Apr 16, 2019 3:48 PM
خاص

صمـت دمشق يعزز فرضية تسـليمها رفات كوهين لتل ابيـب
مرونة النظام لدفع نتنياهو الى دعم خيار بقاء الاسد في السلطة؟

المركزية- غداة استعادة إسرائيل رفات الجندي زخاري بوميل الذي فقدته في معركة السلطان يعقوب عام 1982، تسربت معلومات جديدة منذ ايام قليلة، تتحدث عن تحضيرات في تل ابيب لاستلام رفات الجاسوس إيلي كوهين الذي حوكم وأعدم شنقا في دمشق، سنة 1965 بتهمة التجسس.

فقد كشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية معطيات تفيد بأن الوفد الروسي الذي زار سوريا أخيراً، غادر وهو يحمل تابوتا في داخله رفات كوهين. وفي وقت لا تزال الدول الثلاث المعنية بالملف تلتزم الصمت، بدا لافتا ان القناة "12" الإسرائيلية كانت أول من أذاع الخبر فيما الحكومة الإسرائيلية والجانب السوري ايضا يرفضان التعليق على الموضوع.

في الاثناء، ذكّر جهاز الموساد الإسرائيلي الخميس الماضي، أنه تمكن في السنة الماضية من استعادة "ساعة" كوهين. ونقل بيان عن رئيس الموساد يوسي كوهين قوله "في ختام عملية خاصة، نجحنا في أن نحدد مكان الساعة التي كان إيلي كوهين يضعها في سوريا حتى يوم القبض عليه، وإعادتها إلى إسرائيل".

وبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، صحيح ان دمشق لم تستجب على مر السنين لطلبات تل ابيب إعادة رفات كوهين اليها، الا ان صمتها ازاء المعلومات المنتشرة اليوم في خصوصه، وعدم مسارعتها الى نفيها وحسم الجدل الدائر في شأنها، يقودان الى ترجيح فرضية كونها "دقيقة".

ويعزّز هذا الاعتقاد، توقيت إثارة قضية التسليم. فهي تأتي على مسافة زمنية قصيرة (اسبوعان) من واقعة استرجاع إسرائيل رفات الجندي بوميل، من سوريا، بمساعدة روسيا، بعد قرابة 40 عاما على إعلان اختفائه في لبنان.

ومن هنا، تنتقل المصادر لتناقش دلالات هذه "المرونة" السورية تجاه تل أبيب، اذا ما صدقت معطيات تسليمها رفات كوهين...

ما يجدر التوقف عنده اولا، في رأي المصادر، هو احتفاظ النظام السوري برفات كوهين، الجاسوس الاشهر في العالم العربي، اليهودي من أصول عربية الذي كاد أن يصبح وزير دفاع سوريا ونجح في اختراق أعلى مستويات النظام. فالامر في حدّ ذاته لافت ويدل الى نية النظام التفاوض عليها مع الجانب الاسرائيلي في الوقت المناسب. ويبدو ان هذا الوقت هو اليوم، تتابع المصادر.

ففيما تصعّد تل ابيب ضد دمشق - أكان في الميدان حيث تتحرك آلتها العسكرية في شكل شبه أسبوعي ضد أهداف تابعة للنظام وايران في سوريا، او في السياسة والدبلوماسية، حيث "قضمت" منها في الايام القليلة الماضية الجولان المحتل، باعتراف الولايات المتحدة بسيادة اسرائيل على الهضبة الاستراتيجية الغنية بالموارد الطبيعية – قد يكون الرئيس بشار الاسد قرر في هذه المرحلة الدقيقة لعب ورقة "مغازلة" الكيان العبري، فقدّم اليه رفات بوميل وبعده كوهين، علّه في "الخدمات" هذه، يذكّر اسرائيل بـ"الهدنة" القائمة بين الطرفين منذ عقود، لا سيما في الجولان، وإن في شكل غير معلن، وبإمكانية إحيائها مجددا وتعزيزها وتثبيتها.

وبذلك، وفي ظل الضغوط الدولية المتزايدة اليوم لفرض حل سياسي في سوريا لن يضمن بقاءه على رأس السلطة في البلاد، يسعى الاسد الى دفع نتنياهو الى دعم خيار إبقائه في الحكم في سوريا، بدل المغامرة بتغييره، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o