Feb 19, 2019 2:23 PM
خاص

المملكة تتمدد آسيويا: تعزيز للدور السياسي واحتواء لايران
نادر: إرساء شراكات جديدة في إطار رؤية 2030

المركزية- في إطار التنافس الايراني-السعودي على باكستان، سجلت الرياض هدفا خاطفا في مرمى طهران بعد الزيارة الاستراتيجية والباذخة على حد وصف الاعلام العالمي، التي قام بها ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان الى اسلام آباد أول أمس. عصفوران بحجر واحد ضرب بن سلمان، فإضافة الى المكاسب الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية التي يسعى الى تحقيقها في القارة الآسيوية مع كل ما تمثله كمركز ثقل لأهم الاقتصادات الناشئة في العالم(زيارته تشمل الهند والصين أيضا)، انتزع الامير الشاب بدبلوماسية المال، موطئ قدم في الحديقة الخلفية لطهران خصمه اللدود، ووقع خياره على باكستان الدولة النووية المسلمة وصاحبة إحدى اقوى الجيوش في العالم، في إطار مسعاه لخلق توازن ردع يتصدى للطموحات النووية الإيرانية.

المحلل السياسي سامي نادر أشار عبر "المركزية" الى أن "العلاقات السعودية-الباكستانية ليست وليدة الامس، والشراكة بينهما قائمة منذ زمن بعيد على رغم التحولات التي تشهدها التوازنات الآسيوية، فالسعودية من موقعها الريادي في العالم الاسلامي وكقوة اقتصادية، وباكستان من موقعها العسكري والنووي، تقاطعتا على مدى عقود من الزمن في العديد من الملفات. أما العامل المستجد اليوم فهو دخول المملكة على خط التقارب بين الهند وباكستان، في مبادرة دبلوماسية من شأنها أن تدفعها الى لعب دور اقليمي أكبر يمتد الى جنوب وشرق آسيا".
ولفت الى أن "الهند تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم (نحو 217 مليونا، مقابل 180 مليوناً في باكستان و30 مليوناً في السعودية). من هنا، أي دور ستلعبه السعودية على خط العلاقة بين نيودلهي واسلام آباد سيكون له انعكاسات إيجابية على دورها في العالم الاسلامي، خصوصا أن الهند وإيران تعقدان شراكات اقتصادية ضخمة، منحت طهران امتدادا آسيويا في العالم السني".

وأشار الى أن "باكستان لطالما لعبت دور المحايد بين السعودية وايران، وهي تملك علاقات مستقرة مع الاخيرة على رغم حلفها التاريخي مع السعودية، ولكن عجزها الاقتصادي دفعها الى مد يدها الى المملكة، فتلقف ولي العهد الموضوع وحط في اسلام آباد على بعد كيلومترات من طهران، في عملية احتواء لمحيطها المباشر".

وقال إن "الانفتاح السعودي على شرق  وجنوب آسيا، يعكس التحولات التي تقوم بها المملكة في إطار خطة 2030 التي تتيح لها الاستثمار في مقوماتها الجغرافية والدينية والاقتصادية، بدلا من الاعتماد على النفط فقط، وهي بذلك تثبت أن لديها القدرة على ارساء شراكات جديدة مع اكثر من طرف على الصعيد الدولي الامر الذي لا قدرة لطهران على فعله على رغم المقومات الاقتصادية التي تتمتع بها".

ولفت الى أن "البيان الختامي الذي صدر بعد لقاء بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني عمران خان،  تضمن موقفاً مشتركاً حول فلسطين والقدس"، مشيرا الى أنه "موقف مهم ويقطع الطريق على محاولات تخوين المملكة من خلال اتهامها بالتخلي عن حقوق الشعب الفلسطيني ودعم "صفقة القرن".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o