Feb 27, 2018 4:44 PM
تحليل سياسي

ايجابيات الزيارة السعودية تنتظر مشاورات الحريري في المملكة غدا الرياض تتطلع الى تقوية الدولة... وحزب الله: ممنوع المسّ بسلاحنا الغوطة تحت هدنة هشّة... ولودريان من موسكو: اضغطوا على سوريا

المركزية- بدا المشهد اللبناني مستغرقاً في هدنة سياسية فرضتها انعكاسات الزيارة السعودية لبيروت، واستوجبت تغليب اللغة الايجابية من اجل اعادة بناء جسور الثقة بين المملكة ولبنان في ظل الحاجة الكبيرة، للتقارب بين الرياض وبيروت، عشية انعقاد مؤتمرات الدعم الدولي للبنان وقبيل الانتخابات النيابية، بما جعل الوقائع تفرض نفسها على معظم ملفات البحث، وسط ترقب لما ستسفر عنه من نتائج زيارة رئيس الحكومة سعد الحريري الى السعودية المرتقبة غدا وسط ترجيحات بمغادرته ليلا اليها، في محطة تشكل اولى ثمار الجهد الفرنسي على خط اعادة ترتيب العلاقات الحريرية- السعودية، بعدما اسهمت في انهاء ازمة الاستقالة الشهيرة، ما يعزز الاعتقاد بأن الحريري سيزور باريس، على الارجح نهاية الاسبوع، لوضع الرئيس ايمانويل ماكرون في اجواء مشاوراته في المملكة والبحث في الاستعدادات لمؤتمرات الدعم، على رغم ان لا مواعيد رسمية للحريري حتى الساعة في دوائر الاليزيه وفق ما افادت مصادر دبلوماسية "المركزية".

العلولا...بري قامة وطنية: في الاثناء، يواصل المستشار في الديوان الملكي السعودي نزار العلولا زيارته لبيروت، وزار عين التينة حيث التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري. بعد اللقاء اكتفى الدبلوماسي السعودي بالقول "سعدت بلقاء الرئيس بري فهو قامة وطنية تبعث على الامل والتفاؤل بلبنان". أما رئيس المجلس فأشار الى ان "اللقاء كان وديا"، مضيفا "معاليه سيغادر اليوم على امل ان تكون هناك لقاءات اخرى". كما التقى العلولا الرئيس ميشال سليمان الذي اعتبر ان " الازدهار لا يحصل الا بالتخطيط لسيادة الدولة" مشيرا الى ان "احياء العلاقة مع السعودية أمر جدّي." وزار ايضا الرؤساء فؤاد السنيورة، تمام سلام ونجيب ميقاتي، فيما من المرجح ان يلتقي ايضا الرئيس امين الجميل ورئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل. ورجحت المعلومات ان يعقد لقاء مع رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط قبل ان يغادر بيروت ليلا.

تقوية الدولة: وفي السياق، اكدت مصادر مطلعة على ابعاد وخلفيات الزيارة السعودية لـ"المركزية" ان جزءا من زيارة العلولا الذي تولى الملف اللبناني خلفا للوزير ثامر السبهان، بما يرجح اطلالات مكثفة له على بيروت، يتمحور حول كيفية تثبيت دعائم الدولة من خلال دعم المشروع السيادي والخط الذي لطالما ساندته المملكة، باعتبار ان الوصول الى الاستقرار الثابت والنهائي غير ممكن من دون الدولة، الا انها اكدت ان ذلك لا يعني في اي حال التدخل السعودي المباشر على الخط الانتخابي وفق ما يروج البعض،. وشددت على ان اي حركة سعودية في الاتجاه اللبناني ما هي الا من منطلق الحرص على الاستقرار في لبنان ومشروع الدولة فيه.

الحريري مسافر: ونظرا الى انتقال الرئيس الحريري الى الرياض، تلبية للدعوة السعودية حيث سيلتقي غدا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد محمد بن سلمان، في رحلة لن يرافقه فيها أي من الوزراء وفق المعلومات، تبلّغ الوزراء ان لا جلسة لمجلس الوزراء هذا الاسبوع.

اجتماع اللجنة: وقبيل مغادرته، رأس في السراي الحكومي اجتماعًا للجنة الوزارية لدراسة مشروع قانون موازنة 2018 ، هو الثاني هذا الاسبوع، حضره نائب رئيس الحكومة وزير الصحة غسان حاصباني والوزراء علي حسن خليل، محمد فنيش، ميشال فرعون، ايمن شقير، اواديس كدنيان، رائد خوري، يوسف فينيانوس والامين العام لمجلس الوزراء فؤاد فليفل. وقبل الاجتماع، قال وزير المال علي حسن خليل "اذا اردنا اقرار الموازنة قبل الانتخابات، على الاقل لننهيها قبل ٥ آذار ولكننا لم نضع مهلة محددة للانتهاء من الموازنة والاكيد أن يجب وضع اجراءات لضبط الانفاق وتخفيض الدين". أما وزير الشباب محمد فنيش فقال "موقفنا واضح في ملف الكهرباء و"نحنا مش ماشيين بالبواخر"!

