Apr 23, 2018 1:57 PM
خاص

الاعتداء على الامين رسالة سياسية تستوجب خطوة ردعية من الدولة
الحادثة تسيء الى الحزب... وفرضية التحرك العفوي مشكوك فيها

المركزية- اقفل الاسبوع الانتخابي امس، للمرة الاولى منذ دخول مدار الاستحقاق بحماوته وكل ما يستحضر من عدة العمل التي تستبق الاستحقاقات النيابية عادة، على حادثة ميدانية تمثلت بالاعتداء بالضرب على المرشح في لائحة "شبعنا حكي" عن المقعد الشيعي في دائرة الجنوب الثالثة الصحافي علي الأمين من 30 شاباً من "حزب الله" أثناء تعليقه شخصيا صوراً ولافتات دعائية لحملته في بلدته شقرا في قضاء بنت جبيل، ما استدعى نقله الى المستشفى نتيجة تعرضه لجروح وكسور في الظهر. وفيما سارع حزب الله  الى اعلان استنكاره اللجوء الى العنف، مدرجا ما جرى في سياق "جزء من الحوادث التي ترافق الانتخابات في القرى والبلدات"، اعتبرت اوساط سياسية مطّلعة عبر "المركزية" ان الحادثة لا تخدم الحزب في اي شكل، لا بل تسيء الى صورته عشية الاستحقاق، مستبعدة فرضية ان تكون بإيعاز منه، على رغم ان مناطقه تعتبر الاكثر انضباطا في ما يتصل بأي تحرك من هذا النوع، الا انها اعتبرت ان المعتدين ربما تحركوا عفويا لعدم تحملهم مشهد تعليق صور لمناوئ شرس لسياسة الحزب في العمق الجنوبي حيث يعتبرون المنطقة مثابة قلبهم النابض بالمقاومة.

الا ان مصادر سياسية في الفريق المناهض لحزب الله ابلغت "المركزية" ان احدا لا يمكن ان يصدّق ان نحو ثلاثين شابا من الحزب يجرؤون على خطوة من هذا النوع من دون قرار قيادي، معتبرة ان الحادثة منظمة ومخطط لها خصوصا بعدما بدأت حركة المرشح الامين تزعج حزب الله الذي وجه من خلالها رسالة الى كل من يجرؤ على الترشح في وجه "الثنائي الشيعي" بأنه سيلقى المصير نفسه. وتؤكد ان واجب السلطات المختصة اذا كانت حريصة على صورة هيبة الدولة ان توقف المعتدين وتنزل بهم العقاب الذي يستحقون بعيدا من الضغوط السياسية والحزبية فإما ان تكون دولة على كل شبر من ارضها او لا تكون. وسألت في السياق، لمَ الممنوع  والمحرّم في مناطق الثنائي الشيعي متاح ومسموح له ولأنصاره في سائر المناطق ذات التلاوين الحزبية والطائفية الاخرى؟ وذكّرت في هذا المجال بالتظاهرات السيّارة التي تجوب مناطق كسروان وجبيل والمراكب البحرية التي ترفع اعلام حزب الله في محاذاة شواطئ مناطق العمق المسيحي في مشهد استفزّ معظم ابناء هذه المناطق الذين اكتفوا بالتعبير عن انزعاجهم شفويا من دون ان يتعرضوا لهذه المواكب او يرمونها بحجر.

من هنا، تضيف المصادر ان ما يجري، ولو ان البعض يراه ردّ فعل طبيعيا قبل 13 يوما على استحقاق 6 ايار، الا انه لا يمكن فصله عن منظومة "فائض القوة ونشوة مواطن ما فوق العادة" التي يتمتع بها "جماعة" السلاح غير الشرعي، بحيث يستقوون به على "اخوتهم" المفترض انهم متساوون واياهم في المواطنة، فيسمحون لأنفسهم بالاعتداء على من يخالفهم الرأي السياسي مستندين الى سياسة الالغاء ورفض الاخر. 

وتشير الى ان استمرار الدولة في تجاهل هذا النمط من التعاطي بين اللبنانيين سيعزز الاحتقان في النفوس وقد ينفجر في اي لحظة في وجه المسؤولين انفسهم، فيما ان محاسبة المرتكبين والمستقوين وحماية اصحاب الرأي الاخر هي العلاج الوحيد الفاعل لتلافي الانفجار، مطالبة الدولة بتأمين الحماية للأمين وكل اعضاء لائحته وسائر اللوائح المناهضة للثنائي لتعليق صورهم ولافتاتهم الانتخابية في كل المناطق.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o