"طهران تتحدى النفوذ الاميركي وتحقق المكاسب في مناطق تواجدها"
عبد القادر: الصدر لا يملك قدرة على القفز فوق الايراني في العراق

المركزية- قبل أسبوع  كانت مفاوضات تشكيل الحكومة العراقية تشير الى تنافس كتلتين، الاولى تضم "الحكمة" بزعامة عمار الحكيم، و"الوطنية" برئاسة إياد علاوي، و"سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، الذي رفع خطوطا حمر على التحالف مع "الحشد الشعبي" وزعيم "دولة القانون" نوري المالكي، والثانية تضم "الفتح" بقيادة هادي العامري والمالكي، وائتلاف النصر بقيادة رئيس الوزراء حيدر العبادي.

إلا أن تطورا طرأ على الساحة العراقية قلب موازين التحالفات رأسا على عقب، إذ أعلن الصدر أول من أمس تحالفه مع العامري الموالي لإيران، وسط إشارات إلى تقارب القوى الشيعية الخمس: "سائرون" و"الفتح" و"القانون" و"النصر" و"الحكمة"، برعاية إيرانية، لتشكيل الكتلة الأكبر التي ستشكل الحكومة المقبلة.  

هذه التحالفات المتناقضة طرحت جملة تساؤلات حول الأسباب والدوافع وراء "استدارة" الصدر، وسط كلام عن مساعٍ يقودها قائد "فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني في بغداد لحسم الكتلة الأكبر وترشيح العامري لرئاسة الحكومة، ووسط حال من الترقب يعيشها العراق على وقع استمرار الجدل حول نتائج الانتخابات التي شابتها مزاعم تزوير.

العميد المتقاعد نزار عبد القادر أشار عبر "المركزية" الى أن "الانفجار الذي هز مدينة الصدر منذ أسبوع شكل رسالة واضحة الى زعيم التيار الصدري، بهدف الضغط عليه بعد محاولاته القفز فوق النفوذ الايراني في العراق، والتحرر من حلفائها في الداخل"، مضيفا أن "المسؤولية تقع بشكل مباشر على مسار السياسة الاميركية في العراق منذ احتلاله عام 2003، والذي أدى مفعولا عكسيا وسلم ايران مفاتيح السياسة في بلاد الرافدين بحيث باتت قادرة على التحكم بمسار التحالفات وتشكيل حكومة موالية لها".

ولفت الى أن "في ظل السياسة الاميركية المتبعة، مخطئ من يعتبر أن السياسة الايرانية خسرت في العراق أو ستخسر في سوريا"، مستبعدا الكلام عن "صفقة مبادلة بين الحديدة اليمنية والعراق، فمع أن الازمتين ليستا منفصلتين تماما ولكن تضييق الخناق على الحوثي في الحديدة لا يعني أن نفوذ ايران في اليمن آيل الى التراجع، فطهران تتبع استراتيجية خسارة سنتيمترات لتربح بالمقابل أمتارا، وبالتالي الكلام عن مقايضة لا يصح في هذه الحالة، خصوصا وأن طهران أثبتت على قدرتها على تحدي الضغوط الاميركية وحماية مكاسبها من أي خرق".

وعن انعكاس التحولات العراقية على مسار تشكيل الحكومة في لبنان، قال "كلام سليماني حول نتائج الانتخابات النيابية في لبنان، يؤكد أن نفوذ إيران في لبنان تعزز بعد الانتخابات، أما عملية تشكيل الحكومة فرغم أنها لا تبدو قريبة، إلا أن الضغوط الداخلية التي يفرضها "حزب الله" وحلفاؤه عليها ستكون أكبر من تلك الخارجية".