May 05, 2021 3:42 PM
خاص

مسيحيون من قلب الأحزاب.. أزمة ثقة أم لتعبيد طريق الإنتخابات؟
سعيد: مبادرة الراعي عنوان جامع ولا تغيير في ظل سلاح حزب الله

المركزية-  بمعزل عن المحاولات المتكررة لتجديد إنتفاضة 17 تشرين 2019، وعن محاولات الشيطنة أحياناً ورفع عنوان "المندسين" أحياناً أخرى، لا يزال مشهد الثوار في ساحتي الشهداء والنور في طرابلس ماثلا في الأذهان ومن إبرز العناوين التي ترفع في اللعبة السياسية بين مختلف القوى والأطراف الموالية والمعارضة على حد سواء.

من روحية هذه العناوين، بدأت ترتسم خارطة تشكيل جبهات وتكتلات من شأنها أن تؤمن رافعة لاستعادة ثقة اللبنانيين بالمسؤولين. وأول الغيث كان في محاولة تشكيل كتلة أو تكتل نيابي يضم مجموعة من النواب على قاعدة تبني مطالب إنتفاضة أو ثورة 17 تشرين. اللقاء الأول عقد في 4 حزيران 2020 ، لكنه لم يستكمل بثان ولا بثالث وتبين أن هذه الخطوة تحتاج إلى الكثير من العمل لتكون الأمور واضحة ويكون  تفاهم على كل العناوين، والأهم ألّا توضع  التزامات مع أحزاب السلطة والتركيبة الحاكمة وكل هذا يحتاج إلى جهد كبير لكي يمكن الحديث عن مجموعة نيابية داعمة لثورة 17 تشرين بكل عناوينها وتفاصيلها".

في انتظار تبلور الإتصالات والمواقف خلال المرحلة المقبلة، تشهد الساحة المسيحية اليوم تحركا بعيدا من الاضواء بين الاحزاب والفاعليات والشخصيات لقيام جبهة مسيحية تتحول لاحقا الى وطنية بعدما تبين ان القوى اوالاحزاب المسيحية ترفض اي اصطفاف مذهبي طائفي وتفضل التجمعات الوطنية العابرة للطوائف والمناطق. 

النائب السابق الدكتور فارس سعيد  إنطلق من العنوان هذا واعتبر أن "هناك خطأ في طرح الموضوع. فلبنان ليس بحاجة إلى جبهات طائفية، ولا المسيحيون بحاجة إلى إعادة تأهيل ضمن جبهات منفصلة عن جميع اللبنانيين". وإذ لفت بأنه لا يؤيد طرح قيام جبهات جديدة تتنافس مع بعضها إعلاميا، أكد سعيد "أن تزامنها عشية الإنتخابات النيابية المقررة في أيار 2022 يعطيها طابعا إنتخابياً بحتا وليس سياسيا لإنقاذ لبنان".

ثمة من يرى في تموضع الأحزاب المسيحية ضمن جبهات دليل أزمة ثقة بالأحزاب السياسية ويعكس صورة مترهلة عن بعض الأحزاب التقليدية أو المرجعيات السياسية ويرسم أكثر من علامة استفهام حول فاعليتها خصوصا إذا ما اكتشفت مجموعات الثورة أن قيادات هذه الجبهات ارتدت ثوب الثورة لإخفاء حقيقة هويتها الحزبية. أكثر من ذلك هل تنجح الجبهات الحزبية في الوصول إلى خط الوطنية وهل يكون هناك برنامج وعنوان موحد لجبهة أو جبهات؟

سعيد أكد عبر "المركزية" "أن أية جبهة لا تحمل مبادرة البطريرك الراعي عنوانا لبرنامج عملها تبقى تحت مستوى الوطنية. وأي لقاء سياسي لا يضع في أولوياته مبادرة دعم البطريرك الراعي بتحرير الشرعية وتطبيق القرارات الدولية وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة يعني الدوران في دائرة مقفلة أو ما يعرف بالمعنى الطبي "الحَوَل" السياسي حتى لو كان هذا البرنامج يحمل عناوين وطنية كمثل مكافحة الفساد واسترداد الأموال المهربة إلى الخارج ... من هنا يبقى الحل في الإلتفاف حول مبادرة البطريرك.

سعيد الذي كان له الدور البارز في تأسيس لقاء قرنة شهوان رفض فكرة وجود مكتب سياسي للبطريرك الراعي " فهو على رأس كنيسة تضم رعايا وأبرشيات في لبنان والإنتشار. وهو أيضا جزء من الكنيسة الرسولية ولديه القدرة للإمساك بها. وأية مبادرة تتكلم بإسم جبهات لبنانبة ومسيحية يجب إخراجها من إطارها المسيحي وتحويلها إلى مبادرة وطنية أولا وعربية ودولية ثانيا لتؤمن حشد كل أصدقاء لبنان لعقد المؤتمر الدولي برعاية الأمم المتحدة".

"رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان بعدما بتنا جزءا لا يتجزأ من مساحة جغرافية تتحكم بها إيران ويحكمنا الجيش الثوري الإيراني"، هو العنوان الأبرز والوحيد الذي يحب أن نسمعه من الجبهات الجديدة إذا ما نشأت وإلا تكون جبهات ما دون الوطنية وهدفها تعبيد الطريق أمام الإنتخابات النيابية المقبلة ومناسبة للتغيير. لكن التمني شيء والواقع شيء مختلف تماما. إذ "لا تغيير ممكنا في ظل سلاح حزب الله".    

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o