Apr 04, 2018 4:32 PM
تحليل سياسي

تحضيرات "سـادر" تمتّص وهج الحماوة الانتخابيــة
تشكيك سياسي بنزاهة تصويت المغتربين وبري ممتعض
ثلاثية "استانا" في انقرة: تسريع جهود اعادة الاسـتقرار

المركزية- مع ان الحماوة الانتخابية ترتفع تدريجا مع كل ورقة تسقط من روزنامة الايام الفاصلة عن استحقاق 6 ايار، فإن الساحة اللبنانية تترقب مفاعيل تهدوية مأمولة توفرها "مظلة" المؤتمرات الدولية الداعمة وابرزها في باريس بعد يومين، حيث ستكون على موعد مع مؤتمر "سادر" الخاص بدعم الاستثمارات والتنمية في لبنان.

سادر: وعلى مسافة يومين من انطلاق اعمال المؤتمر، وقبيل توجه الرئيس سعد الحريري على رأس وفد كبير الى فرنسا للغاية، افاد مندوب "المركزية" هناك ان المؤتمر الذي يرعاه الرئيس فرنسوا ماكرون ويلقي كلمة في الرابعة بعد ظهر الجمعة المقبل، سيدير جلساته وزير الخارجية جان ايف لو دريان وينقسم الى فريقين، فريق المشاركين من دول ومؤسسات وصناديق والبنك الدولي وفريق لبنان الذي سيقدم خطة عمله ويستعرض مشاريعه ويجيب على الاسئلة التي سيطرحها المشاركون لينقلوا الاجابات الى دولهم ويستشيروا حكوماتهم قبل ان يقرروا نسبة المشاركة في المشاريع التي يطرحها لبنان. وسيركز هؤلاء على مواضيع الامن والاصلاحات ومكافحة الفساد والشفافية ووقف الهدر ووجوب ان تفرز الانتخابات مجلسا نيابيا يتمكن من ادخال الاصلاح الى ادارات الدولة ويضع حدا لانهيارها. واشار الى ان ابرز المشاريع التي يطرحها لبنان تتمحور حول المياه والطاقة والنقل الى جانب الصناعة والزراعة، على ان يتعهد لبنان بالقبول بنسبة معينة من الشراكة الاجنبية الخاصة في كل مشروع. واكد ان المشاركين الخمسين سيؤكدون وجوب ان تتظهر مفاعيل مكافحة الفساد والشفافية ومعايير الاصلاح خلال عام. وفي الجانب السياسي ثمة تركيز في النقاش على ضرورة تطبيق سياسة الناي بالنفس فعلا لا قولا فقط ومكافحة الارهاب بكل انواعه. 

...والبيان الختامي: اما البيان الختامي الذي نشرت "المركزية" نص مسودته منذ ايام، فيشير في ابرز بنوده الى ما تسبب به الصراع في سوريا وما نجم منه من تدفق كبير للنازحين السوريين إلى لبنان من أضرار لحقت بالاقتصاد والبنية التحتية في البلاد، والقطاعات الاجتماعية، فضلا عن النسيج المجتمعي. كما ارتفعت معدلات البطالة في البلاد ولا سيما في صفوف البالغين والشباب. وانتقل أكثر من 200 ألف مواطن لبناني إلى خط الفقر على مستوى البلاد. مما يعد من أبرز وأكبر التحديات التي تواجه لبنان، والتي، بالإضافة إلى استضافة النازحين واللاجئين السوريين، توفر قدرا معتبرا من المنافع العامة العالمية بالنيابة عن المجتمع الدولي. ومن شأن مؤتمر بروكسل الثاني في 24 - 25  الجاري أن يكون فرصة جيدة لمعالجة هذه القضية المهمة.
-مع الإقرار بأن الإدارة المالية السليمة من المرتكزات الأساسية في تحسين ثقة المستثمرين الدوليين، على المسارين الخاص والعام، أعلنت الحكومة اللبنانية، إثر الدعم الذي تحظى به من الجهات المانحة، عن التزامها بهدف ضبط الأوضاع المالية في البلاد عند خمس نقاط مئوية من الناتج المحلي الإجمالي على مدى السنوات الخمس المقبلة، من خلال مزيج من تدابير الإيرادات، بما في ذلك تحسين وسائل تحصيل الضرائب، وتحسين تدابير الإنفاق، مثل تخفيض التحويلات إلى مؤسسة كهرباء لبنان العامة، الأمر الذي يسمح بتوفير فائض أساسي في الإيرادات. وتلك من الخطوات الحاسمة الرامية إلى دعم استقرار الاقتصاد الكلي، والتخفيض التدريجي للدين العام، وللحصول على أفضل النتائج من برنامج الاستثمار الرأسمالي، بما في ذلك التحفيز المستدام للنمو.
- فيما يتعلق بالإصلاحات الهيكلية، اتفق المشاركون على أن مكافحة الفساد، وتعزيز الإدارة المالية العامة، وتحديث قواعد المشتريات التي عفى عليها الزمن، وإصلاح الجمارك، وتحسين إدارة الاستثمارات العامة هي من الأهمية القصوى بمكان. وبالنسبة إلى الإصلاحات القطاعية، هناك ثلاثة مجالات تحمل القدر الأعلى من الأهمية من زاوية نجاح برنامج الاستثمار الرأسمالي: فيما يتعلق بالكهرباء، يترافق الإصلاح الطموح للتعريفة مع زيادة التوليد الكهربائي؛ وعلى مسار إدارة المياه، فمن الأهمية إقرار قانون المياه؛ وفي مجال إدارة النفايات لا بد من صياغة استراتيجية جديدة تستند إلى اللامركزية في هذا القطاع.

