May 23, 2024 1:22 PM
خاص

استمرار الحرب يحقق لفلسطين ما عجزت عنه لعقود!

لورا يمين

المركزية- كلما طال امد الحرب على قطاع غزة، كلّما حققت الدولة الفلسطينية اهدافا ثمينة عجزت على مر عقود عن الفوز بها، رغم نضالها السياسي والدبلوماسي. فبحسب ما تقول مصادر دبلوماسية لـ"المركزية"، فإن حجم الوحشية التي استخدمتها اسرائيل ضد الفلسطينيين منذ 7 تشرين الاول الماضي، المعطوف الى إظهارها، وبشكل لا يقبل الشك، ولكل العالم، وجهَها "المجرم" حربيا والمعطّل لكل الحلول سياسيا، لعب دورا كبيرا ليس فقط في أخذ المجتمع الدولي مسافةً من تل ابيب التي لطالما دعمها، بل ايضا في ذهابه نحو مد اليد للدولة الفلسطينية.

وبعد قرار الجنائية الدولية الذي استهدف للمرة الاولى مسؤولين من الطراز الرفيع في الحكومة الاسرائيلية، سُجل امس تطور كبير في مسار تحوّل فلسطين، في نظر العالم، الى دولة كاملة الاوصاف.

فقد اعترفت إيرلندا وإسبانيا والنروج، بدولة فلسطينية "مستقلة"،  وقال وزير الخارجية النرويجي إسبن بارت أيده، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن اعتراف النرويج وإسبانيا وأيرلندا رسميا بدولة فلسطينية مستقلة سيدخل حيز التنفيذ في 28 ايار. وذكر رئيس الوزراء الأيرلندي سايمون هاريس، أنها خطوة تم تنسيقها مع إسبانيا والنرويج، وإنه "يوم تاريخي ومهم لإيرلندا ولفلسطين".  وأضاف أن هذه الخطوة تهدف إلى المساعدة في دفع الصراع الإسرائيلي - الفلسطيني إلى التسوية من خلال حل الدولتين. من جانبه، صرح رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين يوم 28 أيار.

وفي وقت تتجه دول اوروبية اخرى الى اتخاذ القرار ذاته، حيث افيد أن إيرلندا وإسبانيا تجريان مباحثات مع الدول الأوروبية الأخرى بشأن اعتراف مشترك بالدولة الفلسطينية، قال وزير الخارجية الفرنسية ستيفان سيجورنيه ان الاعتراف بدولة فلسطينية ليس أمرا محظورا بالنسبة لفرنسا.

في المقابل، اشارت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية الى ان "الحكومة الإسرائيلية تدرس معاقبة أيرلندا وإسبانيا والنرويج لاعترافها بدولة فلسطين"، وقد استدعت إسرائيل، امس، سفيرَيها في إيرلندا والنروج.

لكن بحسب المصادر، كل هذا التصعيد الاسرائيلي لن ينفع تل ابيب في شيء، ولن يزيد المجتمع الدولي، الا اصرارا على إنصاف الفلسطينيين. حتى اكبر حلفاء اسرائيل، اي واشنطن، لن تتمكن من ان تذهب ابعد في مسايرة السلطات الاسرائيلية. وكلّما أظهر رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو  تشددا في خيار الحرب، ستراكم فلسطين النقاط، الى ان تخرج من حمّام النار والدمار الاسرائيليين الغارقة فيه اليوم ومنذ عقود، "دولةً" شرعية معترف بها من قِبل العالم كلّه، تختم المصادر.

إخترنا لك

Beirut, Lebanon
oC
23 o