Dec 16, 2019 4:42 PM
تحليل سياسي

غياب الصوت المسيحي يرجئ الاستشارات الملزمة الـــى الخميــس
الحريري: لن اغطي مخالفة التيار الحر الدستورية..وديب: "زيح من الدرب"
تحذير اممي للمسـؤولين: التأجيـــل يفتح الباب امام التلاعب السياسي

المركزية- الصورة ضبابية في لبنان حتى اشعار اخر، وكل المتناقضات مجتمعة داخل بيت السلطة الحاكمة. القوى السياسية تتخبط في وحول خلافاتها حائلة دون انجاز استحقاق الاستشارات النيابية على إلزاميتها، فتُرجأ من اسبوع لاخر وكأن البلاد بألف خير. الرئيس سعد الحريري الذي كان حتى ساعات الفجر مرشحا اوحد لرئاسة الحكومة "بتكليف سني" لم يعد كذلك بعد بيان حليفه تكتل "الجمهورية القوية" الذي قرر عدم تسميته، ويتجه جديا بحسب مصادر مطلعة الى ترجمة مقولة "ليس انا بل احد غيري لتشكيل الحكومة".

الساعات ال72 المقبلة ستكون حاسمة في تحديد التوجهات بما يتخللها من اتصالات ومشاورات على مختلف الجبهات السياسية وسط توقعات بزيارات لعدد من الموفدين بين المقار قد تكون احداها للخليلين الى بيت الوسط، فيما يرتقب البعض حصيلة زيارة مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط ديفيد هيل لبيروت خلال ايام ليبنى على الشيء مقتضاه.

تأجيل جديد: حصل ما لم يكن او كان، في الحسبان، وأرجئت الاستشارات النيابية مجددا. فقرابة العاشرة صباحا، اعلنت رئاسة الجمهورية في بيان ان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون تجاوب مع تمنّي الرئيس سعد الحريري تأجيل الاستشارات النيابية الى الخميس ١٩ الجاري لمزيد من التشاور في موضوع تشكيل الحكومة.

كواليس القرار: في كواليس التأجيل الجديد، أفيد ان الرئيس نبيه بري اتصل بالرئيس عون ناقلاً له رغبة الرئيس الحريري بتأجيل الاستشارات وبعدها اتصل الاخير برئيس الجمهورية وأظهر رغبته بتأجيل جلسة الاستشارات إلى الأسبوع المقبل، لكن الرئيس عون اكتفى بالتأجيل 3 ايام كي لا يقترب موعد الجلسة من الأعياد". وذكرت المعطيات ان الرئيس الحريري تمنّى على الرئيس عون ارجاء الاستشارات النيابية اسبوعا اضافيا لكن رئيس الجمهورية اعطى مهلة ٣ ايام". وبحسب الاجواء التي توافرت طلب الحريري تأجيل الاستشارات بسبب عدد الاصوات التي كان سينالها واعتبرها متدنية، اضافة الى الموقف المسيحي من مسألة تسميته.

لمقتضيات الوفاق: ولقطع حبل التكهنات باليقين، أوضح المكتب الاعلامي للرئيس الحريري، في بيان ان " في اطار الاتصالات السياسية قبل موعد الاستشارات النيابية الذي كان محددا اليوم، اتضح أن كتلة التيار الوطني الحر كانت بصدد ايداع أصواتها فخامة رئيس الجمهورية ليتصرف بها كما يشاء. وهذه مناسبة للتنبيه من تكرار الخرق الدستوري الذي سبق أن واجهه الرئيس الشهيد رفيق الحريري في عهد الرئيس اميل لحود، وللتأكيد أن الرئيس الحريري لا يمكن أن يغطي مثل هذه المخالفة الدستورية الجسيمة أيا كانت وجهة استعمالها، في تسمية أي رئيس مكلف. وفي اطار الاتصالات نفسها، تبلغ الرئيس الحريري  فجر اليوم بقرار حزب القوات اللبنانية الامتناع عن التسمية أو المشاركة في تسمية أحد في الاستشارات النيابية التي كانت مقررة اليوم، الأمر الذي كان من شأنه أن ينتج تسمية من دون مشاركة أي كتلة مسيحية وازنة فيها، خلافا لحرص الرئيس الحريري

