May 23, 2024 4:50 PM
خاص

هواجس المعارضة لا تؤهلها الجلوس إلى طاولة المفاوضات... طروحات مباشرة وإلا التسوية على لبنان!

جوانا فرحات

المركزية- يكاد لا يمر الكلام عن استحقاق الرئاسة من دون أن تتصدر التسوية عنوان المرحلة. تسوية كبرى، تسوية على حساب المعارضة، تسوية تخرج من مؤتمر عام أو دوحة -2...لا فرق إنها التسوية المنتظرة والتي يفترض أن تكون المعارضة مهيأة ومعبأة للجلوس إلى طاولة المفاوضات وإلا ثمة فريق واحد سيأخذ مكانها وهو الفريق الذي يحكم ويتحكّم بصمامات القرار في لبنان. ساعتئذ لا ينفع الندم!.

ما هو المطلوب من المعارضة؟ ربما الكثير لكن الأهم هل ثمة خيوط لهذه التسوية العابرة لدول القرار التي تمسك بالملف اللبناني؟

بالنسبة إلى الولايات المتحدة يؤكد رئيس لجنة تنفيذ القرارات الدولية في لبنان طوني نيسي العائد من أميركا أن "لا كلام عن تسوية في المرحلة الحاضرة على عكس ما يتم التسويق داخل الرأي العام اللبناني.  فسياسة الإدارة الأميركية هي لجم التصعيد الحاصل في الجنوب ووقف إطلاق النار. وهي تسعى لتحقيق ذلك لسببين رئيسيين أولهما أن لبنان ليس مهيأً لتحمل أي حرب تشنها إسرائيل عليه، وثانيا لأن ملف غزة غير واضح المعالم حتى الساعة والتسوية لم تنضج بعد.

السؤال الذي لا يزال يطرح على أنقاض حرب غزة ولا جواب عليه حتى الآن هو: ماذا بعد حماس ؟

يقول نيسي" الواضح أن إسرائيل تفضل أن تكون المملكة العربية السعودية هي الشريك الأساسي في ما يتعلق بملف غزة وهذا يتجلى في الحضور الأميركي اللافت والدائم في السعودية، إضافة إلى نقاط أخرى منها  الكلام عن ناتو عربي بدعم أميركي حقيقي. وفي ما يتعلق بمسألة إعادة إعمار غزة فالمؤكد أن السعودية قادرة ان تكون شريكة في ورشة إعادة الإعمار وهذا جزء من التسوية.

في ما يختص بحركة حماس يرجح نيسي أن تأخذ المفاوضات وقتاً لأن مسألة حل الحركة وتصفية نفسها وتسليم الأسرى لن يحصل بالسهولة التي يتوقعها البعض. يبقى مصير غزة ما بعد حماس. هل ستتولى إسرائيل إدارة الحكم فيها، هل ستكون هناك قوات عربية مشتركة كما يتم التداول؟ ومن سيعيد إعمارها؟.

كل هذه الأسئلة تبقى معلقة إلى حين الإفراج عن التسوية الكبرى، أما بالنسبة إلى الملف اللبناني فالواضح أن لا أحد لديه مشروع واضح يضعه على الطاولة. من هنا فإن أي حوار يُعقد لن يصل إلى حل.

وبحسب نيسي، فإن الزيارات التي يقوم بها نواب من كتل نيابية معارضة ومستقلون وتغييريون إلى الولايات المتحدة الأميركية لم ولن تثمر عن أية نتائج لأن الشخصيات التي تلتقيها الوفود ليست على مستوى القرار وتقتصر مهامها على نقل الملفات والآراء إلى الإدارة الأميركية، وهذا يؤكد أن لا حوار مباشر بين الإدارة الأميركية والمعارضة اللبنانية ويؤشر إلى ما هو أسوأ.  

نقطة سلبية أخرى تُسجل على المعارضة في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ لبنان. فالمواضيع التي تطرحها في دول القرار ليست إلا هواجس كمثل سيطرة حزب الله على المؤسسات واحتكاره قرار الحرب والسلم ورفض الحرب أو مساندة غزة في حربها ضد إسرائيل. حتى الآن لم تحمل أية طروحات ويخشى أن يؤدي هذا الأمر إلى إبرام التسوية لكن على حساب المعارضة.

هواجس لا تتضمن مشروع حل "ماذا تفيد؟ وفي حال حصول أي حوار مباشر أو غير مباشر بين لبنان وإسرائيل فالحوار سيكون حتما مع الجهات اللبنانية التي تمثل الدولة أي حكومة لبنان التي تأتمر بقرارات وأوامر حزب الله وبالتالي فإن الموقف الرسمي اللبناني يصب مباشرة في هدف الحفاظ على حزب الله كميليشيا من دون إيجاد حل يرضي كل الأطراف".

بغياب أي مشروع حل وآلية يفترض أن تضعها المعارضة على طاولة المفاوضات لا توجد إمكانية لإيصال ريس للجمهورية يتولى الحوار والتفاوض. وعليه سيتولى المهام رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي وهذه نقطة سلبية تحتسب على المعارضة خصوصا أن إسرائيل تسعى لإيجاد حل جذري لمسألة الحدود الشمالية وإيجاد تسوية تؤدي إلى سلام شامل مع لبنان وهذا الأمر لن يتحقق إذا لم يكن هناك رئيس جمهورية في بعبدا.

أما الجلوس إلى طاولة الحوار "فيفترض أن يكون لدى المعارضة برنامج عمل موحد وواضح، وتقديم طرح جديد ومختلف عما يقوله كل من حزب الله والحكومة. ومن أبرز النقاط التي يجب أن تضغها المعارضة وبشكل مباشر، دور الجيش اللبناني لا سيما على الحدود والمعابر غير الشرعية، برنامج عمل الحكومة الجديدة مصير سلاح حزب الله وإلا أحد غير مستعد لمساعدة لبنان حتى داخل الكونغرس، إذ أن هناك إجماعا على أن لبنان دولة فاشلة لكنهم أبعد من أن يعلنوها ويتحملوا النتائج وفق القوانين الدولية لأنو "ما حدا فاضيلنا".

 

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o