Nov 28, 2019 3:13 PM
خاص

بعد حرق قنصلية طهـران في كربلاء منذ اسابيع.. إشـعال قنصليتها في النجف!
انتفاضة العراقيين ضد تدخلات ايران في شؤونهم السياسية والاقتصادية مستمرة

المركزية- تتسارع التطورات الميدانية في العراق. واذا كان طابعها معيشيا أوّلا، حيث يطالب المحتجون برحيل الحكومة الفاسدة وقيام أخرى قادرة على الاصلاح والنهوض بالوضع الاقتصادي المتدهور للعراقيين، فإن الخيارات السياسية – الاستراتيجية في بلاد الرافدين، ليست بعيدة من الحركة على الارض، اذ يتظّهر تباعا ان المتظاهرين يرفضون النفوذ الايراني الواسع في البلاد، ويرون ان طهران لها في الواقع، دورٌ في نهب ثرواتهم وفي اقحامهم في حروب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ما يمنع ازدهار بلدهم ويزيد واقعهم الاقتصادي صعوبة، وذلك على حد قول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية".

وفي خانة التعبير عن غضبهم من تدخلات ايران في شؤونهم، يمكن وضع حادثة حرق قنصلية إيران في النجف من قبل متظاهرين غاضبين ليل امس كانوا يرددون هتافات مناهضة لإيران وفق ما اعلنت وكالة الصحافة الفرنسية، علما انه ومنذ اسابيع قليلة، هاجم متظاهرون القنصلية الإيرانية في كربلاء، لكن قوات الأمن تصدت لهم فقتلت أربعة منهم.

وفي وقت أجلت قوات الأمن العاملين بالقنصلية في الساعات الماضية، وفي حين عاد الهدوء إلى وسط النجف بعد فرض السلطات الأمنية حظرا للتجول، طالبت طهران بغداد اليوم باتخاذ ما وصفتها بإجراءات حازمة ضد مهاجمي قنصليتها في النجف. وندد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي بما وصفه بالاعتداء على القنصلية، فيما تم إبلاغ السفير العراقي في طهران، رسميا بشأن الاحتجاج الشديد بهذا الخصوص.

من جهتها، نددت الخارجية العراقية بالهجوم على القنصلية الإيرانية بالنجف. وقالت إن الغرض من الهجوم إلحاق الضرر بالعلاقات بين طهران وبغداد. واشارت في بيان الى انه و"في الوقت الذي نؤكد أن التظاهرات حق مكفول، وأن مطالب المتظاهرين كانت وما تزال مقبولة لدى الحكومة، إلا أننا طالما حذرنا من دخول أشخاص يبتغون حرف التظاهرات ذات المطالب الحقة عن جادة الانضباط القانوني، ومسارها الصحيح". ودعت الخارجية العراقية المتظاهرين إلى أخذ الحيطة والحذر من هؤلاء "المشبوهين الذين يريدون تشويه سمعة التظاهرات المطالبة بالإصلاح"، وأكدت على أن "البعثات الدبلوماسية العاملة على أرض العراق محط احترام وتقدير عال"، مشددة على أن "ما حدث لا يمثل وجهة نظر رسمية".

وسط هذه الاجواء، أفيد عن مقتل وإصابة عشرات المتظاهرين اليوم برصاص الأمن في مدينة الناصرية جنوبي العراق ما دفع بمحافظ ذي قار إلى التلويح بالاستقالة، في وقت قررت الحكومة الاستعانة بقيادات عسكرية لمواجهة تصاعد الاحتجاجات. وأكدت مصادر طبية مقتل 16 شخصا وجرح 125 آخرين في الناصرية (مركز محافظة ذي قار) أثناء محاولة قوات الأمن تفريق المتظاهرين وسط المدينة قبيل فجر اليوم، ولاحقا فرضت السلطات حظر التجول بالمنطقة. وأوضحت المصادر أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع لإجبار المتظاهرين على فتح جسري النصر والزيتون بمركز المدينة، وكان  المحتجون أغلقوا أمس الجسرين أمام حركة السير. وقالت مصادر محلية أيضا إن متظاهرين غاضبين أحرقوا مقرا عسكريا تابعا لقيادة عمليات الناصرية بمنطقة الشامية وسط المدينة.

عدم تراجع العراقيين امام القمع الدامي يعكس، وفق المصادر، اصرارهم على المضي قدما في انتفاضتهم، حتى التغيير اقتصاديا وسياسيا.. فهل ينجحون ام يكون اللاعبون الاقليميون وعلى رأسهم ايران الداعمة للحكومة، أقوى منهم؟

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o