الدائم على مقتضيات الوفاق الوطني. وتابع "بناء عليه، تداول الرئيس الحريري مع دولة الرئيس نبيه بري، الذي وافقه الرأي، وتوافقا على أن يتصل كل منهما بفخامة رئيس الجمهورية للتمني على فخامته تأجيل الاستشارات أيام معدودة تفاديا لإضافة مشاكل دستورية ووطنية إلى الأزمة الاجتماعية والاقتصادية والمالية الكبيرة التي يواجهها بلدنا، والتي يرى الرئيس الحريري أن التركيز يجب أن يكون كاملا على معالجتها حفاظا على مصالح اللبنانيين ومعيشتهم وأمانهم.

وافقوا على اقتراحنا: وفي وقت يتردد عن اتصالات ستتحرك مجددا في الوقت الفاصل عن الخميس، بين التيارين الازرق والبرتقالي لايجاد الحل الانسب للأزمة الحكومية، صدر عن اللجنة المركزية للاعلام في التيار الوطني الحر بيان قالت فيه "إن التيار اذ يقدّر تعاطي الرئيس ميشال عون، ضامن التوازنات، بحكمة مع الموضوع، وادراكاً من التيّار لعمق المأزق وخطورة الوضع، يدعو بكلّ ايجابية إلى التوقّف عن اضاعة الوقت والموافقة على اقتراح تكتل لبنان القوي بولادة حكومة انقاذ فاعلة مؤلّفة من أهل الجدارة والنزاهة رئيساً ووزراء، لتبدأ فوراً بمواجهة الأزمة الحادة ‏تفادياً لتعميق الانهيار الذي يهدد بضرب الاستقرار. وعليه يجدّد التيار طرحه بأن يقدم الرئيس الحريري من موقعه الميثاقي على العمل سريعاً لاختيار اسم يتوافق على جدارته وموثوقيّته لتولي رئاسة الحكومة بحيث يقوم بالتشاور مع رئيس الجمهورية وبمساعدة ودعم الكتل البرلمانية بتأليف حكومة تضم وزراء لا تشوبهم شائبة فساد ويتمتعون بالكفاءة والجدارة، كما يشارك فيها أهل الجدارة من بين الحراك ليتحمّل مسؤوليته في عملية الانقاذ بدل أن يواصل اهل السياسة استغلاله قمعاً او تشجيعاً بحسب مصالحهم. وأكد التيار استعداده للمساهمة بولادة هكذا حكومة تجمع الميثاقية بالجدارة، لأن الهدف الأوّل للتيّار ليس المشاركة فيها بل نجاحها في تحقيق مطالب الناس ووقف الانهيار وانقاذ البلاد، وبخلاف ذلك فإن التيّار غير معني بالبحث بأي حكومة عنوانها الفشل لأنه ليس جلياً ومضموناً انّها ستعمل على تغيير السياسات المالية والاقتصادية، ومحاربة الفساد، وتنفيذ الاصلاحات البنيوية، والخطط القطاعيّة؛ بل سيبقى خارجها عاملاً على تحقيق برنامجه ومطالب الناس بالاصلاح".

