Dec 11, 2017 2:49 PM
خاص

حزب الله يردّ بطريقته على "بيان باريس"..ويضغط لتلميع صورته "المقاوِمة" مجددا

المركزية- سواء حصلت زيارة الأمين العام لـ"عصائب أهل الحق" العراقية الشيخ قيس الخزعلي الى بوابة فاطمة على الحدود بين لبنان والاراضي الفلسطينية المحتلة، منذ أسبوع أو منذ شهر، لا فرق، فالمسألة ليست مسألة "توقيت"، وفق ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ"المركزية"، والسؤال ليس اذا تمت الجولة بعد صدور بيان الحكومة الثلثاء الماضي، أو قبل ذلك بساعات قليلة. ذلك ان أهمّيتها تكمن في كونها تحمل تأكيدا صريحا ومباشرا  على أن "حزب الله" لا يعير اي أهمية لما يتم التفاهم عليه "سياسيا" في الداخل ولا للتسويات التي تُوقّع حتى من قبله، ولو تضمّنت تعهّدات ووعودا، وآخرها اعلان المكونات السياسية كلّها المشاركة في الحكومة، وحزب الله منها، "النأي بنفسها عن اي نزاعات او صراعات او حروب او عن الشؤون الداخلية للدول العربية، حفاظا على علاقات لبنان السياسية والاقتصادية مع اشقائه العرب". فهو، بحسب المصادر، يحصر مفاعيل هذه الخطوات في إطار تسيير الامور المحلية، الا انها لا تلزمه في شيء، ولا تؤثر قيد أنملة على أجندته الخاصة. بدليل انه ولو تعهد النأي بالنفس، وقبله وقّع على "اعلان بعبدا" ثم انقلب عليه، فهو ماض في تنفيذ ما يراه ضروريا لمواجهة اسرائيل من جهة، وقد وَضع جولة الخزعلي في هذه الخانة، ولمحاربة الارهاب من جهة ثانية والتي شدد مسؤولوه وآخرهم نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان أنجع وسيلة لتحقيقها هي تعزيز محور المقاومة في المنطقة.

هذه الخلاصة الاساسية التي يجب ان نستنتجها من زيارة الخزعلي، تقول المصادر. أما اذا أردنا التدقيق في تفاصيلها، لا سيما لناحية موعد الكشف عنها، السبت الماضي، فهي تشكل رسالة رد واضحة على ما جاء في البيان الختامي لمجموعة الدعم الدولية للبنان التي اجتمعت الجمعة في باريس.

فهو تضمّن تشديدا على ضرورة التزام لبنان بالقرارات الدولية، ولم يكتف فقط بذكر الـ1701 الذي وضع منطقة جنوب الليطاني في عهدة اليونيفيل، وحرّم أي تواجد عسكري لحزب الله داخلها، بل ذهب ايضا الى التذكير بالقرار 1559، الذي صدر في أيلول 2004 ودعا الى نزع سلاح الميليشيات في لبنان. وفي وقت لم يعد سرا ان الخارجية اللبنانية حاولت إسقاط تسمية القرارين من البيان الختامي، الا انها لم تنجح في ذلك، تقول المصادر ان حزب الله على ما يبدو، قرر الرد على طريقته على المجتمع الدولي، فأظهر لمن يعنيهم الامر ان كل الضغوط التي يمارسونها على "الحزب" لن تنفع، بدليل انه ليس فقط موجودا جنوبي الليطاني بل قادر ايضا على إدخال مقاتلين أجانب مؤيدين له الى تلك المنطقة.

ولا تقف رسائل نشر شريط الخزعلي اعلاميا عند هذا الحد، تضيف المصادر، بل له أيضا أغراض داخلية. ففيما ارتفعت في السنوات الماضية الاعتراضات على ممارسات "الحزب" الاقليمية، وقد رأى معارضوه انها جرّدته من صفته كـ"مقاومة" في وجه اسرائيل، يبدو ان "الحزب" قرر عشية انتهاء دوره العسكري في الميادين العربية، إعادة تظهير دوره "المقاوم" وتسليط الضوء عليه. فزيارة الخزعلي الى الجنوب تذهب في هذا الاتجاه في رأيه، ومن غير المستبعد، بحسب المصادر، ان تستكمل بسلسلة زيارات مماثلة في قابل الايام، سيستخدمها "الحزب" للقول ان مهمّته الاساس تبقى محاربة اسرائيل. وفي حين تلفت الى ان موقف الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاخير في شأن "تهويد القدس"، سيشدّ عصب "الحزب" وحركات "المقاومة" أكثر، تتوقّع ان يعمد مسؤولو "حزب الله"، في المرحلة المقبلة، الى تكثيف الحملات لانعاش ثلاثية "الجيش والشعب والمقامة"، وإعادة فرضها معادلة ذهبية لا يمكن الخروج عنها مهما اشتدت المواقف الداخلية والدولية الدافعة نحو كسرها، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o