جولة جديدة من مفاوضات أستانة غدا.. وإدلب حاضرة في صلبها
التنسيق الايراني-التركي الوليد في شمال سوريا يدل الى اقتراب الحسم العسكري؟

المركزية- عشية جولة جديدة من مفاوضات استانة مقررة غدا في العاصمة الكازاخية، أعلنت وزارة الخارجية التركية، عن عملية تبادل بعض المعتقلين بين قوات المعارضة والنظام السوري، في منطقة الباب التابعة لمحافظة حلب شمال سوريا. وذكر بيان صادر عن الوزارة، نقلته وكالة "الأناضول"، أن عملية المبادلة تأتي ضمن المشروع الثالث في إطار مجموعة العمل المعنية بإطلاق سراح المحتجزين/المختطفين قسرياً وتبادل الجثامين والكشف عن مصير المفقودين. وأوضح البيان أنه جرى تبادل بعض المعتقلين بشكل متزامن بين فصائل المعارضة والنظام في منطقة أبو الزندين التابعة لمدينة الباب بريف حلب شمالي سوريا. وفي وقت سابق، الاثنين، أفادت "الأناضول" أن فصائل المعارضة السورية والنظام أطلق سراح 9 أشخاص من كل جانب، بموجب مباحثات أستانة، التي تنعقد جولة جديدة منها في 25 نيسان الحالي.

ميدانيا، شن الطيران الحربي الروسي سلسلة غارات على ريف إدلب في شمال غربي سوريا. وفي السياق، أفادت وكالة "سبوتنيك" الروسية بأن "طيران الاستطلاع تمكّن من رصد تحركات معادية وحشود لمسلحي هيئة تحرير الشام، وتم التعامل مع هذه التحركات عبر الطيران الحربي، حيث نفّذت المقاتلات الروسية 18 غارة"، متحدثة عن ترؤس رئيس "هيئة تحرير الشام" أبو محمد الجولاني، اجتماعاً لفصائل، استعداداً لصد هجوم لقوات النظام السوري على ريف إدلب.

تنطلق مصادر دبلوماسية عبر "المركزية" من هذين الحدثين لتشير الى ان فحوى اجتماع منصّة أستانة غدا، سيدور في رحاهما. فعلى صعيد تبادل الاسرى، ستستمر اللجان المكلفة هذا الملف في جهودها في الفترة المقبلة. واذا كانت ستتمكن من إحراز خروق ايجابية في هذه العمليات، فإن تحقيق تقدّم على صعيد الوضع الميداني في إدلب لا يبدو مضمونا بعد.

بين الجولة الماضية من النقاشات وتلك المرتقبة غدا، تبدّلت المعطيات في شأن شمال سوريا. فالتنسيق الايراني – التركي تحرّك على هذا الخط منذ اسابيع، بعد فترة من المواقف المتناقضة بين الجانبين ازاء هوية الجهة التي ستسيطر على هذه المنطقة. وقد دلت مواقف الاكراد الى وجود تعاون جدّي بين انقرة وطهران في الشمال، يخشون هم ان يكونوا ضحيّته. وفي السياق، أعلن الرئيس المشترك لمجلس ​سوريا​ الديمقراطية، ​رياض درار​،  أنّ "زعيم عشيرة "البقارة" الشيخ ​نواف راغب البشير​ يحاول في الوقت الحالي استقطاب عناصر أخرى غير أبناء عشيرته لتنفيذ بعض مخطّطات ​طهران​ ضمن ​الأراضي السورية​". وشدّد في حديث صحافي، على أنّ "​إيران​ و​تركيا​ تحاولان استخدام عناصر لإثارة الفتن والنعرات بين أبناء المناطق"، متّهمًا هؤلاء بـ"العمالة والارتزاق". ولفت إلى أنّ "مخطّطات أتباع ​أنقرة​ وطهران هي إحداث التخريب المتعمّد في مناطقنا بهدف نيل مكانة ومكاسب، بالإضافة لبعض المناصب".

فهل تدل هذه المعطيات المعطوفة الى القصف الروسي، الى ان الضوء الاخضر للحسم في ادلب وتطهيرها من الارهابيين بات متوافرا، وان العملية العسكرية في هذه المنطقة وشيكة؟ ربما، تجيب المصادر، الا ان اي تحرّك لا يزال ينتظر موقفاً من الولايات المتحدة، علما ان الاخيرة تعتبر أمن الاكراد خطا أحمر وعلاقاتها مع أنقرة تشهد اليوم فتورا إن لم يكن أكثر...