Jun 13, 2018 3:37 PM
خاص

معركة "الحديدة" مفصليّــة واسـتعادتها تُفقد الحوثييـن ورقة ثمينة
تطورات اليمن تؤشر الى مستقبل أزمات الاقليم..وتزخّم الحل السوري؟

المركزية- بدأت القوات اليمنية المشتركة، اليوم بدعم وإسناد من قوات التحالف العربي، عملية تحرير مدينة الحديدة الاستراتيجية ومينائها، من قبضة "الحوثيين"، المدعومين من ايران. واستبقت مقاتلات ومدفعية التحالف العربي الهجوم البري بشن ضربات مكثفة ومركزة على مواقع جماعة "أنصار الله" على مشارف الحديدة، الأمر الذي مهد لبدء تقدم قوات المقاومة اليمنية المشتركة، بمشاركة القوات الإماراتية. وأسفرت الضربات الجوية على مواقع الحوثي في مزارع غرب مدينة بيت الفقية والطريق الساحلي جنوبي الحديدة، عن سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف المتمردين، فضلا عن تدمير آليات عسكرية. في المقابل، حذّر أحد زعماء الحوثيين "التحالف بقيادة السعودية من مهاجمة ميناء الحديدة معلنا ان قواتهم استهدفت سفينة يستخدمها التحالف".

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن لمعركة الحديدة أهمية كبرى، نظرا الى استراتيجية المحافظة ومينائها، وسيكون لها أثر بالغ على سير الازمة اليمنية. فميناء الحديدة الذي تسيطر عليه قوات الحوثي منذ تشرين الاول 2014 ، يمثّل آخر منفذ بحري لها للتزود بالأسلحة المهرّبة من إيران، بينما تمنع دخول المساعدات الإغاثية عن طريقه، التي تهدف لتخفيف معاناة اليمنيين من جراء الانقلاب وسياساته.

ويرى خبراء أن استعادة الحديدة من قبل التحالف العربي وقوات الشرعية، تطور نوعي سيفتح الطريق لتحرير باقي المحافظات الساحلية في شمال اليمن، في إطار السعي لإحكام السيطرة على كل المنافذ البحرية، ما يمهد للوصول إلى محافظات الوسط وعلى رأسها العاصمة صنعاء.

وبالتزامن مع هذه التطورات الميدانية المتسارعة، تنشط الاتصالات الدبلوماسية لاطلاق مسار المفاوضات السياسية التي تفضي الى "تسوية" للنزاع المستمر منذ سنوات. وتتوقع المصادر في السياق، ان تخرج الى الضوء قريبا، "مسودّة" حل للأزمة بدفع روسي – فرنسي مشترك، مشيرة الى ان مسؤولين رفيعي المستوى في موسكو وباريس يتابعون التطورات في اليمن من كثب وينكبّون، مع مبعوث الأمم المتحدة الخاص مارتن غريفيث، على صياغة التسوية المنتظرة، التي متى "نضجت"، عرضت على الاطراف اليمنيين كلّهم، قبل انقضاء شهر حزيران الجاري على الارجح، وربما في مؤتمر للسلام ستدعو اليه فرنسا، يعقد في باريس في 29 الجاري.

في الموازاة، ترى المصادر ان مستجدات اليمن قد تكون لها تداعيات على الوضع في المنطقة. ففي رأيها، مصير النزاع، والنجاح في التوصل الى تسوية له أم لا، إضافة الى طبيعة هذه التسوية، ستشكل كلّها مؤشرات الى مآل ازمات الاقليم والحلول المنتظرة لها، لا سيما في سوريا.

وتقول المصادر في السياق، ان ثمة اتصالات دولية لاسيما بين الاميركيين والروس حول سوريا للدفع في اتجاه تفعيل مسار الحل السياسي، فور وضع الحل اليمني على السكة، كاشفة عن اكثر من اقتراح وسيناريو للتسوية المرتقبة قيد الدرس حاليا، الا ان الاكثر رواجا من بينها، هو الذهاب نحو ارساء نظام كونفيديرالي في البلاد، في حين يكثر الحديث بحسب المصادر، عن انشاء مجلس رئاسي من السنة والعلويين والاقليات المسيحية والدرزية والكردية، في المرحلة المقبلة.

واذ تلفت الى ان أيا من هذه التوجهات لم يحسم بعد، وأنها كلّها مدار بحث بين واشنطن وموسكو، تلفت المصادر الى ان الهدف المشترك للقوتين العظميين اليوم هو تثبيت التهدئة في الميدان، وهو ما نجحتا فيه الى حد كبير، تمهيدا لاعادة اطلاق قطار المفاوضات المباشرة بين طرفي النزاع في جنيف.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o