Feb 11, 2019 4:55 PM
تحليل سياسي

ايران تمـد اليـد للبنان... ظريف: ترويج لاخبار وهمية ولا قوانين تمنع تعاوننا
ابو الغيط يجول: لم ارصد توافقا عربيا لاعادة سـوريا الـــى الجامعــــة
ماكرون قد يزور بيروت في الربيع ودوكان يسبقه لاجتماع المؤسسـات المانحة!

المركزية- مع ان محطة  رئيس الوزراء سعد الحريري في الامارات العربية نهاية الاسبوع بما تضمنت من مواقف والزيارات المتعاقبة للموفدين العرب والايرانيين وسواهم لبيروت احتلت صدارة المشهد اللبناني، فإن الانظار والاهتمامات ستتركزاعتبارا من يوم غد على جلسة الثقة البرلمانية بالحكومة الحريرية لتشكل المعبر الالزامي لانطلاق ورشة النهوض الاقتصادي المفترض ان يضع الاصلاحات على سكة مؤتمر "سيدر".

وفي حين يتوقع ان تسجل المداخلات الكتائبية والاشتراكية مواقف عالية السقف من الحكومة لكون الاولى معارضة فيما وجهت الثانية سهامها باكرا في اتجاه الفريق الوزاري الجديد، يفترض ان تخرج حكومة "الى العمل" بثقة قياسية على الارجح.

دعوة ايرانية لعون: وفي الانتظار، شغل وزير الخارجية الايرانية محمد جواد ظريف الساحة الداخلية بجولته اليوم على المسؤولين اللبنانيين ناقلا استعداد بلاده لمساعدة لبنان على الصعد كافة. وقد حرص على التأكيد ان لا قوانين دولية تمنع ايران ولبنان من التعاون. وفي وقت نقل الى الرئيس عون في بعبدا، رسالة شفهية من الرئيس الايراني ضمنها تحياته وتمنياته له في التوفيق له في قيادة مسيرة لبنان، مجددا الدعوة التي كان وجهها اليه لزيارة الجمهورية الاسلامية الايرانية، مشيدا بالعلاقات اللبنانية- الايرانية التي تصب في مصلحة البلدين والشعبين، منوها بحكمة الرئيس عون التي ادت الى تشكيل حكومة جديدة.. اعرب له رئيس الجمهورية عن امتنانه للدعم الذي يلقاه لبنان من الجمهورية الاسلامية في المجالات كافة، انطلاقا من علاقة الصداقة التي تجمع بين البلدين. وابلغ الرئيس عون ظريف، ان مسألة النازحين السوريين في لبنان تحتاج الى معالجة تأخذ في الاعتبار ضرورة عودتهم الامنة الى المناطق السورية المستقرة، لاسيما وان تداعيات هذا النزوح كانت كبيرة على الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية والامنية في لبنان، معتبرا ان لايران دورا في المساعدة على تحقيق هذه العودة.

باسيل..لا حرج: ومن بعبدا، انتقل ظريف الى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري. وقال ظريف بعد اللقاء "الجمهورية الاسلامية الايرانية لديها الاستعداد الكامل للتعامل مع الجمهورية اللبنانية على كافة الاصعدة لما يخدم مصلحة البلدين الشقيقين وهذه العلاقات المميزة تخدم الشعبين الشقيقين ولا ترتد سلبياً عليهما". اما في الخارجية، فالتقى ظريف نظيره جبران باسيل الذي أكد في مؤتمر صحافي عقده مع ضيفه "اننا متفقون معه على وجوب التسريع بالحل السياسي لسوريا، ومسار أستانة يهم لبنان من ناحية الإستقرار وتهيئة الأجواء لعودة النازحين". وأعلن باسيل اننا "سنتغيب عن مؤتمر "وارسو" بسبب حضور إسرائيل، ولأن لبنان يتبع سياسة النأي بالنفس". وأشار الى ان "لبنان أنجز المهمة العسكرية، ونسعى لجعل لبنان مركزا أمميا لحوار الحضارات وطلبنا من ايران الوقوف معنا".  وأشار الى انه ذكّر بقضية نزار زكا، مؤكدا في الموازاة انه "لا يوجد حرج بالتعامل الإقتصادي مع إيران إذا وجدت الأطر التي تحمي لبنان".

لا قوانين تحرّم: من جهته، اعلن الوزير ظريف "اننا واثقون بأن الحكومة الجديدة ستنهض بلبنان وسنبقى دائما الى جانب الشعب ونمد يد العون بكافة الأطر"، وقال: "نحن على أتم الاستعداد للتجاوب مع طلب الحكومة اللبنانية لنتعاون معها في أي مجال حيوي تراه مناسبا"، مشيرا الى "ان هناك ترويجا لأخبار وهمية وواهمة". واذ لفت الى "اننا نثمن عاليا الموقف اللبناني في ما يخص مؤتمر وارسو". قال ظريف عن قضية زكا: "هناك فصل للسلطات في إيران واستقلالية تامة للسلطة القضائية، لكننا نقوم بالجهود اللازمة لحل الأمر".  واشار الى ان "ليس هناك قانون دولي يمنع ايران ولبنان من التعاون، حتى ان القرار 2231 يطلب من الدول كافة تطبيع علاقتها الاقتصادية مع ايران". وسيلتقي الحريري ظريف مساء اليوم.

