Jul 20, 2019 10:09 AM
أخبار محلية

عطالله مختتما جولته في البقاع الشمالي: نمد يدنا للآخر

في اليوم الثاني من جولته في البقاع الشمالي، زار وزير المهجرين غسان عطالله بلدة شعث التي وصلها عند التاسعة صباحا، وكان في استقباله رئيس البلدية علي العطار، مسؤول "التيار الوطني الحر" في شعث حسين الحاج حسن وفعاليات البلدة.
وتحدث عطالله، فقال "نحن من مدرسة جبل بعبدا التي علّمتنا منذ اليوم الأول أننا مواطنون في هذا البلد من دون تفرقة بين إنسان وآخر لا بمذهبه ولا بلونه ولا طائفته ولا بدينه، نحن نريد بناء دولة سويا، في هذا البلد كلنا أقليات، لا يوجد أحد منّا أكبر من الثاني، ولا يوجد أحد أكبر من البلد". 
اضاف "يداً بيد نبني هذا البلد لنعيش فيه كلنا مواطنون، كرامتنا فيه محفوظة وحقوقنا محفوظة، وستبقى يدنا ممدودة للجميع، وقعنا تفاهما نجح كل هذه السنين لأنه تفاهم صادق، ويدنا ممدودة لنتفاهم مع كل الناس، فهذا البلد لا يبنى ويكبر إلا بتنوعه بكل أطيافه، وسنستمر في المحافظة على البلد مع بعضنا البعض". 
وختم عطالله "واجباتنا أن نحمي حدودنا، وأن لا نسمح للغريب بأن يلعب بنا، وهذا أهم شيء، ونأمل في الزيارة المقبلة أن نرى الخير في هذه المنطقة يعم على الجميع". 
وتوجه إلى بلدة دورس للمشاركة في لقاء مع الأهالي في الباحة الخارجية للبلدية. 

دورس

ونظم "التيار الوطني الحر"، بالتعاون مع بلدية دورس، لقاء للأهالي مع وزير المهجرين  في الباحة الخارجية للبلدية، في حضور رئيس دائرة الأمن العام في بعلبك الهرمل المقدم غياث زعيتر، منسق "التيار الوطني الحر" في بعلبك الهرمل داني روفايل، منسق التيار في البقاع عمار أنطون، رئيس بلدية بعلبك فؤاد بلوق، رئيس بلدية دورس إيلي الغصين وفعاليات.

شحادة

استهل اللقاء بكلمة لشفيق قاسم شحادة باسم المجلس البلدي، قال فيها: "دورس هي بلدة العيش الواحد، والقرية المسالمة التي عاشت بسلام وود وطمأنينة طيلة فترة الحرب، ولم تشهد حالة تعد واحدة بين أبنائها المسلمين والمسيحيين".

عطالله

ثم تحدث عطالله، فقال: "من هذه الأرض الطيبة أرض الشهداء وأرض المقاومة والعزة، نسمع كثيرا عن العيش المشترك، أما أنتم في هذه المنطقة فتعيشون العيش المشترك، ولا تحتاجون إلى الحديث أمام الناس عن العيش المشترك، فأنتم بداخلكم حاضنون له كما في كل البلديات التي زرتها منذ الأمس".

وتابع: "منذ حوالي الأسبوعين خفنا من مشهد القتل والوحشية على الطريق، وهي صورة تختلف عن عاداتنا وتقاليدنا، وأنا أطمئن الناس في لبنان، أن شعبنا ما زال طيبا وصاحب أخلاق رفيعة، وضيعنا بلدات كرم، وانا اليوم لم أطرق باب أحد، ولم أدخل من أبواب كبيرة أو صغيرة، ووجدت كل الأبواب مفتوحة، أهل هذه الضيع قلوبهم واسعة، استقبلونا بكل كرم ومحبة، و هذه هي بلداتنا، بدنا نكفي ونعيش سوا".

