Dec 31, 2019 4:02 PM
تحليل سياسي

العام يقفل على خيبة أمل أخيرة وبلا عيدية:لا حكومة بعد بروز عقد قديمة-جديدة!
التمثيل الدرزي يستنفر الطائفة ويوحّدها..ويذكّي خلاف المختارة مع بيت الوسط وميرنا الشالوحي
لا تمديد لشركتي الخلوي..غصن دخل لبنان بـ"طريقة شرعية"..وتوتر قرب سفارة واشنطن في بغداد

المركزية- خيبة اضافية أخيرة "أهداها" اهل الحكم الى اللبنانيين في نهاية 2019 . فبعد ان كان هؤلاء وَعدوا بتأليف الحكومة الجديدة قبل انقضاء العام فتكون عيدية السنة الجديدة، حالت الخلافات السياسية دون الولادة المنتظرة. وسواء كانت العقبة التي عرقلت التشكيل "الميثاقيةُ" غير المؤمنة، او الصراع على مَن يختار الوزراء المسيحيين او السنّة، أو على حصة الدروز، او على اسماء المستوزرين، او على طبيعة الحكومة (مِن اختصاصيين مستقلين او تكنو سياسية او من تكنوقراط تختارهم الاحزاب)، لا فرق، فالنتيجة واحدة. لا حكومة في الايام المقبلة نتيجة اصرار السلطة السياسة على التعاطي مع الواقع الحالي بذهنيتها "التجارية" نفسها، وكأن لا ثورة قامت في 17 تشرين ضد محاصصاتها وفسادها وتقاسمها المغانم، فيدفع اللبنانيون من جيوبهم وكراماتهم ثمن اتفاقاتها تارة وخلافاتها طورا. كل ذلك يحصل فيما الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والمالية تزداد حراجة، ما ينبئ بان انطلاقة العام لن تكون هادئة بل على العكس. فالانتفاضة التي لا تزال بعض الجهات المحلية تنظر اليها بعين الريبة، ستتوسع ويشتد عودها، بعد ان يوحّد الفقر والجوع والبطالة، الآتية حتما اذا ما استمرت المكابرة السياسية، اللبنانيين كلّهم، تحت رايتها.

فرملة الاندفاعة: بعد ان ارتفع منسوب التفاؤل بتأليف الحكومة مساء امس في شكل لافت، بدا ان ساعات النهار محت ايجابيات الليل، او فرملتها. فلم يزر الرئيس المكلف حسان دياب قصر بعبدا وبدا ان عقدة التثميل الدرزي من جهة، واسماء الوزراء السنّة (لوزارة الداخلية في شكل خاص) من جهة ثانية (وهي عقدة قديمة-جديدة)، هي التي استجدت ولجمت الاندفاعة نحو التشكيل. هذا اذا سلمنا جدلا ان اتفاقا حصل بين "طباخي" الصيغة الحكومية، في الضاحية وعين التينة وميرنا الشالوحي، على ان تكون التركيبة خالية من اي وجوه وزارية قديمة.

جنبلاط-الحريري:على الصعيد الدرزي، تفاعلت مسألة حصة الطائفة في التركيبة الوزارية العتيدة، في اوساطها السياسية والروحية. وقد أتت مواقفُ رئيس حزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط في شأنها، لتصب الزيت على نار علاقته بتياري المستقبل والوطني الحر! جنبلاط غرد عبر "تويتر" "بالاساس فان الأقنعة ساقطة واللعبة مكشوفة. ان تفاهم  البوارج التركية والاتصالات بين البرتقالي والأزرق والذي خرب البلاد يبدو يتجدد بصيغة أخرى مع لاعبين جدد في حكومة التكنوقراط الشكلية وهيمنة اللون الواحد، مضيفا "لكن احذر من احتقار الدروز وحصرهم بموقع وزارة البيئة بأمر من صهر السلطان"... كلامه استفز الرئيس سعد الحريري الذي رد عبر تويتر ايضا، بموقف ناري، قائلا: فعلاً الاقنعة سقطت واللعبة انكشفت… في ناس عندن عمى الوان بالسياسة ونظرهن مروكب على اللون الازرق..رافضين يفوتو عالحكومة من الباب وراكضين يفوتو من الشباك. مشاكلكن ما تحلوها على ضهر غيركن . خلصنا بقا".

