Aug 12, 2020 2:41 PM
خاص

لبنان غير متروك لأزماته واقداره
شكل الحكومة مؤشر لتجاوبه للشفاء

المركزية – ثمة اسئلة كثيرة تدور في الاندية السياسية والدبلوماسية حول قدرة لبنان على الاتيان بحكومة جديدة وسط الخلافات المستحكمة بين مكوناته النيابية والحزبية سيما وان تشكيل الحكومات فيه استغرق اشهرا وفاق السنة في بعض الاحيان. علما ان السلطة المتحكمة راهنا بمفاصل البلاد ومؤسساتها، عاجزة ان لم تكن رافضة القيام باصلاح واحد من تلك التي دعاها اليها واشترطها المجتمع الدولي من اجل مد العون لها ومساعدتها على النهوض من الازمات التي تتخبط فيها سياسيا وماليا واجتماعيا . 

ولكن لبنان غير متروك لوحده على ما دلت التجارب، اذ كانت الدول العربية والاجنبية عند المحن التي يتسببها لنفسه في كل مرة او تسببها له التداعيات والظروف المحيطة به تبادر الى انتشاله من الهوة التي ينزلق اليها كما الحال راهنا. اذ تكشف اوساط دبلوماسية متابعة لمسار الامور على الساحة اللبنانية لـ"المركزية" ان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون سلم الى المرجعيات اللبنانية التي التقاها اثناء زيارته الى لبنان الاسبوع الماضي لتفقد معالم المجزرة التي خلفها تفجير مرفأ بيروت، خارطة طريق لحل الازمة ترتكز الى قيام حكومة وحدة او اخرى حيادية  بديلة غير تقليدية لا ينتمي وزراؤها الى المكونات السياسية والحزبية المتحكمة بالبلاد، تأخذ على عاتقها تنفيذ الاصلاحات المعروفة والموعودة التي ينادي بها الثوار المنتفضون في الساحات والواردة في خطط النهوض وسلمت الى صندوق النقد الدولي واكثر من مرجع دولي وأممي. 

وتضيف: ان الرئيس الفرنسي الذي حرص على لقاء المواطنين العاديين الذين احتشدوا على امتداد شارعي الجميزة ومار مخايل في العاصمة والذين طالبوه بالمساعدة على الخلاص من هذه الطغمة الحاكمة والمتحكمة بالبلاد، كان صريحا وواضحا في الاجتماع الرئاسي الذي عقد   في القصر الجمهوري بضرورة التغيير من خلال حكومة تستمع الى مطالب اللبنانيين وتحديدا الشباب منهم. كما دعا القيادات التي التقاها في قصر الصنوبر الى المساهمة في عملية التغيير وتسهيل المسارين الحكومي والاصلاحي اللذين يوفران الانتقال بالبلاد الى سكة الحل. وان ماكرون الذي اختلى بممثل حزب الله النائب محمد رعد  لدقائق قبل مغادرة الاخير قصر الصنوبر اعاد التأكيد على مسامعه بضرورة المساعدة من خلال وقف تدخل الحزب في الشؤون اللبنانية والعربية على ان  توفر له فرنسا بعض الضمانات والمطالب المقبولة. سيما وان ماكرون يزور لبنان مفوضا من قبل المجتمع الدولي وانه والادارة الفرنسية ككل غير بعيد عن الجمهورية الاسلامية وهو شخصيا على تواصل مع مرجعياتها . 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o