Mar 19, 2018 3:06 PM
خاص

"اتصال أميركي-روسي كفيل بنزع فتيل الانفجار.. ولا مصلحة بالتصعيد"
جابر: واشنطن تلعب على تناقضات حليفتيها بين غرب الفــرات وشرقه

المركزية- كل المؤشرات تشي بأن الحرب السورية مقبلة على تحولات استراتيجية وعسكرية ستقلب المشهد الذي أرساه التدخل العسكري الروسي. فتغيّر قواعد الاشتباك لمصلحة موسكو وحلفائها لم ينزل بردا وسلاما على الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي يواجه أزمة داخلية حادة، تماما كما حليفه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يحاول التغطية على فضائح الفساد التي تطاله، بخطاب عسكري حاد، ومناورة عسكرية ضخمة لم يسبق لها مثيل في رسالة واضحة الى روسيا. وبعد أن كان النزاع محصورا بسقف إقليمي (ايراني-اسرائيلي)، وكان الدور الروسي أقرب الى الاطفائي، قلب خطاب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عشية انتخابه الصورة بحيث كشرت موسكو عن أنيابها العسكرية، لكن هل هي قادرة على تحمل تبعات هذا التصعيد في حال حصوله؟ ومن سينزع فتيل الازمة بين القوتين الكبريين؟

الخبير الاستراتيجي هشام جابر أشار عبر "المركزية" الى أن "بعد الانتصارات الذي حققها محور روسيا، لم يبق أمام أميركا خيار سوى القيام باختراق عسكري ضخم يبدل المعادلة".

وأوضح أنه "في حال تنفيذ الهجوم الاميركي، ستكون تداعياته خطيرة، فالامر لن يقتصر على استهداف عشرات الاهداف للدولة السورية، إنما سيمتد الحريق ليشمل المنطقة ككل، ولبنان لن يكون بمنأى"،  مضيفا أن "أميركا لن تكون وحيدة، فهي على تنسيق تام مع كل من اسرائيل، بريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية".

ولفت الى أن "بعد أن رفعت روسيا سقف المواجهة مع أميركا من خلال استعراض منظومتها الصاروخية الجديدة، وتلويحها بالرد على أي هجوم يطال حلفاءها، نشرت في اليومين الماضيين صواريخ أس 400 وأس 600 في سوريا، في محاولة لإرساء معادلة ردع تحمي المكتسبات التي حققتها، وتفرمل الاندفاعة الاميركية نحو أي تصعيد".

واعتبر أن "المواجهة العسكرية ليست من مصلحة أحد. فالاشتباك بينهما هو نوع من الجنون يفتقد الى طرف ثالث يديره أو يتوسط فيه"، مضيفا أن "الامور لن تصل الى نقطة الانفجار، وفتيل الازمة سيُنزع في اللحظة الاخيرة باتصال روسي-أميركي يرسم قواعد اللعبة من جديد".

وتعليقا على سيطرة الاتراك على مدينة عفرين، قال إن "المدينة لم تشهد معركة فعلية، فالقوات الكردية انسحبت الى الشرق بعد أن فقدت الامل بغطاء أميركي أو روسي. أما منبج الخاضعة للسيطرة الاميركية والتي أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنها الهدف الثاني بعد عفرين فلن يقع فيها اشتباك أميركي-تركي، والارجح أن ينسحب منها الاكراد الى الشرق وتتحول الى منطقة آمنة، بموافقة واشنطن التي لن تستغني عن حليفتها في حلف شمال الاطلسي". وأضاف أن "طموح أردوغان لن يقتصر على منبج وسيمتد الى الحدود العراقية-السورية، لكن سيصطدم حينها بالعقبة الاميركية، فواشنطن وإن تخلت عن الاكراد في الغرب، إلا أنها تتمسك بهم في الشرق، حيث مركز نفوذها الاساسي".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o