أضاف: "هذه المناطق بحاجة للفتة كبيرة من الدولة، وأنا كوزير للمهجرين لا أعلم لماذا كانوا يعتقدون منذ 30 عاما أن الوزارة يجب أن تعمل في مكان واحد فقط، مع ان النص واضح لا جدال فيه، فأي مهجر من أرضه على كافة الأراضي اللبنانية خلال فترة الحرب هو على مسؤولية وزارة المهجرين، وهناك ملفات موجودة بالوزارة منذ سنة 1993 لابناء هذه المناطق في بعلبك الهرمل وزغرتا وعكار، ربما لانه لا يمكن توظيف ملفات الناس لكسب أصوات انتخابية في السياسة، وكان العمل دون استراتيجية أو مصداقية، كانت ملفات وزارة المهجرين لكسب أصوات انتخابية، هذا الملف وطني وإنساني وهو ملف حقوق الناس، لا يحق لنا التصرف به كما تصرفت الدولة على مدار 27 سنة".

وقال: "همنا الوحيد اليوم تأمين المبلغ المطلوب لإقفال هذه الوزارة، فمن المعيب علينا بعد 30 سنة أن يكون ما زال لدينا وزارة مهجرين".

وأردف: "اليوم تحققت خطوة ممتازة بإنجاز الموازنة، مع أنها ليست الموازنة التي نحلم بها جميعنا، ونحن كان لدينا طموح بأن تكون أفضل من ذلك، ولكن ما تحقق اليوم هو إنجاز أيضا وقطعنا خطوة جيدة، وسنبدأ اعتبارا من الشهر القادم بالعمل لإنجاز موازنة 2020 لتكون اول مرة بتاريخ ما بعد الحرب تقدم فيها الموازنة بالوقت الصحيح".

وشدد على أنه "اليوم بعد إقرار الموازنة ستبدأ الحركة الإقتصادية بالبلد، وسيبدأ العمل على مشاريع كانت متوقفة، وفي النهاية نحن في هذا البلد مصيرنا أن نعيش سويا، ونبني هذا البلد سويا، ولا نملك أي خيار إلا أن نكون في كل الظروف مع بعضنا البعض، وأثبتت الأيام انه لا أحد يمكن أن يغلب الآخر، وجميعنا اقليات، والقوي هو من يخاف على مصلحة البلد ويبني الدولة، وهناك مشكل اليوم عند بعض الناس يصرخون ويتهموننا بأمور عجيبة لان هناك فكرا مختلفا، ففي هذا البلد من بعد 1990 هناك مدرستان: مدرسة بناء الدولة ومدرسة البقاء على المزارع، ونحن مع مدرسة بناء الدولة وتربينا على يد مدرسة الرئيس ميشال عون على بناء الدولة والمؤسسات، ولا نستطيع العيش على شاكلة المزرعة، وما يؤكد على هذا الشيء التفاهمات التي نقوم بها مع كل الناس، وسنكمل بإقامة التفاهمات مع كل الناس، ومن يعتقد أنه أكبر من الدولة عنده مشكلة كبيرة، فمصلحتنا ان نعيش جميعنا تحت سقف الدولة، وكل إنسان منا يصل إلى حقوقه من خلال الدولة، وهذا الفكر الإقطاعي بعزل الآخرين لا يمكن أن نكمل معه، علينا التعاون جميعا يدا بيد لنبني هذا البلد معا".

وختم: "كما وقفنا بوجه الطاغية بحرب تموز وكنا جميعنا يدا واحدة وربحنا، ولا ننكر أن هناك أناسا كانت تحت الطاولة تلعب، واليوم بالاقتصاد هناك أناس تحت الطاولة تلعب، وكما ربحنا في حرب تموز سنربح في بناء الدولة والخيار الوحيد أن نتمسك ببعض".

