Jul 16, 2022 3:57 PM
تحليل سياسي

القمة السعودية – الاميركية تذكّر لبنان بشروط احتضانه: إصلاح وسيادة
جعجع: نصرالله صعّد لاعتبارات ايرانية وشعبية..والحزب: المقاومة الحصن الحصين
ترقّب للّقاء الحكومي الثالث وعون: الازمة طالت والمشاورات ستستمر لانضاج حل

المركزية- وسط الركود السياسي - الحكومي في الداخل، كان الصوت الاعلى للقمم الخليجية – الاميركية والعربية - الاميركية التي استضافتها جدّة اليوم وقد بلغت أصداؤها لبنان الذي غاب حضوريا، لكن حضر في بيان الاجتماع السعودي – الاميركي من بوابة تثبيت الشروط الدولية والعربية لاحتضانه من جديد، اذ شدد على ضرورة الاصلاحات الاقتصادية والسيادية، والاسراع في تأليف حكومة تبدو حتى الساعة مستحيلة الولادة، وحصر السلاح بيد القوى الشرعية فقط، وصون الاستقرار. لكن هذا الاستقرار ليس مضمونا في ظل قرع حزب الله طبولَ الحرب عالية، وعودة قياداته كلّها الى التلويح بخيار الحرب والسلاح، لا الدبلوماسية، للدفاع عن حقوق لبنان النفطية بحرا ومنع اسرائيل من التنقيب عن الغاز، في موقف سينتقل الى العمليّ او يتوقّف عند حدود التهديد، وفقا لما تقتضيه مصالح طهران لا بيروت.

اصلاحات وسيادة: اصدرت السعودية والولايات المتحدة الأميركية اذا، بياناً مشتركاً بالتزامن مع زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن إلى المملكة. وتطرّق البيان إلى الواقع اللبناني حيث عبّر الجانبان بحسب البيان "عن دعمهما المستمرّ لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، وللقوات المسلحة اللبنانية التي تحمي حدوده وتقاوم تهديدات المجموعات المتطرفة والإرهابية". كما أشار الجانبان إلى "أهمية تشكيل حكومة لبنانية، وتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية هيكلية شاملة تضمن تغلب لبنان على أزمته السياسية والاقتصادية، وعدم تحوله إلى نقطة انطلاق للإرهابيين أو تهريب المخدرات أو الأنشطة الإجرامية الأخرى التي تهدد أمن واستقرار المنطقة"، مشددين على "أهمية بسط سيطرة الحكومة اللبنانية على جميع الأراضي اللبنانية، بما في ذلك تنفيذ أحكام قرارات مجلس الأمن ذات الصلة واتفاق الطائف، من أجل أن تمارس سيادتها الكاملة فلا يكون هناك أسلحة إلا بموافقة الحكومة اللبنانية، ولا تكون هناك سلطة سوى سلطتها".

جعجع: وفيما يبدو لبنان بعيدا من كل هذه المطالب السياسية والعسكرية والاقتصادية، علّق رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع اليوم على مواقف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الاخيرة. فقال لـ"المركزية"، نصرالله صعّد لان الرئيس الاميركي آت الى المنطقة، وقد أراد الايرانيون إبلاغه من خلال نصرالله "أننا عبر أذرعنا، خاصة تلك الموجودة على مرمى حجر من اسرائيل، قادرون على تفجير الوضع". وإلا، فلماذا بدّل نصرالله، في هذا التوقيت بالذات، نبرتَه، بعد ان كان يردّد دائما انه "خلف الدولة في ملف ترسيم الحدود البحرية"؟! اما السبب الثاني، يتابع جعجع، فهو للقول ان سلاح حزب الله لا يزال يملك وظيفة وان الحزب لا يزال فعلا "مقاومة". فبعد ان بات الكل يعلم، خاصة داخل بيئة الحزب، ان تحالفاته "الخنفشارية" تقف خلف انهيار الدولة وقطاعاتها كلّها وأبرزها الكهرباء التي يديرها حلفاؤه منذ اكثر من عقد، كان الحزب بحاجة بعد انكشاف هذه المعادلة، الى خطوة لاعادة تغطية نفسه وإبراز من جديد، وجهَه كمقاومة تُدافع عن حقوق لبنان وعن غازه ونفطه اللذين يصوّرهما على انهما الحل الوحيد لازمة لبنان. لكن لا بد من التأكيد هنا ان هذا ليس صحيحا. ذلك ان الاموال التي يمكن ان نجنيها من التنقيب، يمكن ان يهدرها الحزبُ وحلفاؤه الفاسدون خلال سنوات قليلة! اما الحل الفعلي لازمتنا، فهو بالتخلّص من هذه الزمرة في السلطة. الحزب اذا انكشف، خاصة لدى بيئته الحاضنة التي، وكما كل اللبنانيين، ما عادت تجد خبزا في الافران. ولذلك هو كان بحاجة الى الاضاءة مجددا على دوره كمقاومة. اما السبب الثالث لتصعيد الحزب، وفق جعجع فـ"يتمثّل في شعوره بأن المفاوضات التي ترعاها واشنطن للترسيم، ذاهبة فعلا نحو تحقيق خرق ايجابي. لذلك، أراد نصرالله استباق الانجاز بمسيّرات وبتهويل، لـ"يقطفها" هو، ويجيّر الاتفاق المرتقب الى "الحزب" ويسيّله في رصيده شعبيا وسياسيا".