التيار لا يتدخل: من جانبه، رد عضو لبنان القوي النائب سيزار ابي خليل على جنبلاط ، قائلا" لا يتدخّل التيار الوطني الحر لا من قريب ولا من بعيد بموضوع تسمية الوزراء الدروز فهذا شأن له أربابه وهم على قد الحمل".

لا للانتقاص: وكان رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان كتب  "تويتر"، "لن نوافق على أيّ تمثيل ينتقص من حضور الدروز وكرامتهم، الذين هم من مؤسّسي هذا الوطن وحماة استقلاله." وأضاف "هذا موقفنا الدائم منذ سنين ولن يتبدّل، وقد أبلغناه للرئيس المكلّف، المعني الأوّل بتأليف الحكومة، علماً أنه لم يتدخّل أحد بهذا الموضوع إلاّ الدروز، وعلى رأسهم وليد جنبلاط ونحن." من جهته، ضم رئيس "حزب التوحيد" الوزير السابق وئام وهاب صوته الى صوت جنبلاط، فقال  "أشارك وليد بك التحذير من الحصة الدرزية وكنا أبلغنا الجميع بأن أية حصة غير وازنة مرفوضة ولن نقبل بمشاركة أحد في حقيبة ثانوية كما نصر على رفع العدد الى عشرين أو إنقاصه إلى ١٦"... اما شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن فاعتبر أن هناك من لا يقيم وزناً لكل اعتبارات التوازن الطائفي والميثاقية، "فلا يكتفي بالقفز فوق نصوص الدستور وتخطي الصلاحيات، بل ويسعى لضرب التمثيل الطبيعي لمكوّن أساسي تأسيسي للبلاد"، وقال في بيان "إن ما يتناهى إلينا من مقاربات في الوضع الحكومي يدعونا إلى التحذير من الإجحاف المتمادي من قبل القيمين على إدارة ملف تأليف الحكومة بحق طائفة الموحدين الدروز. وطالما أن لكل طائفة حقوقها التي تتمسكون بها بكل قواكم وتسعون الى تحصيلها باسمها ظاهراً وارتباطا بالمصالح الشخصية، فليكن معلوماً لدى الجميع أننا لن نرضى إلا بحقوق طائفة الموحدين الدروز التمثيلية عدداً ونوعاً على أتم وجه في هذا النظام السياسي القائم على التمثيل الطائفي حتى الساعة وفقًا لمضامين الدستور".

تأليف خلال ايام: وسط هذه الاجواء التي لا تشي بانفراج قريب، أعرب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون عن تفاؤله بإمكان الخروج من الازمة الراهنة، "لأننا نبذل كل جهودنا لتذليل الصعوبات، لكننا نحتاج على الدوام لتضامن المجتمع"، آملا ان تتشكل الحكومة الجديدة في الايام القليلة المقبلة، وان تحمل السنة الجديدة تحسنا في الاوضاع وان بشكل تدريجي". ولفت خلال استقباله قبل ظهر اليوم في قصر بعبدا مجموعة من الضباط المتقاعدين، الى ان "ما نفعله اليوم، هو محاولة لجمع الشمل السياسي لتأليف حكومة فعالة تخاطب المجتمع الدولي الذي يريد مساعدتنا، بعدما عانينا من تأثيرات الحروب الدولية في منطقتنا، وعلى رأسها النزوح السوري الكثيف الى لبنان". واعتبر أن الفوضى التي حكمت البلاد في العقود الثلاثة الاخيرة انتجت الانفجار الذي يحصل اليوم، بسبب عدم قدرة الناس على تحمل المزيد". وقال "اذا بقيت الازمة على حالها والمواطنون على احتجاجهم دون فسحة من الهدوء، فستتفاقم الأزمة عما هي عليه اليوم، لأن النزول الدائم الى الشارع واقفال الطرقات يعطل ما تبقى من انتاج لدينا".