وانتقل عطالله والوفد المرافق إلى مركز محافظة بعلبك الهرمل حيث التقى المحافظ بشير خضر في مكتبه، وجرى التداول في ملف المهجرين في المنطقة.

خضر

ورحب خضر بعطالله قائلا: "هذه الزيارة الأولى لوزير مهجرين إلى المنطقة منذ أن توليت مهامي في المحافظة، وفي هذه المنطقة تاريخيا لم يكن هناك تهجير بمعنى التهجير الذي شهدته مناطق أخرى من لبنان خلال الحرب المشؤومة، ولكن هناك عمليات نزوح كبيرة، ومن أول يوم كنت حريصا على تثبيت الناس في بلداتهم وعلى استقطاب النازحين من أبناء بعلبك الهرمل ليعودوا إلى قراهم وبلداتهم، وهو تحد ومسؤولية كبيرة".

أضاف: "تداولنا مع معالي الوزير في موضوع حساس يتعلق بثكنة غورو، وهي ملك الدولة اللبنانية، وهي بحسب التوصيف القانوني محتلة منذ 30 عاما، وهذا التعبير قد يزعج البعض ولكنه الوصف القانوني، وأنا على علم بكل تفاصيل ثكنة غورو، وكيف يتم تأجير بعض الشقق التي وضعوا اليد عليها في الثكنة للنازحين السوريين ولغير السوريين، وهذا الملف بكل محبة وبكل شفافية يجب أن يحل، وهو ليس تحد لأحد وليس موجها ضد أحد، ولكن ليس من المقبول ان يبقى بعد 30 عاما ملف من هذا النوع عالقا في لبنان".

مجدلون وحوش بردى

ثم جال وزير المهجرين في بلدتي مجدلون وحوش بردى، للإطلاع على الواقع ولقاء الأهالي والفاعليات وشرح وجهة نظره القاضية بالتوجه لإنهاء ملف المهجرين في كل المناطق.

ففي بلدة مجدلون استقبله في كنيسة مار الياس للروم الملكيين الكاثوليك كاهن الرعية الأب مروان معلوف ورئيس البلدية محمد مصطفى خير الدين وأعضاء المجلس البلدي ومخاتير البلدة وفاعلياتها.

وتحدث عطالله قائلا: "يسعدني زيارة هذه البلدة التي يعانق فيها الصليب قبة الجامع، ومنذ البارحة إلى اليوم كلما زرت ضيعة في هذه المنطقة أتعلم منها ونرى فيها أبهى صور العيش الواحد، الكثير من السياسيين يتغنون بالعيش المشترك، ولا يعيشونه، وأنا أنصحهم بأن يقوموا بجولة على بعلبك الهرمل ليروا كيف يكون العيش المشترك، وفي هذه القاعة يجلس إلى جانبي رئيس بلدية سابق مسيحي سلم الرئاسة لرئيس بلدية مسلم، يقفان إلى جانب بعضهما البعض للترحيب بنا في قريتهم، نحن جميعا في لبنان أخوة، عشنا معا وسنبقى سويا".

ورأى أن "حقيقة العيش المشترك الواحد، بأن يكون شغل الناس الشاغل هو اهتمامهم ببعضهم البعص، وهذا هو الوطن الحقيقي الذي نريده، ومن ظلم أخاه عليه أن يعترف بخطئه، وليس مقبولا أن تحصل حادثة ترتكب فيها جريمة، ولا يحاسب المجرم، إنني لا أفهم إلى متى ينبغي أن نبقى نخاف من الدولة والقانون، لماذا لا نكون جميعا تحت سقف القانون، ونقبل بحكم الدولة ونرضى بعمل المؤسسات، سنبقى نطالب بالدولة، ولدينا في بعبدا رئيس جمهورية جبل ما حدا بيكسروا، ولن نرضى بتغطية المرتكب، لأننا عند ذلك نبقى في مزرعة بدل أن نبني دولة، يجب أن نسعى لتسليم البلد لأولادنا أفضل مما استلمناه، وعلينا العمل لبناء الدولة والمؤسسات، ولا يوجد أحد أكبر من الدولة، ولا أحد فوق القانون، نحن أهل وأخوة، وهناك وطن يجمعنا جميعا، هذه لبنانيتنا وإنسانيتنا".

