Oct 28, 2020 10:11 AM
أخبار محلية

عصام خليفة تعليقا على فضيحة "اللبنانية": لا سلطة للقانون في الجامعة

المركزية - علق الرئيس السابق لرابطة الاساتذة المتفرغين في الجامعة اللبنانية عصام خليفة على الفضيحة التي طالت الجامعة اللبنانية، بحيث نظمت حركة امل دخول الطلاب الى قاعات الامتحانات تحت ذريعة انتشار كورونا، معتبرا  ًأن المطلوب من وزير التربية والتعليم العالي التدخل لإلغاء نتائج الامتحانات وإقالة رئيس الجامعة اللبنانية وتعيين مجلس جديد للجامعة". 

كلام خليفة جاء في مداخلة اجراها عبر صوت لبنان، اكد فيها ان الفضيحة هي تفرّد شخص ومَن وراءه بكل "شاردة وواردة" في الجامعة واخضاعها للمصالح الخاصة والفئوية.

وتابع: لا سلطة للقانون او للمؤسسات الجامعية في الجامعة اللبنانية".

ماذا حصل أمس؟

وصفت "النهار" ما حصل امس في مقال نشرته، جاء فيه: ما ان تقاعد عميد كلية الطب بطرس يارد في 21 من الشهر الجاري، وهو آخر العمداء الكاثوليك في الجامعة اللبنانية، حتى جرى الإستئثار بكلية الطب، إضافةً إلى كلية العلوم ورئاسة الجامعة، والثلاثة من الطائفة الشيعية. وواجه هذا "الثلاثي" أول استحقاق في مباراة الدخول إلى الكليات الطبية، وهي كلية الطب، وكلية طب الأسنان، وكلية الصيدلة. وجاءت هذه المباراة مخيبة ومشوبة بمختلف أنواع المخالفات الإدارية والأكاديمية والتنظيمية. ولم يكن أحد يعرف ان مغادرة يارد سوف تودي بالمباراة وتؤدي إلى خرابها!

تحت ستار وباء كورونا استُغل الوضع لكي تبادر "حركة أمل" إلى تنظيم دخول الطلاب إلى قاعات الامتحانات. وسرعان ما تنبه عميد العلوم بسام بدران إلى هذه المخالفة الفاقعة حتى أمر بنزع بطاقات التعريف الحزبية الخاصة عن صدورهم!

أما حساب حقل الكفاءة المنسوب إلى "الطائفة المتفوقة" فلم يتطابق مع بيدر مجريات المباراة التي جاءت بمثابة فضيحة بحيث لم تعرف الجامعة مثيلاً لها. فماذا حصل في هذه المباراة من ملابسات أثارت الشكوك بل مطعون بها وبالنتائج التي حملتها كسابقتها عام 2015؟

تقدم إلى هذه المباراة حوالى 1200 طالب في الكليات الثلاث المذكورة. وجرت المذاكرة حصرًا في أجواء من الهيمنة الطائفية. أشرف عليها رئيس الجامعة فؤاد أيوب، وعميد كلية العلوم بسام بدران، وعميد كلية الطب بالتكليف يوسف فارس، وعميد كلية الصيدلة بالتكليف عاصم القاق، وعميد كلية طب الأسنان بالتكليف طوني زينون المعين من فؤاد أيوب خلفًا له بعد انتخابه وتعيينه رئيسًا.

وبعد يومين من المباريات التي تخللتها شوائب، وبالكاد ما إن تم إعلان النتائج حتى لاحظ الطلاب ان ثمة خطأ ما في النتائج أدى إلى وقوع "مجزرة أكاديمية"، إذ لوحظ ان طلاب اللغة الفرنسية الناجحين كانوا أقل عددًا في جامعة محسوبة أصلاً كجامعة فرنكوفونية، وهي ظاهرة غير مسبوقة في هذه الجامعة، رغم ان عدد هؤلاء يفوق كثيراً أعداد طلاب اللغة الإنكليزية. وسرت شائعات انتشرت كالنار في الهشيم، وكتبت التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي حتى ان بعضها جاء ساخرًا، إذ اعتبر ان ما حصل "ليس خطأ مادياً مزعوماً، بل كومبيوتر ملغوم".

فماذا حدث حتى فاحت رائحة الفضيحة من هذه المباراة؟

اتفقت اللجان على مسابقة اللغتين الفرنسية والإنكليزية. ونظمت الإستمارة الخاصة بها وتمّ توحيدها على أساس تسلسل الإجابات الصحيحة. علمًا ان التصحيح يتم بطريقة آلية بحيث ان الكومبيوتر هو المصحح في الامتحانات وليس الأستاذ. ولكن بدل ان تُدخل في الكومبيوتر تسلسل المعلومات الصحيحة في اللغة الفرنسية، تمّ تلقيمه على أساس المعلومات الأولية قبل خضوعها للتصحيح والتوحيد في اللجان ما أدى إلى رسوب عدد كبير من طلاب اللغة الفرنسية، وإعلان النتائج ونشرها وتعليقها. ونجح في كلية الطب وحدها 108 طلاب بعدما أصرّ عميد كلية الطب ان هذا العدد هو الأقصى المسموح استيعابه في هذه الكلية. أما كلية طب الأسنان، فأُعلن عن نجاح 83 طالبًا، و76 للصيدلة بعدما أصر العميدان كما فعل عميد الطب بأن هذا العدد هو الاقصى الممكن استيعابه. وهذه الأعداد لا تشمل أولاد الأساتذة الموظفين الذين يتم إنجاحهم بمعدل 12/20. علما أنه تقدم في الحدت 660 طالباً وفي الفنار 120 طالباً.

إلا ان القضية لم تنته عند هذا الحد، لأن انكشاف الفضيحة في اليوم التالي أعاد طرح المشكلة، فتبين ان الخطأ وقع، وان من أُعلن نجاحهم كان بعضهم غير مستحق مع إعادة دمج طلاب اللغة الفرنسية المستحقين والذين سقطوا أو أُسقطوا من لائحة الناجحين. فسادت الفوضى في الأوساط الجامعية، واعتبرت هذه المباراة بأنها نموذجية في الارتجال والاستهتار والتقصير في الإعداد لها حيث ان العمداء واللجان لم يكلفوا خاطرهم عناء التأكد من صحة وسلامة نتائج الكومبيوتر.

عادت اللجان إلى الاجتماع لتصحيح الأخطاء الحاصلة وهي مما يُعدّ بالعشرات ولم يكن في الإمكان حصر الضرر. إذ ان الطلاب الذين أُعلن نجاحهم خطأ بات فوزهم بالمباراة كحق مكتسب "لأسباب إنسانية" بحسب قول رئيس الجامعة ولا يجوز التراجع عن إعلان نجاحهم وإعادة إسقاطهم. فتم دمج لائحة تضم عشرات الأسماء في كل اختصاص إلى اللوائح المعلنة سابقًا ليبلغ عدد الطلاب الناجحين في السنة الثانية من كلية الطب وحدها 170 طالباً.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o