لا للتمديد: على صعيد آخر، وفي قرار يشكل انتصارا للثورة الرافضة التجديد لعقود شركتي الخلوي، أكد رئيس لجنة الاعلام والاتصالات النائب حسين الحاج حسن بعد الإجتماع الإستثنائي للجنة في مجلس النواب، أن "هناك اجماعا داخل اللجنة على عدم قبول التمديد لشركتي تاتش والفا". ولفت الى أن "لجنة الاعلام والاتصالات اوصت بإسترجاع ادارة الشركتين للدولة خلال 60 يوما".

التحويلات: من جهة ثانية، وفي متابعة لملف تحويل الاموال الى الخارج، أعلن المكتب الإعلامي لوزير العدل في حكومة تصريف الأعمال ألبرت سرحان ان وزير العدل تباحث مع النائب العام لدى محكمة التمييز القاضي غسان عويدات، في وجوب بيان حقيقة الأمر بالسرعة اللازمة، وتوافقا على إجراء التحقيقات والملاحقات القضائية عند الإقتضاء، بعد جلاء ماهية الظروف والملابسات التي أحاطت بهذه التحويلات تحديدا للمسؤوليات،علما بأن البت بقانونية هذه التحويلات أو عدم قانونيتها يعود الى المراجع القضائية والمالية والمصرفية المختصة.

ترقية العمداء: الى ذلك، ذكرت معلومات للـLBCI أن التواصل قائم بين وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال الياس بو صعب ومستشار الرئيس سعد غطاس خوري ممثلا رئيس حكومة تصريف الأعمال، لايجاد حل لملف ترقية عمداء الجيش قبل انتهاء اليوم.

غصن يعود!:في الاثناء، انشغل الرأي العام اللبناني والعالمي بخبر "هروب" كارلوس غصن من اليابان الى لبنان. وقد اكد الرئيس السابق لتحالف رينو-نيسان انه موجود في لبنان بعدما غادر اليابان حيث يخضع لإقامة جبرية بعد اتهامه بمخالفات مالية، وقال في بيان "انا الان في لبنان. لم اعد رهينة نظام قضائي ياباني متحيز، حيث يتم افتراض الذنب". واضاف "لم أهرب من العدالة، لقد حررت نفسي من الظلم والاضطهاد السياسي. يمكنني اخيرا التواصل بحرية مع وسائل الاعلام وهو ما ساقوم به  بدءا من الاسبوع المقبل". وبعد التداول بخبر لقاء حصل بين الرئيس عون وغصن بعد وصوله الى بيروت أمس، أفيد أن لم يحصل اي لقاء بين الطرفين. وأكدت معلومات صحافية أن غصن دخل الى لبنان بطريقة شرعية وبجواز سفر فرنسي عبر مطار بيروت من دون أن يساعده أي فريق أو أي جهاز في الداخل اللبناني لأن لا حاجة لذلك سيما وأنه غير مطلوب من القضاء اللبناني أو من الانتربول. وهذا ما أكده الامن العام الذي قال في بيان "المواطن المذكور دخل الى لبنان بصورة شرعية ولا توجد أية تدابير تستدعي أخذ إجراءات بحقه أو تعرّضه للملاحقة القانونية". واشارت مصادر قانونية الى ان لبنان لا يسلم أي مطلوب لبناني من الخارج على أراضيه ويحاكمه على أراضيه. واوضحت ان غصن غير مطلوب بموجب اي مذكرة دولية كما لم يتلق لبنان أي طلب ياباني في خصوصه حتى الساعة وغير مطلوب في لبنان .

في العراق: اقليميا، غادر السفير الأميركي في العراق ماثيو تولر بغداد إلى جهة غير معلومة. وأشعل أنصار "الحشد الشعبي" في العراق، حريقا في السياج الخارجي للسفارة الأميركية في بغداد اليوم، أثناء احتجاجات بالقرب من السفارة ضد الغارات الأميركية التي استهدفت مواقع للحشد في العراق وسوريا. وتعليقا قال الرئيس الاميركي دونالد ترامب "إيران هي من نظّمت الهجوم على السفارة الأميركية في بغداد ونتوقع من العراق استخدام قواته لحماية السفارة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o