أضاف: "المحبة والمصالحة موجودة في كل الأديان، أما العنف فليس من الدين، وعلينا أن نعطي الأمثولة الصالحة. أشكركم لأنني تعلمت منكم وأعطيتموني صورة أجمل عن هذا البلد، صورة لبنان الجميل والمضياف التي أعتز بها، وليس صورة لبنان الحواجز وقطاع الطرق، بل لبنان البيوت المفتوحة للجميع، هذه أصالتنا وتربيتنا، وهذا لبنان الحقيقي".

وتابع: "لكم على وزارة المهجرين حقوق، وأنا أستغرب غياب الوزارة عنكم عشرات السنين، لقد وضعنا لأول مرة خطة لوزارة المهجرين، زاعجة البعض، هذه مشكلتهم وليست مشكلتنا، وضعنا في الخطة ضوابط لحفظ حق أي إنسان مستحق، والذي نعمل عليه هو تحقيق التوازن بين كل المناطق، لا ملفات سياسية ولا استنسابية، هذا ملف وطني وإنساني بامتياز، ونأمل توفير الأموال لنفي بحقوق الناس وننهي هذا الملف، ونقفل الوزارة".

حوش بردى

وفي حوش بردى كان في استقبال عطاالله رئيس بلديتها جورج أبو حيدر وكاهن رعيتها الأب نبيل رحمة وفاعلياتها وعائلاتها، حيث أعد له استقبال شعبي في المبنى البلدي، انتقل بعده إلى كنيسة مار جرجس، ثم جال في أرجاء القرية مطلعا على أبنية ما زالت مهدمة وأخرى مهجورة وما تم ترميمه وبناؤه على نفقة الأهالي، بعدما طال انتظار دفع التعويضات.

وتحدث عطالله قائلا: "هذه ضيعتكم، تشبثوا بأرضكم، فأفضل شيء أن يكون لديك ضيعة تعرف كيف تحافظ عليها، ولا أحد يعرف قيمة الضيعة إلا أهلها".

أضاف: "أعرف أن أحداثا كثيرة مرت عليكم، وأن ملفكم كبير في وزارة المهجرين، وأنتم من القرى التي لها حقوق، والتي في مرحلة من المراحل دفعت ثمنا كبيرا، حتى اليوم نرى بيوتا مهدمة وغير معمرة. أنا أطلب منكم أن يكون لديكم إرادة أكبر للبقاء، وهذه الضيع لا تعمر إلا بسواعد أهلها، ونحن علينا مساعدتكم قدر الإمكان، وأنتم عليكم احتضان بعضكم وأن تشدوا على أيدي بعضكم وأن تؤازروا بعضكم، فلا يوجد أي خلاف يستأهل أن نترك ضيعتنا".

وختم: "نحن نريد بناء دولة وبناء وطن، وسنتساعد وإياكم لبناء قرانا، لا نريد أن نرى ضيعة حزينة أو فيها بيت مهجور، ينبغي علينا العيش في قرانا وأن نفتح بيوتنا ونتشبث بأرضنا، ونفتح كنائسنا ودور عبادتنا لنصلي فيها ونقرع أجراسنا، وهذه الضيعة ستكون من أولويات اهتماماتنا". 

دير الاحمر

واختتم وزير المهجرين  جولته البقاعية في منطقة دير الأحمر، يرافقه منسق "التيار الوطني الحر" في البقاع عمار أنطون ومنسق بعلبك الهرمل داني روفايل، حيث زار مطرانية دير الأحمر المارونية، وكان في استقباله النائب أنطوان حبشي، راعي الأبرشية المطران حنا رحمة ونائبه المونسنيور بول كيروز، رئيس اتحاد بلديات منطقة دير الأحمر جان فخري ورؤساء بلديات قرى الجوار ومخاتير وفاعليات.

