Apr 11, 2019 4:13 PM
تحليل سياسي

دومينو الاطاحة بالرؤساء العرب يسقط البشير...والقوات المسـلحّة لفترة انتقاليـة
بافلوبولوس يجول.. عون يرفض الانضمام لأي منتدى مع اسرائيل وبري: شهر دقيق
باسيل يسعى لحلف نفطي وغازي ثلاثي مع قبرص واليونان والموازنة الى الاقرار خلال شهر

المركزية- بعد تونس ومصر والجزائر والسودان، ما هي الدولة العربية أو الشرق الأوسطية التالية؟ سؤال يطرح نفسه بقوة، والاعتبارات التي توجبه هي أن "أحجار الدومينو" تتدحرج من شمال أفريقيا فيما تبقى ليبيا واليمن والعراق وسوريا تتقلب على جمر تطورات دراماتيكية من دون حسم.

بأسرع من المتوقع، وبطبعة تكاد تكون طبق الاصل عن سيناريو الجزائر، تنحى الرئيس السوداني عمر البشير وأعلنت القوات المسلحة "اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله واعلان حالة الطوارئ في البلاد".. معلنة "عن فترة انتقالية لمدة عامين تتولى فيها القوات المسلحة ادارة البلاد."

بين لبنان واليونان:  في الانتظار، شغلت محادثات لبنانية – يونانية حضر فيها النفط والاقتصاد والنزوح، الساحة السياسية اللبنانية. فقد أعلن رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس اليونان بروكوبيوس بافلوبولوس، الذي زاره في بعبدا "انني أكدت حق لبنان باستخراج النفط والغاز ضمن المنطقة الاقتصادية الخالصة، وشددت على رفض الانضمام الى أي منتدى أو آلية تعاون تشارك فيها اسرائيل لا سيما منتدى غاز شرق المتوسط". وأشار الى اننا "نتطلع الى لقاء القمة بين لبنان واليونان وقبرص الذي ستستضيفه العاصمة القبرصية لتوطيد مختلف اوجه التعاون. وهو تعاون توطد مع اللقاء الوزاري الثلاثي في بيروت ويواكبه ممثلون عن القطاع الخاص في الدول الثلاث ما يشكل جسر تواصل خصوصا اذا ما تشاركنا الخبرات في مجال قوانين البحار". وقال: "‏استعرضنا ملف النازحين الشائك، فأطلعت الرئيس على الأعباء التي يتحملها لبنان نتيجة وجود اكثر من مليون و800 الف نازح التي تضاف الى ملف اللجوء الفلسطيني المزمن، الامر الذي يستلزم مسؤولية مشتركة تقوم على العمل السريع لاقفال الملف بتسهيل عودتهم الى المناطق الآمنة في سوريا". وتابع: "‏شكرت الرئيس على موقف بلاده بشأن القدس وموقفها بشأن الجولان السوري. وشددت على أن قرار الرئيس الأميركي الاعتراف بسيادة اسرائيل على مرتفعات الجولان واعترافه بالقدس عاصمة لاسرائيل نقض فاضح لمرتكزات الشرعية الدولية وميثاق الامم المتحدة ويهدد سيادة لبنان الذي يمتلك أراض قضمتها إسرائيل".

انتقاد لأوروبا: بدوره، أعلن الرئيس اليوناني، اننا من "أوائل من أطلق الحوار بين الحضارات، والحاجة أصبحت ضرورية أكثر من الماضي لفتح قنوات التواصل لكثرة النزاع القائم بين الحضارات". وشكر الرئيس اليوناني لبنان "على ما قام به في إطار مأساة النازحين السوريين"، معتبرا ان "أوروبا لم تكن حاضرة كما يجب منذ بدء الأزمة في سوريا"، مضيفا "لقد تحملتم مسؤولية كبيرة أثناء الحرب السوريّة ونحن ممتنون للغاية لما تقومون به وما قام به الشعب اللبناني وأريد أن أنتقد أوروبا لأن لبنان لم يتلقَ الرد المناسب من الاتحاد".

خطوة غير كافية: ومن بعبدا توجه الرئيس اليوناني الى عين التينة حيث استقبله الرئيس نبيه بري الذي قال بعد اللقاء "لا أريد أن أقول ان هذا الشهر مصيريّ ولكنه دقيق وأول الاجراءات هي الموازنة ولا خوف على لبنان"، مضيفا "الشهر الحالي دقيق من ناحية الاجراءات الاقتصادية وخطة الكهرباء خطوة على الطريق الصحيح انما ليست كافية والاهم هو الموازنة"... وبعدها توجّه الرئيس اليوناني الى السراي حيث استقبله رئيس الحكومة سعد الحريري.

في مجال آخر، وبعد اقرار خطة الكهرباء، اتجهت انظار اللبنانيين نحو مشروع الموازنة، كخطوة ضرورية يترقبها الخارج في مجال الاصلاحات الانقاذية للشروع في وضع مقررات مؤتمر "سيدر" موضع التنفيذ. وازاء بروز معلومات عن اعتراضات سياسية على تخفيضات مقترحة في اكثر من مجال قد تعرقل اقرار المشروع سريعا، قالت مصادر معنية بالملف لـ"المركزية"، ان القوى السياسية من دون استثناء تدرك حراجة الوضع المالي وباتت تتصرف بهديه، بعدما بلغت التحذيرات الدولية ولا سيما من المؤسسات والصناديق المالية، سقفها الاعلى حينما نقل موفدوها ممن زاروا لبنان أخيرا رسائل في هذا الاتجاه بلغت مسامع القوى المشار اليها التي لا يمكن الا ان تتهيب حراجة الموقف ودقة الوضع وتعمد الى تسهيل الاقتراحات وفتح درب الاصلاحات بعيدا من المصالح الفئوية. وتوقعت ان تبصر الموازنة النور خلال شهر كحد اقصى.

