع وقت ممكن، لكي نتمكن من السير بكل المشاريع التي بدأتها الحكومة، وأولها مؤتمر "سادر". وأضاف "أتمنى أن يترجَم التفاؤل الذي سمعناه بالأمس من الرئيس نبيه بري والتفاؤل الكبير من قبل الرئيس الحريري بولادة حكومة في الأسبوع المقبل".

النأي بالنفس: في الأثناء، تشير المصادر الى ان "المجتمع الدولي" يكثّف نداءاته للبنان للاسراع في التشكيل، وكان آخرها عبر المجموعة الدولية لدعم لبنان، وهو يَنتظر ليس فقط ان تُطلِق الحكومة العتيدة قطار الاصلاحات لعدم اضاعة مساعدات مؤتمر "سادر 1" ، بل أيضا أن تجدد التزامها مبدأ النأي بالنفس ووقف التدخل في شؤون الدول الاخرى، وهو ما تعهدت به أمام الدول المانحة منذ أشهر. وتحتل هذه المسألة أهمية كبرى في الخارج وتتخذ أبعادا مضاعفة في ضوء رفع اليمن، مؤخرا، الصوت ضد تدخلات حزب الله في شؤونه، من جهة، وعشية التسويات الكبرى التي ترسم للمنطقة وستبدأ طلائعها بالظهور مبدئيا في قمة هلسنكي بين الرئيسين الاميركي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين في 16 الجاري، من جهة ثانية.

..أو إلغاء لبنان: وليس بعيدا، أكد أمين سر تكتل الجمهورية القوية فادي كرم لـ"المركزية" أننا لن نتراجع عن مبدأ النأي بالنفس في الحكومة المقبلة، ونتمسك به، و"إلا نكون ألغينا لبنان".

أنصاري في بيروت: في المقابل، يصل الى لبنان مطلع الاسبوع، مستشار الرئيس الايراني حسن روحاني، حسين جابري أنصاري، في زيارة يفترض ان يلتقي خلالها المسؤولين اللبنانيين، ويعرض معهم المستجدات المتسارعة اقليميا ودوليا. ولم تستبعد المصادر ان تسهّل طهران ولادة الحكومة العتيدة كبادرة حسن نية من قبلها، تساعد الاوروبيين على السير قدما في جهودهم لابقاء التعاون الاقتصادي والنفطي قائما معها عبر شركاتهم.

قضية زكا: في الموازاة، توقعت اوساط على صلة بالقرار الرسمي أن تكون قضية نزار زكا في صلب المحادثات اللبنانية – الايرانية. وقالت لـ"المركزية" ان المسؤولين اللبنانيين سيثيرون مع انصاري مسألة عدم تنفيذ طهران الاتفاق الرسمي حتى اللحظة، وهو الاتفاق الذي تم التوصل اليه بين لبنان وايران والذي كان من المقرر بموجبه ان يتم الافراج عن زكا من مكان اعتقاله مع حلول عيد الفطر، والذي على اساسه وجّه وزير الخارجية جبران باسيل كتابا رسميا الى نظيره الايراني محمد جواد ظريف بناء على طلب الجانب الإيراني، فيما التزم نزار وعائلته بمندرجات هذا الاتفاق لجهة وقف الحملات الإعلامية ووقف زكا إضرابه عن الطعام.

بين لبنان وسوريا: في غضون ذلك، برز موقف للوزير باسيل أشار فيه الى ان "الطرق بين لبنان وسوريا، سوريا والعراق، وسوريا والأردن ستفتح وسيعود لبنان إلى التنفس من خلال هذه الشرايين البرية، كما ستعود الحياة السياسية بين سوريا ولبنان". ولفت خلال تمثيله رئيس الجمهورية في احتفال "يوم العرق اللبناني" و"اليوم العالمي للتذوق" في زحلة ان "الحكومة ستشكل بمعالم معروفة لن يتغير منها أي شيء وستحترم إرادة الناس التي عبّرت عنها في الإنتخابات التي انتظرتها تسع سنوات، وستكون هناك حكومة تكريس الثقة".

نشاط برلماني: على صعيد آخر، تلحظ أجندة الاسبوع الطالع نشاطا برلمانيا سيعيد الحياة الى مجلس النواب للمرة الاولى بعد الانتخابات. اذ يترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري، الحادية عشرة والنصف من قبل ظهر الاثنين المقبل اجتماعا لهيئة مكتب المجلس، سيسبق جلسة انتخاب اعضاء ورؤساء اللجان النيابية الثلثاء.

هلسنكي الاثنين: دوليا، تتجه أنظار العالم الى اللقاء - الحدث الذي ستستضيفه العاصمة الفنلندية الاثنين المقبل ويجمع الرئيسين ترامب وبوتين، ويحبس أنفاسه لما يمكن ان ينتج عنه من قرارات لا سيما في شأن الملف السوري، والنفوذ الايراني في سوريا والشرق الاوسط، اضافة الى قضية الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي والنزاع في القرم (...) وتعقب القمة مشاورات يتوقع ان يجريها الرئيس الروسي مع نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون في موسكو في الساعات المقبلة على هامش نهائيات المونديال (التي تأهلت اليه فرنسا ضد كرواتيا)، وأخرى قد يجريها ايضا مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

واشنطن معزولة؟: في الموازاة، اعتبر الرئيس الإيراني حسن روحاني أن الولايات المتحدة صارت أكثر انعزالا على الإطلاق، حتى بين حلفائها، بسبب عقوباتها على إيران. وأشار في تصريحات نقلها التلفزيون الرسمي الى أن "أفعال الولايات المتحدة غير القانونية عزلتها حتى بين حلفائها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o