May 18, 2019 1:08 PM
خاص

هل تنفجر بين إيران وأميركا على الساحة العراقية؟
توازن القوى يبعد الاحتمال واليمن الساحة الأضعف

المركزية - طبول الحرب تقرع في الخليج، بتهديدات أميركية وردود إيرانية، ما يرفع وتيرة التوتر في المنطقة، مع وصول حشود عسكرية أميركية، وعمليات تخريبية طالت ناقلات ومحطات نفطية. الخارجية الأميركية اعلنت عن سحب موظفيها غير الأساسيين من سفارتها في بغداد وقنصليتها في أربيل، لمخاوف تتعلق بسلامتهم، فيما قالت إيران إن قواتها المسلحة جاهزة وقوية ومستعدة للرد، واجرت تعديلات اساسية في القيادية العسكرية. فهل تنفجر بين أميركا وإيران ويكون العراق مسرحها؟

مصدر مطلع على الشؤون العراقية، قال عبر "المركزية": "لن تنفجر في العراق بين اميركا وايران، لأن ايران هي الاقوى في العراق" "وهي موجودة في سوريا ولبنان واليمن عبر الحوثيين، لكنها أقوى في العراق" مشيراً إلى "أن الاميركيون لديهم 5700 جندي بينما يصل عديد الحشد الشعبي الايراني إلى حدود الـ150 الفاً".

واكد "أن إيران تحاول اقامة نوع من التوازن مع اميركا لأن باعتقادها، الولايات المتحدة الاميركية هي النقطة الأضعف في العراق. لكن كل ذلك  يبقى ضمن عملية شد حبال. هذه اللعبة الدبلوماسية، والتي تقضي بحمل عصاً غليظة يهدد بها كل طرف الطرف الآخر، وتكون بديلاً للحرب. بمعنى آخر، يحاول كل منهما إظهار مكامن القوة لديه، في العراق او سوريا او لبنان او اليمن".

ويعتبر المصدر عينه، "أن إيران لا تستطيع ان تشن حربا ضد أميركا على الساحة العراقية، لأن العراقيين لا يريدون صراعا اميركيا ايرانيا على ارضهم، اولاً لأنهم محايدون في هذا الصراع، وثانياً لانهم يسعون إلى الخروج من الوضع القائم، من الفقر والبطالة والفساد، إضافة إلى انقطاع الكهرباء، الأمر الذي قد يؤدي إلى اندلاع التظاهرات، كما حصل في جنوب البصرة الصيف الماضي".

وشدّد المصدر على "أن مقتدى الصدر وعمار الحكيم، وهما من اهم الزعماء الشيعة في العراق في كربلاء والنجف، لا يريدان الحرب، ولا يحبذان الخصومة مع الايرانيين، لكنهما أقاما معادلة مهمة، تقضي بالحفاظ على توازن القوى بين إيران وأميركا في العراق ".

ويعتبر المصدر "ان طلب اميركا من رعاياها التنبه ومغادرة العراق يدخل ضمن الموقف التكتيكي. والساحة العراقية محصنة من الشيعة قبل السنّة. صحيح انها ساحة متفجرة لكن الحكومة والشعب ممسكان بالقرار اكثر من اي مكان آخر في العالم العربي"، لافتاً إلى "أن المكان المتفجر المخيف هو اليمن حيث الحوثيون والسعوديون يقصفون اليمن، كما أن باستطاعة الحوثيين باستمرار ضرب مراكز او انابيب نفط، كما حصل في السعودية، وهذا خطير".

وختم المصدر مؤكداً "أن لا اميركا ولا ايران تريد الحرب، لأن ايران تدرك ان الحرب صعبة وانها ستخسر، حتى لو ربحت ستخسر جراء العقوبات المفروضة عليها، كما أن أميركا غير مستعدة للحرب. صحيح أنها حشدت الاساطيل، ولكن ليس من اجل الحرب، بل من اجل ترهيب ايران والحفاظ على التوازن في منطقة الخليج".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o