Jul 07, 2022 2:31 PM
خاص

غزوة حزب الله للمناطق السنية من باب المساعدات... الجوع كافر لكن المال الأسود حرام!

المركزية – ليست المرة الأولى التي يحاول فيها حزب الله اختراق مناطق السنة والجماعة. جربها سابقا في 7 أيار واندحر وكذلك في أكثر من مناسبة وفرصة وفشل. هذه المرة يبدو أنه بدأ يحقق مشروعه بغزوة مناطق أهل السنة والجماعة من خلال المساعدات الإجتماعية والطبية... بمعنى آخر استغل حال الفقر والتهميش وغياب كل مقومات الصمود الإجتماعي وتسلل إلى عقر بيوت السنة ليمسكهم من اليد التي توجعهم: الفقر والحاجة!

من صور إلى الطريق الجديدة إلى طرابلس وصولا إلى عكار يسعى حزب الله إلى مد أذرعه لمساعدة ابناء الأحياء الأشد فقرا والمهمشين سواء من الدولة أو من أية مؤسسات تابعة لمرجعيات دينية أو سياسية. والواضح أن هذه اللفتة بدأت تتمدد وتأخذ مداها وصولا إلى محاولة تطويع بعض العائلات بإسم المساعدات الإجتماعية للإنتساب لاحقا إلى الحزب بإسم العمل والخدمة الإجتماعية!

المقلق في الأمر أن المدن التي وضعها حزب الله على خارطة غزواته كانت معروفة بـ"العاصية" لكن يبدو أنها بدأت تتكيف مع واقع التطبّع مع غزوة حزب الله في ظل التحولات السياسية الكبرى والأزمة الإجتماعية والإقتصادية التي ترخي بظلالها على منازل الفقراء لتغمرها بطوفان الحاجة والفقر. وهذا المشهد يكاد يكون عنوان المرحلة على الساحة الطرابلسية التي تشكل رأس حربة للعصبة السنية. "بس الجوع كافر" صحيح. فكيف إذا اقترن الجوع مع المرض؟

وكما تسلل فيروس إلتهاب الكبد  إلى وجوه وأجساد أطفال طرابلس وبات يطرح أكثر من علامة استفهام حول أسباب تفشيه في هذه المدينة التي تعيش منذ عقود وعقود في بؤرة الفقر والإهمال الإجتماعي، هكذا اندست يد حزب الله لمعالجة المصابين من خلال أطقمها الطبية. وتكفلت جمعية "تعاونوا" التابعة لحزب الله بمساعدة المصابين من خلال تأمين الأدوية والأمصال وصولا إلى تكفل علاج الحالات التي استوجب نقلها إلى المستشفيات على نفقة الحزب وبتدبير من أمينه العام حسن نصرالله شخصياً.

الكاتب والمحلل السياسي أحمد الأيوبي يؤكد أن غزوة حزب الله ليست محصورة في طرابلس لكنها تتظهر إعلاميا من بوابة عاصمة الشمال. ويشير إلى أنها تشمل كل المناطق السنية من صور مرورا بالطريق الجديدة وطرابلس وليس انتهاء بعكار. وهذا ما يؤكد وجود "خطة محكمة لإعادة تعويم وتسويق ما يسمى بسرايا المقاومة وبعض الواجهات الأخرى".

يد "الخير" تشمل كل ما يمكن أن يشكل للحزب ضمانة لاستقطاب أبناء المناطق السنية يقول الأيوبي، ويعدد بعضا من مشاريع الغزوات. "في صور افتتح أحد وزراء حزب الله مشروعا للطاقة الشمسية وجيّره لصالح السرايا اللبنانية للمقاومة. وفي طريق الجديدة أطلقت جمعيات تابعة لحركة الأمة حملة مساعدات إجتماعية وكذلك الحال في طرابلس وعكار".

لا يلام الموجوع ورب البيت الذي يشهد على خواء بطون أطفاله على قبوله مساعدات من حزب الله أو مطلق أي جمعية، لكن حتى اللحظة ليست هناك خشية من اندماج أو قبول غالبية المناطق السنية أية مساعدة من الحزب "حتى لو على حساب تجويعه أكثر فأكثر" . ويوضح الأيوبي "نسبة وافقت على قبول المساعدات من جمعيات تابعة لحزب الله في ظل غياب كامل للدولة ومؤسساتها الصحية، لكن عندما وصلوا إلى أهالي المبنى المنهار في ضهر المغر كانت المواجهة مع الأهالي والمتضررين الذين رفضوا أية مساعدة من الحزب الذي يدمر الوطن كما أعلنوا في مؤتمرهم الصحافي".

أهداف الغزوة؟ "لنقل إنها معروفة"، يضيف الأيوبي "محاولة تطبيع جمهور أهل السنة مع الحزب وسلاحه غير الشرعي وعدم الإعتراض على اختراقه المناطق السنية. ويسعى إلى تحقيق ذلك مستغلا الفراغ الإستراتيجي الكبير من خلال الإنسحاب المنسق للرئيس سعد الحريري وترك الساحة متعمداً لحزب الله. نعم إنسحاب متعمّد وإلا كيف يمكن تفسير دعوته للمقاطعة وهجومه على الداعمين للوائح المرشحين ومنهم النائب الحالي أشرف ريفي والرئيس فؤاد السنيورة؟ كل هذا يؤكد أن المطلوب كان إفراغ الساحة لحزب الله". 

ما يخشاه الأيوبي ليس انجرار الجمهور السني إلى مشروع حزب الله "إنما استغلال حالة الفقر لتحقيق الخرق الأمني وتشكيل مجموعات ذات طابع أمني عدا المجموعات الحالية".

المساعي القائمة للمواجهة والتصدي من قبل نواب طرابلس الحاليين ومنهم النائبان أشرف ريفي ورامي فنج وباقي النواب التغييريين على مستوى لبنان ككل تطمئن إلى حد ما،  كذلك إلى المساعي التي يقوم بها الرئيس فؤاد السنيورة بعيدا عن الأضواء لجهة وضع خطة واستراتيجية للدعم والصمود  "إلا أن المطلوب تأمين الركائز الإجتماعية للصمود بعدما تم تدمير كل المؤسسات الإجتماعية السنية العريقة بسبب الإصرار على أحادية القرار السياسي والدعم المالي من قبل من كان يديرها. لكن أخشى أن يكون سبقنا الوقت وأن تكون الحركة الجارية أبطأ من التحدي علما أنه بعد حادثة انهيار المبنى وانكشاف غزوة حزب الله انطلقت حملة من خلال خطباء المساجد وعبر وسائل التواصل الإجتماعي لتوعية الناس وكان لها الأثر الإيجابي لكن الكلام وحده لا يجدي والمطلوب أن تكون هناك حلول عملية لأن الجوع كافر". 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o