أبوالغيط..عن ايران وسوريا: في الاثناء، كان الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، بدوره، يجول على القيادات اللبنانية . وفي وقت أكد ان "لا يوجد سباق بين الجامعة العربية وايران على لبنان لسبب واحد وهو ان لبنان دولة عربية وعضو في الجامعة، واللقاءات معه امر  طبيعي للغاية"، قال من بعبدا التي استهل منها لقاءاته "أتمنى الاستقرار والنمو والتقدم للبنان وناقشنا نتائج القمة الاقتصادية التي عقدت في 22 كانون الثاني وواضح لي اهتمام الرئيس عون بمتابعة قرارات القمة"، معلنا "انني لم ارصد بعد خلاصات تقود الى توافق حول عودة سوريا الى الجامعة العربية". وردا على سؤال عما اذا كان تطرق والرئيس الحريري الى عودة سورية للجامعة العربية، اجاب ابو الغيط من السراي "بطبيعة الحال تطرقنا الى الشان السوري، وشرحت التطورات المحيطة بالمقعد السوري وشغوره . لكن حقيقة الامر، ويجب ان نكون امناء مع انفسنا، هناك حديث متكرر في الاعلام وصخب اعلامي  ولكن لا توجد حركة حقيقية من قبل الدول الاعضاء في الجامعة".

العلولا: وغداة الزيارة الايرانية لبيروت، يستعد المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا لزيارة لبنان الاربعاء المقبل على رأس وفد، حيث يلتقي الرؤساء عون وبري والحريري.

الخلافات لن تؤثّر: وفي ظل الكباش الاقليمي الخليجي – الايراني الذي سيتظهّر مجددا على الساحة اللبنانية، غرّد الرئيس سعد الحريري عبر تويتر اليوم قائلا "الخلافات الإقليمية لن تؤثر على وضع لبنان الداخلي، لأن الجميع متفق على التركيز على الاقتصاد اللبناني والقيام بكل الإصلاحات التي وضعت في "سيدر" والموجودة في البيان الوزاري".

ماكرون في بيروت: وليس بعيدا من الزيارات الغربية للبنان، توقعت أوساط ديبلوماسية غربية لـ "المركزية"، أن يحط الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في بيروت في أوائل الربيع المقبل، اثر زيارة للعراق، وبعد أن تكون الحكومة الحريرية الثالثة نالت الثقة، وأعطيت الوقت الكافي للإنطلاق في مسار الاصلاحات الذي تعهدت التزامه في بيانها الوزاري، تبعا للاتفاقات المعقودة في مؤتمر سيدر، علما أن الفرنسيين يراقبون هذا المسار أيضا بكثير من الدقة والترقب. وفي الانتظار، تكشف الأوساط أن من المرجح أن يزور الموفد الفرنسي المكلف متابعة تنفيذ مقررات سيدر بيار دوكان بيروت في 18 الجاري للمشاركة في الاجتماع المخصص للتنسيق بين المؤسسات المالية المانحة، مرجحة أن يشكل هذا الاخير فرصة لحسم الجدل الذي أثاره التباين بين لبنان فرنسا في مقاربة ملف اللاجئين السوريين، قبل زيارة ماكرون. 

روحاني والبرنامج الصاروخي: اقليميا، صعّدت ايران من نبرتها اليوم، حيث أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني، خلال كلمة له في الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية أن بلاده ستواصل تعزيز قوتها العسكرية وبرنامجها الصاروخي. وتوجه إلى العالم كله بالقول "فليعلم كل العالم ان قوة إيران باتت أكبر وأوسع من أيام فترة الدفاع المقدس". وشدد على أن "العدو لن يتمكن من تحقيق أهدافه المشؤومة"، لافتاً إلى أن "الشعب الإيراني انتصر على الاستبداد والتبعية". ولفت إلى أن “85 في المئة من الأسلحة والمعدات تصنع اليوم بأيدي القوة العاملة الإيرانية".

ايران لن تنسحب!: في الموازاة، أكد البريجادير جنرال رمضان شريف المتحدث باسم الحرس الثوري إن طهران "ستعاقب بحزم" المعتدين الذين يهاجمون البلاد. وقال خلال تجمع حاشد يحتفل بالذكرى الأربعين للثورة الإسلامية "وصلت إيران الإسلامية إلى مستوى... لحماية حدودها بقدراتها العسكرية الفعالة وستعاقب بحزم أي معتد"، بحسب ما نقلت وكالة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. من جهته، أعلن البريجادير جنرال حسين سلامي نائب قائد الحرس الثوري الإيراني إن طهران لن تسحب قواتها من المنطقة ورفض الدعوات الأميركية بضرورة كبح نفوذ طهران الإقليمي. وقال: "لا يمكن أن يطلب منا العدو الرحيل عن المنطقة. هم يجب أن يغادروا المنطقة... سنساعد أي مسلم في أي مكان في العالم".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o