- في ظل مستويات الديون المرتفعة في لبنان، فإن التمويل التساهلي (بالشروط الميسرة) مع الاستثمارات الخاصة، هي من أفضل الأدوات للاستثمار في البنية التحتية وخلق المزيد من الوظائف جنبا إلى جنب مع تنفيذ برنامج الاتساق في جوانب الميزانية والانضباط المالي. وتعهد المشاركون بمواصلة دعم برنامج الاستثمار والإصلاحات في لبنان خلال المرحلة الأولى (لمدة 6 سنوات) كما شجع المشاركون القطاع الخاص على المشاركة في تمويل برنامج الاستثمار الرأسمالي، على أساس المشروعات.

ولي العهد في سادر؟ في الاثناء، يصل ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان قبل نهاية الاسبوع الى فرنسا، آتيا من الولايات المتحدة الاميركية، في زيارة رسمية هي الاولى له كولي للعهد، الى باريس، حيث من المقرر ان يلتقي رئيس الحكومة الفرنسية إدوار فيليب، ووزيري الخارجية جان إيف لودريان والدفاع فلورانس بارلي، ثم يزور "معهد العالم العربي"، حيث يستقبله رئيس المعهد الوزير السابق جاك لانغ، قبل ان يتوّج محادثاته الفرنسية باجتماع موسّع يضمه، الثلثاء المقبل، الى الرئيس ايمانويل ماكرون في الإليزيه، يليه مؤتمر صحافي مشترك. وفيما يحضر الملف اللبناني في مشاورات الرجلين، فإن تساؤلات تطرح في بيروت عما اذا كان يمكن ان يشكّل وجود ولي العهد في باريس، في الوقت الذي يعقد فيه مؤتمر "سادر"، فرصة لتدعيم إضافي للعلاقات اللبنانية – السعودية، كما امكان اجتماعه مع الحريري، بعد اليوم السعودي في بيروت امس.

مجلس الوزراء: على خط آخر، طغى الصوت الانتخابي على جلسة مجلس الوزراء في السراي برئاسة الرئيس الحريري، من زاوية ملف تصويت المغتربين بعد ان شكك أكثر من طرف سياسي، ومنهم وزير التربية مروان حمادة، في القدرة على ضبطها ومراقبتها ومنع اي تزوير لنتائجها. وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق أن وزراة الداخلية ليست لها القدرة على ارسال فرق الى اقلام اقتراع المغتربين لكنها ستكون مضبوطة وستكون مربوطة بوزارة الداخلية عبر كاميرات. أما وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، فأكد ان "كل وسائل المراقبة والشفافية متوفرة لاقتراع المغتربين"، داعيا الى "وقف حفلة التشكيك في انتخاب المغتربين"، موضحا الى ان "هناك عملا من اجل المزيد من الشفافية في الخارج". واشار الى ان "كل المؤتمرات في الخارج حصلت بتمويل خاص، ولم تدفع الدولة اي ليرة وهذه المؤتمرات ليست سياسية مثل كل المؤتمرات التي حصلت قبل وستحصل في ما بعد". وختاما أصر مجلس الوزراء على مراقبة العملية الانتخابية وحمايتها بشكل دقيق.

بري...ممتعض: الى ذلك، ابدى رئيس مجلس النواب نبيه بري خلال لقاء الاربعاء امتعاضه من الخروقات التي تحصل ومن صرف الاموال في العديد من الدوائر والمناطق، ودعا الى التصدي ومعالجة مثل هذه التصرفات. وجدد القول ان عدداً من الثغرات ظهر حتى الان في قانون الانتخاب، وهناك حاجة لتطويره وهذا سيكون برسم المرحلة المقبلة والمجلس النيابي المقبل. وقال النائب علي بزّي نقلا عن برّي ان "الأخير سيصوّت للحريري كرئيس للحكومة".

في المقلب الاقليمي: وقع رؤساء تركيا وإيران وروسيا، رجب طيب اردوغان وحسن روحاني وفلاديمير بوتين، بياناً حول سوريا، شددوا فيه على استمرار التعاون بينهم لتحقيق السلام فيها، واتفقوا على أن يعقدوا اجتماعهم الثلاثي المقبل في طهران. وفي حين رأوا ان "من المهم تهيئة الظروف لعودة السوريين النازحين بفعل القتال في بلدهم"، اتفقوا وفق ما جاء في البيان الصادر بعيد قمة عقدوها في أنقرة، على "تسريع جهود إعادة الاستقرار إلى سوريا وحماية المدنيين في مناطق خفض التصعيد"، وحثوا "المجتمع الدولي على زيادة المساعدات الإنسانية وتسهيل وصولها."واذ طالب روحاني بتسليم مدينة عفرين إلى قوات النظام السوري ، قال روحاني "ان لا حل عسكرياً للأزمة السورية ولا بد من إيجاد حل سياسي"، فيما اوضح بوتين ان "أولويتنا التركيز على الحل السياسي والحوار الشامل الذي يضم كل السوريين".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o