الحصن الحصين: في المقابل، لغةُ الحديد والنار لا تزال مسيطرة على خطاب حزب الله وسط صمت رسمي مطبق. في هذا الاطار،  شدّد عضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، على أن "لبنان كان قبل المقاومة عنوان ضعف العرب والحلقة الأضعف، ولكن بمعادلة المقاومة، أصبح لبنان عنوان القوة لكل العرب، والحامي لبقية الكرامة على امتداد العالم العربي". وأكد قاووق في احتفال في بلدة ياطر الجنوبية أن "المقاومة هي الحصن الحصين للسيادة والكرامات والثروات اللبنانية، ونحن لا نراهن لا على وعود أميركية ولا على قمم عربية لنحمي السيادة ولنستعيد حقنا في ثرواتنا". ولفت قاووق إلى أن "السفارة الأميركية تتصل بإعلاميين وسياسيين في لبنان من أجل أن يردوا على خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، لأن أميركا مغتاظة جداً من معادلات المقاومة، ولأن هناك بعض السياسيين والإعلاميين يقبلون على أنفسهم أن ينجروا إلى التحريض على الفتنة الداخلية، وهم كما خسروا في الماضي شرف المشاركة في تحرير الأرض، سيخسرون مجدداً شرف المشاركة في استعادة ثرواتنا النفطية والغازية".

ترقّب للقاء الثالث: حكوميا، ترقّبٌ لعودة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي من الخارج حيث يكثر الحديث عن زيارة سيقوم بها الاسبوع الطالع الى قصر بعبدا لاستكمال البحث في عملية تأليف الحكومة مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. غير ان هذا الاجتماع الثالث لن يكون "ثابتا" ولا يعني ان الحكومة ستتشكّل اثره، وقد باتت الاوساط الرئاسية والبرتقالية على قناعة بأن ميقاتي يفضّل الاستمرار في وضعية تصريف الاعمال حتى نهاية ولاية رئيس الجمهورية.

المشاورات ستستمر: ليس بعيدا، اكد الرئيس عون اليوم أنه "مصر على انصاف مفهوم الوحدة الوطنية في مقاربته لتشكيل الحكومة، لا سيما وان الازمة الحكومية طالت اكثر مما يجب"، مؤكدا ان "المشاورات سوف تستمر لانضاج حل سريع يؤدي الى ولادة الحكومة الجديدة"، كلام الرئيس عون نقله عنه الوزير السابق الشيخ وديع الخازن بعد استقباله له قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا.

أجور القطاع العام: وسط العقم السياسي، الاوضاع المعيشية بلا حلول جذرية، والاضرابات تفتك بالقطاعات كلّها خاصة العامة منها، فيما تحاول السلطة "تدبيج" العلاجات. في هذا الاطار، يعقد الاثنين المقبل اجتماع في السراي برئاسة ميقاتي وحضور وزير المال يوسف الخليل لعرض مجموعة من الاقتراحات المتّصلة بإنهاء إضراب موظفي القطاع العام. وجرى التحضير للاقتراحات التي ستعرض في هذه الجلسة، في اجتماع عقد في معهد باسل فليحان حيث يجري تحضير ورقة تتضمن زيادة تدريجية لأجور العاملين في القطاع العام من دون أي ذكر لشكل هذه الزيادة، أو لتمويلها سواء عبر السياسة النقدية أو من خلال الخزينة.

قمة جدة: اقليميا، كان الحدث في المملكة اذا. وخلال قمة جدة للأمن والتنمية في السعودية، بمشاركة الدول الخليجية ومصر والأردن والعراق، بالإضافة إلى الولايات المتحدة، دعا ولي العهد السعودي محمد بن سلمان إيران "الى "التعاون مع دول المنطقة لتكون جزءا من هذه الرؤية والتزام المبادئ الشرعية الدولية والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وتابع "المملكة أعلنت عن زيادة القدرة الإنتاجية إلى 13 مليون برميل يوميا وبعد ذلك لن يكون لدى المملكة أي قدرة إضافية للزيادة"، وفق ما افادت روسيا اليوم"... من جانبه، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الولايات المتحدة ستظل شريكة نشطة ومتعاونة في الشرق الأوسط. وأضاف في كلمته في القمة "واشنطن لن تنسحب وتترك فراغا تملؤه روسيا أو الصين أو إيران". واكد إن الولايات المتحدة "ملتزمة ضمان عدم حصول إيران على سلاح نووي مطلقا".

***

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o