خطة الى "سادر": على صعيد آخر، وعشية اعلان التيار الازرق اسماء مرشحيه الى الانتخابات النيابية المرتقب قريبا، أكد الرئيس الحريري "أن الانتخابات النيابية المقبلة بمثابة استفتاء لاستكمال مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري للنهوض بالبلد وتنمية الاقتصاد وتحسين مستوى عيش المواطنين"، داعيا "أبناء العاصمة الى الاقتراع بكثافة لتوفير مقومات استمرار هذا المشروع الذي يصب في مصلحة البلد ككل". وقال في عشاء اقيم على شرفه في بشامون امس "بفضل التوافق الذي تحقق قبل عام تقريبا مع جميع الأفرقاء السياسيين، بدأنا نشهد استقرارا سياسيا وأمنيا في البلاد، وهذا أساس لأي نهوض اقتصادي، وهو ما سعيت إليه طوال الفترة السابقة، فلا شك أن هناك تحديات كثيرة ومطالب لا بد من تلبيتها، لكن الأساس هو أن نخفف على المواطن عبء الكهرباء والمياه والاتصالات والطبابة والتعليم وغيرها. واليوم لدينا خطة سنحملها إلى مؤتمر "سادر" الذي سيعقد في باريس، والذي نعتقد أن الأمور ستكون إيجابية لأن كل الدول الأجنبية متحمسة للمشاريع التي نحملها، وكذلك متحمسة للمشاريع التي نحملها إلى مؤتمر روما لدعم الجيش والقوى الأمنية".

ممنوع المسّ بسلاحنا: في الاثناء، وفيما الحماوة الانتخابية ترشيحاً وتحالفاً آخذة في الارتفاع برز اخيرا موقف "لافت" بتوقيته ومضمونه لوزير الداخلية نهاد المشنوق كشف فيه "ان بعد الانتخابات ستتشكل موجة مطالبة باستراتيجية وطنية دفاعية لوضع السلاح تحت إمرة الدولة". وفي السياق، اوضحت مصادر "حزب الله" لـ"المركزية" "ان لا مانع لدينا من البحث في الاستراتيجية الدفاعية اليوم قبل الغد، لكن يجب التنبّه الى ان الاستراتيجية الدفاعية شيء وسلاح الحزب شيء اخر، وبالنسبة لنا البحث في سلاحنا امر ممنوع".

التحكيم: وليس بعيداً، وعن موقف رئيس الجمهورية من اللجوء الى التحكيم الدولي لفضّ النزاع النفطي مع اسرائيل، رفضت المصادر تحديد موقف الحزب من اللجوء الى التحكيم، علماً ان الرئيس بري كان واضحاً برفضه".

هدنة هشة: اقليميا، بدت الهدنة الانسانية التي دخلت حيز التنفيذ اليوم في الغوطة الشرقية هشة وغير متماسكة. اذ استمر قصف النظام السوري للمنطقة المحاصرة وحصد اليوم 5 قتلى، وفق ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. من جهته، اتهم الجيش الروسي مقاتلي المعارضة السورية في الغوطة بإمطار ممر إنساني بقذائف المورتر، وهو ما نفته الاخيرة.  أما مصادر دبلوماسية فأعلنت لرويترز أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية تحقق في هجمات وقعت في الآونة الأخيرة في الغوطة الشرقية المحاصرة الواقعة تحت سيطرة المعارضة السورية لتحديد ما إن كانت أسلحة محظورة قد استخدمت.

لودريان في روسيا: دبلوماسيا، دعا وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، موسكو للضغط على الحكومة السورية من أجل وقف إطلاق النار، لتنفيذ قرار مجلس الأمن حول الهدنة في سوريا. وقال خلال لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف "أولوية ​فرنسا​ هي الحل السياسي في ​سوريا​ برعاية أممية وعدم تحويل النزاع السوري إلى نزاع إقليمي"، مشيرا الى ان "القرار 2401 يشكل ​القاعدة​ للهدنة الانسانية في سوريا وإجلاء المرضى من مناطق الصراع"، لافتاً إلى "اننا ناقشنا مع الروس تطبيق القرارات الأممية في سوريا".

القدس: من جهة ثانية، وفي وقت استمرت أبواب كنيسة القيامة مغلقة في القدس، أفيد ان اسرائيل علقت الاجراءات الضريبية التي كانت تنوي فرضها على ممتلكات الكنائس.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o