تصعيد برتقالي: في الموازاة، صعّد مسؤولو التيار في وجه الحريري. فغرّد النائب في تكتل "لبنان القوي" حكمت ديب عبر تويتر متوجّهاً للحريري من دون تسميته، كاتبا "يللا زيح من الدرب، سمي شخصية نضيفة وموثوقة للخميس لتأليف حكومة إنقاذ جديرة بثقة الناس". وفي تغريدة أخرى، توجّه ديب إلى رؤساء الحكومات السابقين بالقول "تشوف إذا تأجيل الإستشارات دستوري أم لا". بدوره، غرد وزير المهجرين في حكومة تصريف الاعمال غسان عطالله "إعتقدوا أن بتأليف الأكاذيب وبث الشائعات بهدف تشويه سمعة الرئيس ميشال عون والتيار الوطني الحر ينتصرون...إلا أنهم لم يدركوا أن لا شيء يستطيع أن يخفي شعاع الحقيقة التي بدأت تسطع في الآونة الأخيرة ليتبين للرأي العام من الصادق ومن الملفق، إنقلب السحر عالساحر وطابخ السم آكله".

كوبيش يحذر: وسط هذه الاجواء التي لا توحي بتفاهم سهل، إطلع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل، الذي يغادر الى جنيف في الساعات المقبلة، من المنسق الخاص للامم المتحدة في لبنان يان كوبيش على نتائج اجتماع مجموعة الدعم الدولية. وقد اعتبر الاخير عبر تويتر ان "تأجيل الاستشارات النيابية للمرة الثانية، إما اشارة الى ان السياسيين بدأوا يدركون أنهم لا يستطيعون تجاهل صوت الناس، أو محاولة أخرى لشراء الوقت كالمعتاد". ورأى ان "تأجيل الحل السياسي في لبنان يفتح الباب أمام التلاعب السياسي" محذرا من ان هذا التأجيل "يساهم في خلق بيئة للتجاذب السياسي والتحريض"... الى ذلك، التقى الوزير باسيل سفير بريطانيا كريس رامبلينغ الذي لم يشأ الادلاء بأي تصريح بعد انتهاء الاجتماع، مذكرا الصحافيين بالتغريدة التي دونها امس على "تويتر" مكررا فيها "موقف بلاده من التحذير من العنف ازاء التظاهرات".

بري-الشعار:وليس بعيدا، وغداة الشغب الذي حصل في بيروت مساء امس بعد ان دخل مندسون بين الثوار مطلقين هتافات "استفزازية" "طائفية"، تلقى الرئيس بري اليوم اتصالاً من مفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار مستنكراً بإسم طرابلس وأبنائها التعرض لمقام دولة رئيس مجلس النواب، كما اتصل فيه الرئيس نجيب ميقاتي مستنكرا.

كنعان في عين التينة: من جهة ثانية، زار رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان عين التينة لوضع الرئيس بري في اجواء انخفاض الايرادات بنحو ٤ مليار دولار عما كان مرصودا وهو ما يتطلب معالجة استثنائية للمحافظة على مصداقية لبنان. وقال بعد اللقاء "كان من الضروري لقاء رئيس المجلس ووضعه بالاجواء على ابواب ختام نقاش الموازنة في حضور وزير المال". تابع "انه وقت الحل السياسي والترفع عن الكثير من الامور للوصول الى معالجات اقتصادية والمطلوب ان يأخذ كل طرف خطوتين للوراء لاتخاذ القرارات لوضع لبنان على سكة الحل". واضاف "سنكون شفافين ونصارح اللبنانيين بالواقع ونطرح سبل المعالجة في لجنة المال والاقتصاد وحده لا يمكن ان يقدم الحلول لانه مرتبط بالسياسة".

304 قتيلا: اقليميا، أعلنت منظمة العفو الدولية في حصيلة جديدة أن "304 ايرانيا على الأقل قتلوا في الحملة التي شنتها السلطات الايرانية لقمع الاحتجاجات التي اندلعت في أعقاب زيادة أسعار الوقود ودامت ثلاثة ايام.". وفي السياق نفسه، دعت المنظمة طهران إلى "الإفراج العاجل وغير المشروط عن جميع المعتقلين بشكل تعسفي". ودعت المجتمع الدولي إلى ممارسة الضغوط على ايران بشكل عاجل، والتي بدونها "سيظل الآلاف عرضة لخطر التعذيب وأساليب أخرى من سوء المعاملة".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o