May 27, 2020 2:22 PM
خاص

حكومة "بيت بمنازل كثيرة": إنجازات وهمية وخلافات فاقعة
هيئة إنقاذ وطني تواكب المرحلة داخلياً وإقليمياً

المركزية- تكاد تكون حكومة "مواجهة التحديات" برئاسة الرئيس حسّان دياب خير تعبير عن توصيف مفهوم "التناقض" لا بل المثال الأبرز. 

يكفي إجراء مسح شامل لخريطة عملها في فترة المئة يوم على تشكيلها بالإضافة الى تقييم سريع للعلاقات بين مكوّناتها وإن كانوا من الصفّ السياسي الواحد، لاستخلاص أنها حكومة التناقضات بإمتياز في وقت البلاد في أمسّ الحاجة الى التضامن والتجانس أمام المجتمع الدولي والجهات المانحة للحصول على المساعدات المالية اللازمة والضرورية من أجل الخروج من الازمة الاقتصادية والمالية الصعبة.

فإنجازات الـ97% التي تحدّث عنها الرئيس دياب في اليوم المئة من عمر الحكومة تكاد تتحوّل حبراً على ورق نتيجة الخلافات المستعرة بين أهل البيت الواحد التي لا تترك مكاناً للحديث عن إنجازات. ويكفي الرجوع الى الورقة الاقتصادية التي أقرّتها الحكومة المتضمّنة رؤيتها لكيفية معالجة الازمة القائمة لاستنتاج حجم التناقض بين مكوّناتها، بدءاً من مشروع الكابيتول كونترول مروراً بإقتراح تثبيت سعر الصرف وليس إنتهاءً بآلية التفاوض مع صندوق النقد الدولي، إذ ظهر فرقاء الحكومة كل يُغنّي على ليلاه يرفض طروحات من يضعهم في خانة الحلفاء ويصوّب عليها. 

أما العلاقة بين مكوّنات الحكومة فحدّث ولا حرج. فالفتور سيّد الموقف بين رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة حسّان دياب.وكذلك الامر بين شركاء "تفاهم مار مخايل" "التيار الوطني الحر" و"حزب الله" حيث يأتي ملف معمل سلعاتا ليزيد الطين بلّة الى العلاقة المتوتّرة بينهما بدءاً من "صفقة" إخراج العميل عامر الفاخوري وما أحدثته من تراشق للإتّهامات بين الجمهورين الحزبيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، مروراً بموقف رئيس التيار النائب جبران باسيل عن قوى الامر الواقع التي تتحكّم بالمعابر غير الشرعية وعن الفدرالية تحت عنوان اللامركزية الادارية الموسّعة وصولا الى كلام النائب زياد أسود عن ان السلاح والجوع لا يمكن ان يسيرا معاً غامزاً من قناة سلاح حزب الله.

ولا يمكن إغفال العلاقة المقطوعة أصلاً بين ميرنا الشالوحي وبنشعي على خلفية أمور عدّة باتت معروفة. 

إزاء هذا "البازل" الحكومي غير المتجانس والذي يصعب جمعه، إستغربت أوساط سياسية معارضة عبر "المركزية" "كيف يُمكن تجاوز هذه المرحلة الأصعب في تاريخ لبنان، حيث الجوع والبطالة يطرقان أبواب اللبنانيين دون إستثناء، وهو ما تحدّث عنه صراحة الرئيس دياب في مقالته في صحيفة "الواشنطن بوست" وهناك حكومة يُمكن توصيفها بأنها "بيت بمنازل كثيرة"! أما كان الأجدى بالرئيس دياب بدل مخاطبة اللبنانيين والمجتمع الدولي من خلال مقال صحافي أن يجمع اركان حكومته من حوله في صورة جامعة ويتوجّه الى الخارج بكلمة تعكس الواقع اللبناني بحذافيره وبأرقام موحّدة وليس كما يجري في المفاوضات مع صندوق النقد، فيُعطي رسالة لبنانية موحّدة تُشكّل ضوءاً أخضر للعبور نحو "جنّة" المساعدات"؟

وإذ سألت الاوساط عن الانجازات الحكومية التي لم تخرج من إطار الوعود من دون أن تُقدم على خطوة إصلاحية واحدة تُشكّل المفتاح لباب المساعدات الدولية"؟ قالت "يبدو أن الحكومة لا تملك خطة وخريطة طريق بل تعمل وفق سياسة الكيدية والانتقام لانهاء ما يعرف بالحريرية السياسية وتحميلها مسؤولية انهيار لبنان إقتصادياً ومالياً؟

على أي حال، إعتبرت الاوساط "ان ازاء كل هذه الاخفاقات في انتشال البلاد من الازمة، لا بد من تشكيل هيئة إنقاذ وطني تواكب المرحلة الصعبة والدقيقة التي يمرّ بها لبنان، تضمّ مكونات سياسية وهيئات اقتصادية ومصرفية وعمّالية وتربوية وغيرها تكون مهمتها وضع خطة إنقاذ إقتصادية وإعتماد سياسة النأي بالنفس قولاً وفعلاً ورسم خريطة طريق تجنب لبنان تداعيات التطورات المرتقبة في المنطقة وتحصّن ساحته بوحدته لقطع الطريق امام الجهات الاقليمية التي تحاول مرة جديدة توظيف ساحة لبنان في صراعها لخدمة مشروعها".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o