رحمة

ورحب رحمة بعطالله قائلا: "كدنا نيأس من الملفات الموجودة في وزارة المهجرين والتي تخص أغلبية قرانا، فنحن تهجرنا بطريقة ناعمة حينا وبطريقة واضحة حينا آخر، والبيوت المهجورة منذ سنوات طويلة أصبحت بحاجة إلى ترميم وتأهيل، وهناك بعض القرى مهجرة كليا وبحاجة لتشجيع أهاليها على العودة".

أضاف: "صورة لبنان الحقيقي لا تكتمل إلا بإعادة المسيحيين إلى القرى التي هجروا منها، وقيمة لبنان الرسالة لا يمكن أن نعيشها إلا معا مسلمين ومسيحيين، لذا نأمل من معاليكم مساعدة الناس الذين لديهم طلبات في الوزارة ليعودوا إلى قراهم ويتشبثوا بأرضهم، مع التمني بعدم صرف الدفعة الثانية لمن قبض الدفعة الأولى ولم يباشر بترميم أو بناء منزله".

وختم: "الإنسان الذي يترك أرضه يصبح بلا هوية، وكرامات الناس متعلقة بالدولة التي تنصفهم وتساعدهم وتشجعهم على العودة إلى بيوتهم".

حبشي

بدوره قال حبشي: "خطوة جميلة منك يا معالي الوزير بأن تنزل على الأرض، وتعاين البلدات التي عانت من التهجير، وهذا الشيء موضع تقدير، وهذه هي المرة الأولى التي يزور فيها منطقتنا وزير المهجرين".

أضاف: "بعلبك الهرمل تقول أهلا وسهلا بمعاليك، لأن هذه الزيارة تعني برمزيتها أن الوزير في وزارته لكل المناطق ولكل اللبنانيين وبالشكل الصحيح".

عطالله

وتحدث عطالله، فقال: "ينبغي أن نبقى في قرانا بكرامتنا، ونرجع إلى ضيعنا مواطنين درجة أولى وليس درجة ثانية وكل ما سكر حدا رأسه يقطع الطريق علينا، نحن أكثر الناس مع العيش المشترك ومع التمسك بالعيش مع الآخر، ونمد يدنا للآخر، ونريد أن نبني البلد سويا، ولكن نتمنى على الآخر أن يقبلنا أهل أرض وأصحاب حق".

أضاف: "هذه المناطق لها حق بوزارة المهجرين، وجئت اليوم لأعاين ميدانيا أحقية الناس الذين كان ينبغي أن تصلهم حقوقهم منذ سنوات طويلة، فالكثير من الملفات تم تقديم طلباتها بين عامي 1993 و1994، ولم يقبض أصحابها حتى الدفعة الأولى من حقوقهم، كما أنه بالمقابل هناك مناطق أخرى صرفت فيها أموال طائلة وبقيت مهجرة لأنه لم يتم حل المشكلة النفسية، ولو وضعت خطط إنماء لهذه المنطقة بمقدار مناطق أخرى لبقي أهلها يعيشون فيها، وخففوا الضغط عن مدينة بيروت".

وتابع: "وزارة المهجرين ليست وزارة لعد الأصوات، ونحن سنعمل في هذا الملف الوطني بتوازن بين كل المناطق، وأي مبلغ يتوفر لنا سنصرفه بالتساوي بين المناطق، لأن الوزارة أنشئت لحل مشكلة المهجرين في كل لبنان وليس في منطقة معينة، ففي إحدى المناطق صرفت مليارات الدولارات ولا تتجاوز نسبة العودة فيها ال17 بالمئة، لذا ينبغي التفتيش عن الحل الحقيقي لعودة المهجرين وطي هذا الملف".

