انتشار الجيش السوري على الحدود الشماليــة يعقّد مخططات أنقرة
بعد تعهد اردوغان لترامب بعدم مهاجمة كوباني...بنس الى أنقرة قريبا

المركزية- ساعات بعيد اتفاق الأكراد السوريين ودمشق على انتشار القوات النظامية في شمال شرقي سوريا ردا على الانسحاب الاميركي منه، انتشر الجيش السوري في عين عيسى على خط المواجهة مع القوات التركية. وعرض التلفزيون الرسمي السوري لقطات تظهر ما قال إنه مدخل عين عيسى، حيث شوهد السكان وهم يرحبون بوصول القوات الحكومية. كما تحدثت وسائل الإعلام السورية عن أن الجيش السوري انتشر في بلدة الطبقة قرب الرقة، في منطقة فيها سد كبير لتوليد الطاقة الكهرومائية. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، في وقت سابق امس، إن القوات الحكومية دخلت بلدة تل تمر القريبة من الحدود التركية، شمال شرقي سوريا، حيث تقوم القوات التركية بهجوم لليوم السادس على التوالي.

واذ تشير الى ان هذه التطورات الميدانية تعتبر انتصارا لصالح روسيا التي رعت اتفاق الاكراد – دمشق، ونقطةً لصالح المحور السوري – الايراني في سوريا، اذا جاز القول، تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية" ان الولايات المتحدة الاميركية لا تبدو في وارد التعديل في قرارها ترك الميدان السوري. وهي على الارجح،  باتت تعتبر ان انسحابها هو القرار الصائب اليوم خاصة عشية الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يعتزم الرئيس دونالد ترامب الترشه لها من جديد.

واذا كان هذا الخروج سيعطي الاتراك حرية التصرف على الارض في الشمال السوري، حيث تعتزم أنقرة إنشاء منطقة آمنة لها تمتد كيلومترات داخل العمق السوري، من غير المعروف ما اذا كانت ستتمكن من تحقيقها او لا في ظل الرفض السوري وضبابية الموقف الروسي، فإن المصادر توضح ان واشنطن ستضغط بوسائل اخرى، أهمّها العقوبات الاقتصادية على تركيا، لثنيها عن اي هجوم واسع النطاق على الاكراد، حلفائها "المفترضين" في الشمال السوري.

وفي السياق، أعلن نائب الرئيس الأميركي مايك بنس، منذ ساعات أن الرئيس ترامب طلب من نظيره التركي، رجب طيب أردوغان، خلال مكالمة هاتفية، الاثنين، "وضع حد لغزو" سوريا وإعلان "وقف فوري لإطلاق النار". وقال بنس للصحافيين في البيت الأبيض إن ترامب طلب أيضاً من أردوغان الدخول في "مفاوضات مع القوات الكردية في سوريا"، مشيراً إلى أن "الرئيس (ترامب) كان حازماً جداً مع الرئيس أردوغان اليوم". كما أضاف أنه سيتوجه إلى تركيا قريباً بطلب من ترامب لبحث الملف السوري. ووفقاً لنائب الرئيس الأميركي، فإن أردوغان تعهد لترمب "بألا يكون هناك أي هجوم على مدينة كوباني".

وأتى تصريح بنس بعيد إعلان وزارة الخزانة الأميركية أن ترامب فرض عقوبات على تركيا تشمل حتى الآن وزارتين وثلاثة وزراء، وذلك بهدف إرغام أنقرة على أن "تنهي فوراً هجومها" العسكري على القوات الكردية في شمال شرقي سوريا. وقالت الوزارة في بيان إن العقوبات شملت وزارتي الدفاع والطاقة ووزراء الطاقة والدفاع والداخلية الذين باتوا ممنوعين من دخول الولايات المتحدة ومن إجراء أي معاملة مالية دولية بالدولار الأميركي، كما باتت أموالهم في الولايات المتحدة، إن وجدت، مجمّدة.

وفرضت هذه العقوبات بموجب أمر تنفيذي وقعه ترامب، وأجاز فيه أيضاً فرض عقوبات على عدد كبير جداً من المسؤولين الأتراك المتورطين بأعمال تعرّض المدنيين للخطر أو تزعزع الاستقرار في شمال شرقي سوريا. وبحسب البيان، فإن إدارة ترامب قررت في الوقت الراهن اقتصار هذه العقوبات على الوزارتين والوزراء الثلاثة فقط.