Sep 24, 2020 5:55 AM
صحف

مراوحة في الملف الحكومي... واللواء ابراهيم يتحرّك لإعطاء دفع قوي "للاستدارة الجديدة"

أفادت "اللواء" الى ان المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم يتحرك بين الأطراف المعنية بتأليف الحكومة، لإعطاء دفع قوي "للاستدارة الجديدة" بعد مبادرة الحريري. وقالت المعلومات انه تمّ الاتفاق على اسم وزير المال الجديد، وهو مصرفي لبناني، يعيش في الخارج، ويعمل مع مؤسسات دولية معروفة، على ان يتم التفاهم على سائر الوزراء في ضوء الموقف المستجد للرئيس عون والفريق المسيحي.

واوضحت مصادر مطلعة على موقف رئيس الجمهورية لصحيفة "اللواء" ان ملف تأليف الحكومة لم يتعقد واشارت الى ان البيان الذي صدر عن القصر الجمهوري دل على المسار الدستوري للتأليف وان هناك انتظارا. وعلم ان رئيس الحكومة المكلف تواصل مع رئيس الجمهورية وفهم ان الرئيس المكلف لن يزور القصر ما لم تكن معه توليفة حكومية. ولفتت المصادر نفسها إلى أن الوقت ضيق والمهل ضاغطة والحاجات لا تحتمل أي تأجيل. وقالت: "نحن في صدد تأليف حكومة وبالتالي التفاهمات التي تجري بين الرئيس سعد الحريري والثنائي الشيعي قد تأخذ وقتا ولكن الوقت يضيق".

 واوضحت ان ما من شعور يفيد انها تعقدت واكدت ان الضغوط الأجنبية يوازيها تمسك فرنسي بالمبادرة وافادت ان كلام الرئيس عون يتعلق بالحلول التي يراها مناسبة للتأليف وتذكير بيان القصر بالمسار الدستوري الذي تم سلوكه بعد التجاذبات الخارجية في هذا الملف مبدية الحرص على الخروج منه بأقل اضرار ممكنة لأن لا منافع للبنان الا بتأليف حكومة تذهب الى اصلاحات اساسية التي تفتح باب برامج المساعدات. ورأت ان عوامل التعقيد الإقليمية والدولية في ظل وجود مسار دستوري واضح قد تكون خفيفة او قليلة الأثر السلبي على تأليف الحكومة لكن من الضروري سلوك المسار.

وتأكيداً لما ذكرته "اللواء" منذ ايام عن تسمية الرئيس بري لشخص شيعي لبناني فرنسي يعمل من ضمن فريق عمل الرئيس الفرنسي وابلغ بري ماكرون باسمه لو شاء تسميته، تبين انه احمد محمود شمس الدين، من بلدة زوطر الشرقية، وهو يعمل خبيراً مالياً واقتصادياً.

اما اوساط الرئيس الحريري، فقالت لـ"اللواء": ان الحريري قدم مبادرته الانقاذية بهدف تسهيل عملية تشكيل الحكومة، وننتظر رد الثنائي الشيعي رسمياً عليها لا عبر التسريبات الاعلامية. علماً ان كل الاطراف تعهدت للرئيس ماكرون بوضع خلافاتها جانباً والمشاركة في إنقاذ البلد. وعلى هذا فإن موقف الثنائي يقدم او يؤخر تشكيل الحكومة.

والموقف ذاته، اكدته مصادر القصر الجمهوري، التي قالت ان الرئيس عون ينتظر موقف الثنائي والاتصالات التي يجريها الرئيس أديب مع الاطراف قبل ان يقرر زيارة القصر مرة اخرى لتقديم ما لديه من معطيات ومقترحات.

