Dec 15, 2018 9:54 PM
مجتمع

"جونسون آند جونسون" تكشف موقفها من "فضيحة السرطان"

أنكرت شركة "جونسون آند جونسون" الأميركية للمستحضرات الطبية، تقريرا إعلاميا كشف أنها كانت على علم منذ عقود بوجود كميات ضئيلة من مادة الأسبستوس المسرطنة، التي تحظرها منظمة الصحة العالمية، في بودرة الأطفال التي تشتهر بإنتاجها.

وتسبب تقرير وكالة "رويترز" للأنباء في هبوط أسهم "جونسون آند جونسون" بنسبة بلغت 10 بالمئة، بعد تضرر الشركة من عمليات بيع تعد الأسوأ خلال 16 عاما.

وأظهر تحقيق مطول أجرته "رويترز"، واستعانت فيه بآلاف الوثائق من داخل الشركة نفسها، أن الشركة سوقت منتجات، بين أوائل سبعينات القرن الماضي وبداية الألفينات، تعتمد على التلك، وكانت تحتوي في بعض الأحيان على مادة الأسبستوس التي تتسبّب في الإصابة بعدد من الأورام، منها سرطان الرئة والحنجرة والمبيض.

ويعد التلك المعدني خليطا تدخل فيه مادة الأسبستوس المسرطنة، لذا حذرت الوكالة الدولية لأبحاث السرطان من استخدام النساء لبودرة التلك، خاصة في المناطق الحساسة، حيث من الممكن أن يزيد خطر الإصابة بالسرطان.

وفي المقابل، قالت الشركة التي تتخذ من ولاية نيوجيرسي مقرا رئيسا لها، سترفع دعوى قضائية ضد مثل هذه الادعاءات، ووصفت تقرير "رويترز" بأنه "من جانب واحد وكاذب وتحريضي"، حسبما نقل موقع "ياهو".

وسبق تقرير "رويترز" الذي أشار إلى العلاقة بين بودرة "جونسون آند جونسون" والإصابة بالسرطان، تقارير أخرى كانت تتحدث عن نفس العلاقة لكنها لم تكن حاسمة.

والعام الماضي، قضت محكمة في ولاية كاليفورنيا الأميركية بدفع "جونسون آند جونسون" 417 مليون دولار أميركي لصالح سيدة قالت إنها أصيبت بسرطان المبيض، بعد استعمال بودرة الأطفال التي تنتجها الشركة.

وقال المدعون حينها إن الشركة "كانت على دراية بأن هناك مخاطر بالإصابة بالسرطان تتعلق باستعمال بودرة التلك، لكنها أخفت المعلومات عن المستهلكين".

وكان تقرير موثق قد أكّد  أن شركة الأدوية والمستحضرات الطبية العملاقة "جونسون آند جونسون"، عرفت منذ عقود أن المكونات الخام المستخدمة في بودرة التلك للأطفال تحتوي في بعض الأحيان على كميات صغيرة من الأسبستوس، التي يمكن أن تسبب السرطان. وأشارت صحيفة "واشنطن بوست" أمس الجمعة إلى أن أسهم الشركة هبطت بنسبة 10 في المئة بعد صدور التقرير.

ونفت الشركة بشدة التقرير المطول الذي نشرته "رويترز"، المدعوم بالوثائق التي تعود إلى عقود عديدة، والتي ظهرت في نتائج التقاضي التي خاضها عدد من الضحايا اللاتي أصبن بسرطان المبيض بعد سنوات من استخدام بودرة التلك.

وأوضح التقرير أنه من عام 1971 حتى عام 2000 على الأقل، كان فحص منتج مسحوق التلك الأولي في شركة جونسون آند جونسون إيجابياً بالنسبة لاحتوائه على مادة الأسبستوس، رغم أن غالبية مستندات الاختبار التي أجرتها "رويترز" لم تُظهر ذلك.