محادثات اقتصادية: اقتصاديا، عقدت في وزارة الخارجية والمغتربين محادثات موسعة بين لبنان وقبرص، شارك فيها عن الجانب اللبناني وزير الخارجية جبران باسيل ووزيرة الطاقة ندى البستاني، وعن القبرصي وزيرا الخارجية نيكوس كريستودوليديس والطاقة والتجارة والصناعة يورغوس لاكورتريبس. وركزت المحادثات على موضوع النفط والاستثمارات اللبنانية في قبرص. وعلى الاثر، دعا باسيل الى "عدم تفويت مزيد من الفرص في موضوع النفط والغاز". وقال: "علينا أن نستعجل في اتفاقياتنا الثنائية، وحددنا موعدا أوليا في 7 ايار لعرض أولي ثمّ في حزيران لتقييم أدق، ونأمل أن نكون وصلنا إلى نتيجة في أول أيلول". ودعا الى مشاريع مشتركة مادية مع قبرص وهي دولة صديقة وجارتنا الأقرب إلى أوروبا، وقال "نأمل بعلاقات استراتيجية، وطرحنا أن أي اكتشاف غازي أو نفطي بيننا يتم استثماره بمشاريع مشتركة". وقال "أضعنا فرصا ووقتا ولا مجال لأي خسائر إضافية وسنسعى إلى تعزيز تعاوننا مع قبرص وصولا الى حلف نفطي وغازي كما نأمل".

قبرص تدعم لبنان: بدوره، أكد وزير الخارجية القبرصي ان "قبرص لن تشارك في اي عمل يخرق السيادة اللبنانية". وشدد على ان "قبرص ماضية بدعم لبنان في مواجهة التحديات وخصوصاً موضوع اللاجئين السوريين وسنقف الى جانبكم".

توضيح شقير: على صعيد آخر، عقد مجلس الوزراء في السراي جلسة عادية برئاسة الرئيس الحريري. وفي وقت أفيد ان وزير الاتصالات محمد شقير سيطرح الغاء الـ60 دقيقة المجانية التي تعطى لاصحاب الخطوط الخلوية الثابتة،  أوضح الاخير أن طلبه إلغاء الـ60 دقيقة مجانية، جاء لتصحيح ما اعتبره قراراً خاطئاً اتخذ في حينه، مؤكداً أن الدعم يجب أن يوجَّه إلى الناس التي تحتاج إليه لا العكس. وقال شقير في بيان: يوجد اليوم نحو 4 ملايين و400 ألف خط خلوي، منها 600 ألف خط ثابت معظمها لأشخاص ميسورين، ومن بين الـ600 ألف هناك فقط 3 أو 4 في المئة أصحاب دخل متوسط، فيما الغالبية الساحقة هي من الميسورين. وسأل مَن انتقد هذه الخطوة "هل الدعم يوجَّه إلى هذه الفئة، أو إلى مَن يحتاج فعلاً إلى الدعم من أصحاب الدخل المحدود والفقراء وطلاب المدارس والجامعات الذين يستخدمون خطوطاً مسبقة الدفع وعددها نحو 3 ملايين و800؟". وإذ أشار إلى أن "الوفر الذي سيحقق من إلغاء هذا الدعم يبلغ نحو 25 مليون دولار سنوياً"، أعاد شقير التأكيد على "ضرورة القيام بخطوة ما تجاه أصحاب الخطوط المسبقة الدفع، وهذا ما أعمل عليه".

فرعية طرابلس: من جهة ثانية، وعشية فرعية طرابلس الاحد، وقبيل زيارة الحريري الى عاصمة الشمال غدا، جال الرئيس فؤاد السنيورة على فاعليات المدينة وتمنى أن "تكون المشاركة فاعلة وكثيفة وتعبر عن رأي مدينة طرابلس والطرابلسيين، الذي يجب أن ينطلق من هنا بأننا نريد عودة الدولة إلى لبنان بسلطتها وهيبتها ودورها. هذه هي أهمية هذه الانتخابات، إنها تطلق صرخة قوية وأساسية بضرورة عودة الدولة لكي تتولى دورها وتقوم بما ينبغي عليها أن تقوم به في خدمة اللبنانيين والتعبير عن رأيهم، وفي حماية أمنهم وأمانهم. من هنا، تكمن أهمية هذه الانتخابات".

اقالة البشير: اقليميا، تسارعت الحوادث في السودان في شكل مفاجئ وغير متوقّع. ففيما تستمر التظاهرات الشعبية المطالبة برحيل الرئيس عمر البشير من الحكم، منذ أسابيع، من دون أن تلقى آذانا صاغية من الرجل القابض على مقاليد السلطة منذ 3 عقود، دخل الجيش على الخط، وبدّل المشهد رأسا على عقب، معلنا "اقالة البشير من جميع مناصبه، وإقالة نوابه ومساعديه وحكومته"، وقد أفيد ان الرئيس المخلوع غادر السودان فجر اليوم وتوجّه الى العاصمة السعودية. وعلى الاثر، خرج عشرات الآلاف في مسيرات احتفالية في وسط الخرطوم صباحا. من جهتها أعلنت القوات المسلحة السودانية "اقتلاع النظام والتحفظ على رأسه بعد اعتقاله، وإعلان الطوارئ وحظر التجوال ووقف العمل بالدستور"، كاشفة عن "فترة انتقالية لمدة عامين تتولى فيها القوات المسلحة إدارة البلاد".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o