وختم: "وضعنا خطة، وقلنا نلتزم بالرقم الذي حددناه لإقفال كل الملفات، ونأمل تأمين المبالغ المطلوبة عبر قانون برنامج لندفع لكل الناس مستحقاتهم، فهذه الوزارة أنشئت بالأصل لإعادة الناس إلى قراهم".

نبحا

وانتقل عطالله إلى نبحا المحفارة، حيث التقى الأهالي وحضر قداسا في كنيسة مار مطانيوس القديمة، ولبى دعوة آل الحدشيتي لتناول الغداء.

وألقى الشيخ ماهر أمهز كلمة قال فيها: "هذه نبحا الأبية التي كانت وستبقى مثالا للعيش الواحد الأبدي، وهذه البلدة دفعت من دماء خيرة شبابها في سبيل الدفاع عن كل الوطن في مواجهة العدوين الصهيوني والتكفيري".

واعتبر المحامي جيمي الحدشيتي أن "الجرح هو في العودة الخجولة التي تقف بوجهها الأوضاع الاقتصادية والضائقة المعيشية، والجرح بحقوق مواطن لبناني غابت دولته عن مده بها، وحرمته من حلم العودة الذي هو حق وواجب".

ورد عطالله بكلمة أشاد فيها بعادات أبناء المنطقة وتقاليدهم وفضائلهم، وقال: "بيوتكم أجمل بكثير من قصور عالية، بيوتكم تحكي عن وحدة هذا البلد، وتجمع الناس تحت سقفها بمحبة وإرادة الخير للآخر، هذا لبنان الذي نريده والذي نحبه ونحب أن نورثه لأولادنا".

أضاف: "خلال اليومين اللذين أمضيتهما في ربوع هذه المنطقة شعرت أنه من المستحيل أن نرى في لبنان صورة الحرب، عكس المشهد الذي شاهدناه قبل فترة والذي لا يرضى عنه أحد، نحن في حياتنا لم نقفل طريقا على أحد، ولن نسكر طريقا على أحد، ولا نقبل بأن يتم تسكير طريق على أحد".

وتابع: "أنتم قاومتم وصمدتم، ولديكم نفس بالكرامة من الصعب وصفه، أنتم بكل طوائفكم صنعنم زنارا لحماية لبنان من الغريب ومن الإرهاب، لذا فأنتم تمثلون صورة لبنان الحقيقية، هكذا نبني وطن المحبة، ويكفينا أحقاد الماضي وحروبا ونزاعات وشرخا بين بعضنا، وليكن خلافنا في السياسة حول من يقدم الأفضل وكيف نخدم الناس، ولنبتعد عن الاختلاف باعتماد اللغة الطائفية والمذهبية، العرقلة وتسكير الطرقات، وعلينا أن ننبذ الحرب والعنف وكل ما يورث المشاكل للأجيال القادمة".

وأردف: "كلنا أقليات وضعافا، ونحن نريد الدولة العادلة ودولة القانون والمؤسسات، لكي يحفظ كل إنسان حقه تحت سقف الدولة، والذي يثبت بعد محاكمته أنه مجرم مكانه السجن وليس بين الناس، ويجب ألا يحمي أحد الزعران".

وأشار إلى أنه سيطلب من الوزراء الذين لم يزوروا بعلبك الهرمل بأن يزوروها "حتى يروا التجسيد الحقيقي للعيش الواحد ولحب الأرض والكرامة والعزة والثبات والمحبة، في هذه الأرض الكريمة والطيبة، في أرض القداسة، اثبتوا بأرضكم ولا تدعوا أحدا يزعزع إيمانكم".

والختام بلقاء في منزل مسؤول العلاقات العامة في منسقية "التيار الوطني الحر" في بعلبك الهرمل جميل حدشيتي، حيث تم تقديم درع تكريم للوزير، وبندقية وعباءة شرقية. 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o