Jun 12, 2020 5:08 PM
تحليل سياسي

الدولة مستنفرة وحملة اقالة سلامة تقف عند عتبة "الضخ"
اجتماعات رئاسية ومجالس وزارية: الدولار الى ما دون الـ 4000
عون: مخطط غير عفوي والمسؤولية على الحكومة و"المركزي" والمصارف

المركزية- اقصى ما يريده حزب الله من حاكم مصرف لبنان رياض سلامة ترهيبه لـ"ترويضه"واخضاعه. كل التهويل الاعلامي والمواقف السياسية الحادة وتجييش شارع السلطة ليل امس ضد الحاكم ليس الا محاولة في هذا الاتجاه. قالها الرئيس سعد الحريري بالفم الملآن "التهويل بإقالة رياض سلامة جنون اقتصادي وسياسي ودستوري سيذبح الاقتصاد اللبناني من الوريد الى الوريد". حقيقة يدركها في العمق حزب الله واهل السلطة، وعلى الارجح انهم يدركون ربما اكثر من الحريري نفسه ان شظايا الاقالة، إن حصلت ستصيبهم في الصميم. وما لم يقله الحريري قاله رئيس مجلس النواب نبيه بري من قصر بعبدا "نحن بحاجة اليوم الى جميع الناس، ولسنا بحاجة الى الاستغناء عنهم".

 لكل هذا، تفرملت حدود الحملة عند أخذ مجلس الوزراء العلم بتعهد حاكم مصرف لبنان بضخ دولارات في السوق بسعر 3850 ليرة، فيما وعد الرئيس بري بأن التخفيض سيبدأ حقيقة اعتبارا من الاثنين، والى ما دون 4000 ليرة للدولار الواحد، وصولا الى 3200 ليرة وان الاتفاق تم على الاجراءات. رسائل بري لم تقتصر على الداخل بل تعدته الى الجهات الدولية طمعا بالمساعدة بضمانة المجلس النيابي، اذ اكد من بعبدا ايضا انه تم الاتفاق على "مخاطبة صندوق النقد الدولي بلغة واحدة، برعاية المجلس النيابي".
طبخة حكومية:وفي انتظار الاثنين الموعود ومصير الدولار المنعدم الوجود، تبقى الثورة مرابضة على كوع اجراءات السلطة ترقبا لمآل الامور وتطوراتها، متوعدة بموجة اوسع واشمل من الجولة المسائية، ومصير حكومة حسان دياب لن  يكون افضل من الذي لقيته حكومة الحريري، والطبخة الحكومية الجديدة على النار لا تنتظر الا التوقيت على الارجح.
مسؤولية ثلاثية: رئيس الجمهورية ميشال عون قال في مستهل جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت بعد الظهر في بعبدا استكمالا لجلسة السراي الصباحية وفي اعقاب اجتماع رئاسي ثلاثي عكس حراجة الوضع : ما حصل بالأمس نتيجة ارتفاع سعر الدولار من دون اي مبرر يجعلنا نتساءل عما اذا كان الرقم الذي اعطي لسعر الدولار هو شائعة تم تعميمها لينزل الناس الى الشوارع وتقع المواجهات؟ وهل هي لعبة سياسية ام مصرفية ام شيء اخر؟ واضاف "توصلنا الى تدبير سيبدأ تنفيذه الاثنين المقبل يقوم على تغذية السوق بالدولار من قبل مصرف لبنان. وعليه يفترض ان يتراجع سعر الصرف تدريجياً. وتابع " مسؤولية ما حصل مالياً تتحملها جهات ثلاث: الحكومة ومصرف لبنان والمصارف، وعليه فإن الخسائر يجب ان تتوزع على هذه الجهات وليس على المودعين". وقال " الخبراء الماليون أكدوا انه لا يمكن للدولار او اي عملة اخرى ان تقفز خلال ساعات الى هذا الحد. وهذا ما يبعد صفة العفوية عن كل ما حصل، ويؤشر لمخطط مرسوم نحن مدعوون للتكاتف لمواجهته".

دياب والمناعة:من جانبه، قال رئيس الحكومة حسان دياب في مستهل جلسة مجلس الوزراء: البلاد لم تعد تحتمل خضات إضافية المطلوب اجراءات قاسية لوضع حد لأي شخص او جهة تلجأ إلى هذا الأسلوب ولا بد من اتخاذ اجراءات عملية تعطي مناعة اكبر للحكومة والدولة.

بري وسلامة: غداة اندلاع الثورة الشعبية مجددا في الشوارع والطرقات على مسافة الاراضي اللبنانية قاطبة، رفضا لتردي الاوضاع المعيشية عموما وارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة تحديدا، تحركت السلطة السياسية محاولة ايجاد الحلول. وقبيل جلسة مجلس الوزراء الثانية في يوم واحد، والتي عقدت عند الثالثة في  قصر بعبدا، عقد اجتماع ثلاثي ضم الرؤساء عون وبري ودياب. وقال بري بعد اللقاء: تمّ الإتفاق في الاجتماع الثلاثي على خفض قيمة الدولار إزاء الليرة بدءاً من اليوم ولكن فعلياً بدءاً من الإثنين إلى تحت الـ 4000 وصولًا إلى 3200 وهذا الأمر سيحصل والإجراءات تمّ الإتفاق عليها في جلسة مجلس الوزراء اليوم. واضاف عن احتمال إقالة سلامة: نحن بحاجة الآن لكل الناس وليس للإستغناء عن الناس. وتابع "تم الاتفاق على مخاطبة الـIMF بلغة واحدة برعاية المجلس النيابي".