وأشار التقرير إلى أن المسؤولين في الشركة قلقون بشأن نتائج الاختبار، مع الحفاظ على خصوصية المعلومات وعدم الإفصاح عن نتائج الاختبارات للهيئات التنظيمية والجمهور. ووصفت "جونسون آند جونسون" تقرير "رويترز"، بأنه "من جانب واحد، وكاذب وتحريضي" وينطوي على "نظرية المؤامرة".

وتعرضت الشركة لدعاوى قضائية من المدعين، بأنهم استخدموا مسحوق "جونسون آند جونسون" للأطفال، وأصيبوا بأورام سرطانية تنجم عن التعرض للأسبستوس. كما أنها تعرضت لدعاوى قضائية من مدعين قالوا إن سرطان المبيض ناجم عن منتجاتها.

وأشارت الصحيفة إلى أن هيئة محلفين في سانت لويس، في ولاية ميسوري الأميركية، حكمت هذا العام بمبلغ 4.7 ​​مليارات دولار لصالح 22 امرأة ادعت أن منتجات بودرة التلك سببت لهن سرطان المبيض. وذكرت الشركة أنها تعتزم الطعن في هذا الحكم واستمرت في إنكار أن منتجاتها سببت الضرر.

ومسحوق التلك مصنوع من التلك المعدني، ويحتوي في بعض الأحيان على بعض آثار الأسبستوس، وفقاً لموقع الجمعية الأميركية للسرطان. واعتمدت صناعة مستحضرات التجميل في عام 1976 المبادئ التوجيهية الطوعية التي تنصّ على أن منتجات التلك يجب أن تكون خالية من الأسبستوس.

ويظهر أن العديد من الوثائق التي استشهدت بها "رويترز"، هي مراسلات داخلية لـ"جونسون آند جونسون" بين مسؤولين تنفيذيين فيها، ناقشوا وجود كميات صغيرة من الأسبستوس في التلك، وحاولوا إقناع أجهزة الضبط بأن تلك الكميات ليست ضارّة.

لكن يبدو أن الأدلة تظهر أن "جونسون آند جونسون" حوّلت نتائج الاختبارات الإيجابية إلى إدارة الغذاء والدواء، لكنها حجبت نتائج الاختبارات التي أظهرت أن التلك يحتوي على الأسبستوس، وهي نقطة أشار إليها قاضٍ في نيو جيرسي هذا العام تؤكد الحكم الصادر ضد الشركة.

ونقل التقرير عن محامين لدى "جونسون آند جونسون"، أن نتائج الاختبارات التي كشفت وجود أسبستوس محتمل كانت من أقراص التلك الموجهة للاستخدامات الصناعية، وليس من أجل مسحوق الأطفال. وتابعوا في بيان لهم أمس، أن "آلاف الفحوصات المستقلة التي أجراها المنظمون والمختبرات الرائدة في العالم تثبت أن مسحوق الأطفال لدينا لم يحتو قط على الأسبستوس".

كما أصبح استخدام مادّة التلك الخالية من الأسبستوس موضع جدل. وفي عام 2006 أصدرت إحدى هيئات منظمة الصحة العالمية بياناً، بأن التلك المستخدم في المناطق التناسلية يمكن أن يسبب سرطان المبيض، لكن جمعية السرطان الأميركية ردّت بأن الدليل على هذا الادعاء غير واضح.

وبيّن التقرير أن إدارة الغذاء والدواء الأميركية كان لها دور مع هذه القضية. وفي عام 2014، رفضت طلباً بإضافة بطاقة تحذير إلى مسحوق التلك لكونها لم تجد صلة بين المنتج والسرطان. لكن صحيفة "واشنطن بوست" أفادت العام الماضي بأن ملخص دراسة واحدة، موّلها مكتب صحة المرأة في إدارة الغذاء والدواء الأميركية FDA، قال "لم تجر تحقيقات كافية على تأثيرات التلك على أنسجة الجهاز التناسلي للأنثى".

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o