التأخير يستنزف باريس: من جهتها، أكدت مصادر مطلعة لـ"الاخبار" أن التفاؤل المستجد مرتبط بمسعى فرنسي جدي لحسم تأليف الحكومة، لأن التأخير صار يشكل استنزافاً لباريس، التي وضعت كل ثقلها في الملف اللبناني ولن تقبل بالخروج خائبة. لكن السؤال الرئيسي: هل تفتح الطريق أمام تأليف الحكومة بمجرد حل عقدة المالية، أم أن عقداً أخرى ستظهر بعدما كانت محجوبة بعقدة "المالية"؟ بيان رئيس الجمهورية، وإن كان يؤكد المسار الدستوري للتأليف، إلا أنه يخفي أيضاً معركة لن تكون بسيطة على التمثيل المسيحي. فعون، بالرغم من حرصه على نجاح المبادرة الفرنسية، لن يقبل توقيع مرسوم تأليف حكومة، لا يكون موافقاً على أسماء أعضائها، أقله المسيحيون منهم. مصادر رئاسة الجمهورية تؤكد أنه لم يُصر بعد إلى مناقشتها في أي اسم للتوزير. وهذا يؤكد أن معركة التأليف ما بعد حلّ "المالية" لن تكون سهلة أيضاً.

امتعاض رئاسي: أكدت مصادر مواكبة للاتصالات الحكومية لـ"نداء الوطن" أنّ الجانب الفرنسي كثف خلال الساعات الأخيرة اتصالاته مع الحريري وبري وأبدى تصميمه على وجوب إيجاد حل سريع لعقدة وزارة المالية. غير أنّ المصادر لفتت في المقابل الانتباه إلى أنّ بوادر امتعاض رئاسي رصدت في أروقة قصر بعبدا أمس على خلفية ما اعتبره رئيس الجمهورية ميشال عون تهميشاً لدوره في مستجدات الملف الحكومي، ولذلك سارع إلى "التكشير" عن صلاحيته في التوقيع على مرسوم تأليف الحكومة عبر بيانات وتسريبات إعلامية، بينما دفعت مبادرة الحريري رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل إلى استنفار توقيع الرئاسة الأولى في معركة الحقائب والتسميات على قاعدة "التساوي مسيحياً مع المكون الشيعي وضرورة تسمية رئيس الجمهورية الوزراء المحسوبين عليه"، كاشفةً في هذا الإطار أنّ عون "سيصرّ على تسمية وزارئه في الحكومة العتيدة وسيطالب بأن تكون حقيبة الدفاع من حصته، ولن يرضى بأن تخضع التسمية في الحقائب المسيحية إلى مشيئة الرئيس المكلف".

وإزاء المشهد الحكومي المتأرجح بين عقدة وأخرى، أعربت المصادر عن اعتقادها بأنّ كل العقد ستكون آيلة إلى الزوال في حال حلت عقدة المالية، وختمت: "لسنا بعيدين جداً ولا قريبين جداً من التأليف، لكن الأكيد أنّ الأمور تحرّكت وستصل إلى خواتيمها".

تشكيلة جاهزة: إلى ذلك، كشف معنيون بالتأليف الحكومي، انّ الرئيس المكلّف مصطفى اديب كانت لديه تشكيلة حكومية جاهزة، بعد أسبوع من انتهاء مشاورات التكليف والتأليف، وهو لديه الآن ايضاً تشكيلة جاهزة، لكنّه لم يُطلع احداً عليها بعد ويتهّيب الإعلان عنها، لأنّه يخشى من ان لا تلقى قبولاً لدى هذا الفريق او ذاك، ما يضعه في موقف حرج لا يريد الوصول اليه.

ويعلّق قطب سياسي لـ "الجمهورية" على موقف رؤساء الحكومة السابقين المعارض لمبادرة الحريري، فيؤكّد ان لا صحة لما يسوّقون له من انّ المبادرة الفرنسية اعطتهم صلاحية تسمية رئيس الحكومة المكلّف ووزير المال واجراء المداورة الشاملة بالوزارات، ومن ضمنها وزارة المال، بحيث لا تكون للطائفة الشيعية التي تتمسّك بها لأسباب ميثاقية تتعلق بالتوازن في السلطة التنفيذية. 

ويقول هذا القطب، إنّ المبادرة الفرنسية لا علاقة لها بهذا التفصيل على اهميته ولم تمنح أي جهة صلاحية ترشيح رئيس الحكومة المكلّف، وإنّما تناولت خريطة طريق وخطة اصلاحية لإنقاذ لبنان من الانهيار السياسي والمالي والاقتصادي، برعاية فرنسية مباشرة، تتحوّل شيئاً فشيئاً رعاية دولية، من خلال المؤتمرات التي يعتزم الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الدعوة اليها لمساعدة لبنان، ابتداء من منتصف الشهر المقبل.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o