الراعي: وكان البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وجّه نداءً الى اللبنانيين والمسؤولين والاعلاميين، مشيراً الى اننا "كلنا مسؤولون عن لبنان ونحن مدعوون الى الحفاظ على ثقتنا به كي لا نرتكب أكبر خطأ". وأضاف بعد زيارته الرئيس عون في بعبدا "ما نجي نكبّا على واحد"، داعياً الى "تحديد المسؤوليات وعندها لا يكون هناك خطّ أحمر أو أخضر".وتابع: "نحن مع الثورة الحضارية لكن أقول للثوار انه لا بالتكسير ولا بإحراق الاطارات ننال شيئاً فبهذا الأمر نشوّه صورة لبنان الحضارية". وعن ملفّ التعيينات، قال الراعي: "نحن نحترم قرارات السلطة وهي تتحمّل مسؤوليتها تجاه الشعب".

اتفاق في السراي؟: وقبل الظهر، حضرت التطورات المالية والنقدية والمصرفية المتسارعة، على طاولة مجلس الوزراء في السراي. فإتّخذ مجلس الوزراء، الذي انعقد في حضور حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، رئيس جمعية المصارف سليم صفير، المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، ونقابة الصيارفة، قراراً بضخ الدولارات حالاً في الأسواق. وأشار وفد نقابة الصيارفة، بعد انتهاء الجلسة، إلى انّ "ضخ الدولارات هو لتلبية حاجات المواطنين من المستلزمات الضرورية وخلص الاجتماع الى دعم القوى الأمنية لقمع السوق السوداء من أجل مساعدة الصرافين المرخصين لضبط الدولار". وأكّد ان "هناك إصراراً لدعم الدولار مادياً وليس بالكلام فقط كما كان يجري سابقاً"، لافتاً الى انّ "المشكلة كانت إجمالاً بسبب ضخّ الدولار لذلك البنك المركزي يضخ دولاراً نقدياً استثنائياً من خلال الصيارفة الفئة "أ" وسنرشّد بيع الدولار". وأشار الوفد الى انّ "سلامة صرّح للمجتمعين انّ هناك دولاراً يكفي لتسديد حاجة المواطنين شرط أن نقوم نحن بترشيد البيع ولن نبيع الدولار لمن يقوم بالمضاربة على الليرة اللبنانية". وقال: "سنلتزم ببيع الدولار بسعر 3940 ليرة لبنانية"، مضيفاً: "ما فينا نعرف لأيمتى فينا نضاين". وشدّد الوفد على انّ "كل شيء خارج إطار دعم المصرف المركزي للصيارفة فئة "أ" يعتبر سوق سوداء"، معلناً انّ "المصارف لن توافق على تسلم الدولار إلا بموجب إشعار صادر عن صراف من فئة أولى مرخص". وتمنى وفد نقابة الصيارفة على المواطنين "المساهمة في الحملة من أجل نجاحها".

الحريري وجعجع: في المقابل، صوب اهل المعارضة على الاداء الحكومي. ففيما قال رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، عبر "تويتر" "أن طالما أن حزب الله والنائب جبران باسيل وحلفاءهما موجودون في السلطة تحضروا لخبر سيئ وتدهور جديد مع كل إشراقة شمس"، غرّد الرئيس سعد الحريري عبر حسابه على تويتر قائلا: "عهد وحكومة عهد يقودان اللبنانيين الى المجهول بتحويل الاقتصاد رهينة تصفية الحسابات السياسية. ذهنية كيدية وانتقام تبحث عن كبش محرقة لامتصاص غضب الناس المحق وصرخات الجوع من كل المناطق." وأضاف: "التهويل باقالة رياض سلامة جنون اقتصادي وسياسي ودستوري سيذبح الاقتصاد اللبناني من الوريد الى الوريد. يبحثون عن مخرج لانقاذ انفسهم من شر قراراتهم وافعالهم، وليس عن حل لانقاذ الاقتصاد ووقف تدهور الليرة".

اقفالات: ميدانيا، في وقت سجل بين الحين والآخر قطع طرق ومن ثم فتحها في اكثر من منطقة، اقفلت محال كثيرة ابوابها لانها تتعرض لخسائر كبيرة. في الموازاة، اقفل معظم الصرافين أبواب شركاتهم في مختلف المناطق اللبنانية.ورغم بيان نقابة الصرافين الذي حدد سعر صرف الدولار اليوم بـ 3890 للشراء و3940 للبيع، قال الصرافون إن المواطنين لا يقبلون التعامل بهذه التسعيرة، فسعر الدولار لامس الـ6000 في السوق السوداء أمس.

كورونا: صحيا، اعلنت وزارة الصحة. تسجيل 20 حالة جديدة مصابة بفيروس كورونا ما رفع العدد التراكمي للاصابات المثبتة الى 1422.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o