May 21, 2018 2:22 PM
خاص

العهد يرفض المماطلة ويستعجل التأليف لاطلاق قطار الاصلاح الاقتصادي
حكومة "مساكنة" عائدة مجددا ..والعقوبات على حزب الله تسرّع التشكيل!

المركزية- رغم المطالب "الوزارية" التي خرجت الى الضوء فور وضع "معركة" الانتخابات "أوزارها"، قافزة فوق محطات انتخاب رئيس ونائب رئيس وهيئة جديدة لمجلس النواب، ومن ثم الاستشارات النيابية لتسمية رئيس جديد سيكلَّف تأليف الحكومة المرتقبة، لا يبدو لبنان الرسمي قلقا من مخاض شاق يسبق عملية التشكيل أو يعقّد مسارها أشهرا، بل على العكس.

اذ ان مصادر سياسية مطّلعة تنقل عبر "المركزية"، عن زوار قصر بعبدا، إصرارا لدى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، على إنجاز الطبخة الحكومية في مهلة لا تتخطى "الاسابيع القليلة"، ورفضا لأي مماطلة او تسويف. فالمرحلة لا تسمح بسلوك كهذا والمطلوب انطلاقة سريعة للمؤسسات الدستورية، وفق ما يقول "سيّد" القصر، تواكب التحديات التي يتوجب على لبنان رفعها، وأبرزها اقتصادية، اذ "يتعيّن علينا سريعا الشروع في ورشة شاملة لتنفيذ الاصلاحات ورسم الخطط اللازمة المطلوبة لوضع مقررات مؤتمر سادر موضع التنفيذ، والا "ذهبت مع الريح".

المناخات نفسها تنقلها المصادر عن زوار عين التينة، اذ تشير الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يريد الحكومة سريعا ويرى ان لا مصلحة لاي فريق او طرف بالتأخير لان ستكون له مضاعفات سلبية، على الوضع الاقتصادي خصوصا... بناء عليه، تعتبر المصادر ان التشكيل لن يتأخر، وتضع مطالبَ الافرقاء والشروطَ والشروط المضادة "وزاريا"، في خانة الامور الطبيعية، ليحسّن كلّ منهم حصّته في مجلس الوزراء العتيد، كمّا ونوعا، قدر المستطاع. فرفعُ السقوف من "عدّة" المفاوضات، وأي طرف لا يدخل "سوق البيع والشراء" بأسعار منخفضة، بل "يكبّر الحجر" أولا ليخرج بـ"غلّة" منطقية. والواقع هذا، تتابع المصادر، من المستبعد ان يتحوّل الى تشبّث بالحقائب وبالحصص بما يعطّل التأليف ومعه عجلات الدولة والعهد، خصوصا ان رئيس الجمهورية يعتبر الحكومة العتيدة حكومة العهد الاولى ويرفض أن تأكل عملية التأليف من عمر عهده ومن رصيده.

أما سياسيا، فالعقوبات الاميركية – الخليجية على حزب الله، بدورها لن تؤثر على تأليف الحكومة العتيدة. وقد عززت مواقف عدة صدرت من واشنطن في الايام الماضية، اضافة الى اعلان الموفد الملكي السعودي نزار العلولا الذي كان في بيروت أواخر الاسبوع الماضي أن الحكومة شأن داخلي لبناني وان السياح السعوديين عائدون الى لبنان، القناعة بأن هذا التصعيد المزدوج في وجه "الحزب" محصور في إطاره.

وبالتالي، تضيف المصادر، لبنان مقبل على حكومة شبيهة الى حد كبير بتلك القائمة اليوم، شكلا ومضمونا، أي انها على الارجح ستكون حكومة وحدة وطنية تجمع المكونات السياسية كلّها باستثناء من يختار البقاء في المعارضة، في مشهد سيجدّد واقع "المساكنة" أو ربط النزاع، بين القوى المتباعدة استراتيجيًّا، كحزب الله من جهة والمستقبل والقوات اللبنانية من جهة ثانية، وهو ما يحظى برضى غربي وتحديدا أوروبي – فرنسي، بحسب المصادر، اذ ان باريس ترى ان هذه الصيغة لبنانيا هي الافضل لمواكبة التطورات المتسارعة في المنطقة.

أما في المضمون، فالبيان الوزاري سيثبّت حياد لبنان وسياسة النأي بالنفس، وهو ما يهم المجتمع الدولي. ولن يعارض حزب الله هذا التوجه، اذ انه يستعجل التأليف أكثر من أي طرف آخر، وفق المصادر. فهو يحتاج اليوم الى حكومة يتفيّأ في ظلّها، تقيه الضغوط الخارجية على ايران وعليه. وقد تكون العقوبات الاخيرة التي صدرت في حقه، عاملا مسهّلا لتأليف الحكومة، اذ تقطع عليه الطريق امام المطالبة بوزارات معينة وتدفعه الى تقديم تنازلات لتأمين إنجاز التشكيل في أسرع وقت.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o